مي غصوب/ نحاته وكاتبة
موعد في المهجر

مي غصوب

تتناول الحلقة حياة مي غصوب من بيروت إلى باريس, ومن باريس إلى بريطانيا, ربع قرن من الاقتراب مزجت فيها بيروت ولندن حتى صارتا مدينة واحدة عندها، تعاونت مع أحد زملائها لإنشاء إحدى أهم دور النشر العربية في بريطانيا.

ضيف الحلقة:

مي غصوب/ كاتبة لبنانية

تاريخ الحلقة:

03/09/2004

– فتح دار نشر في لندن
– التأثر بأم كلثوم وحب النحت
– دروس مستفادة من المهجر

فتح دار نشر في لندن

undefinedمي غصوب: سافرت بيروت الحقيقة معتقدة إنه راح نروح لفترة قصيرة يعني خلال الحرب وأرجع لوقت تروق الأحوال بس ظلت الحال فصار فيه صدف بالحياة يعني في الحياة كلها أوقات كثير صدف فرحنا أنا وأصدقاء من بيروت على باريس لأنه كل اللبنانيين بيروحوا على باريس أصلهم وخلال زيارة صدفة إلى لندن تعرفت على المدينة وشفت قد إيش فيها جو عالمي وفيه جو عربي وفيه جو من كل بلدان العالم وما فيه كان أبدا شي ثقافي عربي فقلنا بس ليش نخلينا قلقانين بره خلينا نجرب نعمل مكتبة أو شيء بنفهم فيه يعني كتب كمشروع مؤقت بس بعدين هالمشروع كبر وصار عندنا مسؤوليات فيه وصارت مؤسسة وظلينا أنا وأصدقائي اللي بعدنا أصلا أنا وزميلي عمري بلشنا وبعدنا لهلا بعد 25 سنة بهالمؤسسة كأصدقاء وكزملاء كمان بدينا بالأول بالنشر الإنجليزي يعني حسينا حالنا نحن كلبنانيين بره وكان وقتها الناس يا اللي كانوا بيروحوا على لبنان بيجيوا على لندن شعرنا وكأنه لندن صارت مثل بيروت ثاني وأكثر من هيك كانت شوية بتربط الغرب أميركا أوروبا العالم العربي أفريقيا الشمالية كان كله محور وقتها كمان الصحافة نقلت على لندن أو تأسست فأختلط كل شيء صار مثل مركز ثقافي وصار دورنا أهم مما كنا مستنظرين يعني فبدينا ننشر بالإنجليزي لنعرف جو الإنجليز يا اللي عايشين فيه ويا اللي استقبلنا عن تاريخ منطقتنا عن ثقافات مختلفة وثقافتنا الفرنسية كمان استعنا فيها لإدخال الثقافة الفرنسية شوية بالكتب يا اللي طلعناها فهيك بلشت بعدين لما خلصت الحرب وراق الوضع ما عاد فينا نرجع شعرنا بحاجة إنه نرجع على بيروت ونرجع ننشر بالعربي والنشر العربي ما ممكن يحصل غير من بيروت بعده المكان الأساسي الأصلي للتوزيع لكل العالم العربي هو بيروت فرجعنا نحن ورجعوا كتبنا معنا وصرنا نروح بين بيروت ولندن يعني بين هالمدينتين اللي تنينتهم مدنا يعني صاروا تنينتهم مدينتنا.

[تعليق صوتي]

بيروت ولندن صارتا إذاً مدينة شاسعة واحدة يكمل كل من طرفيها المتنائيين ما في الطرف الآخر من قصور ونواقص وكأن اللبنانية مي غصوب صنعت لنفسها مدينة تخصها وعلى مقاسها هي وهذه زاوية جديدة تماما للنظر إلى تجربة المهجر ففي وعي هذه السيدة العربية التي تمارس النحت والكتابة بأشكالها المختلفة والتي شاركت في تأسيس إحدى أهم دور النشر العربية في لندن في وعيها أن الوطن ليس تلك المساحة المعزولة عن العالم بالحدود على الخرائط الوطن قابل للاتساع بقدر ما تتسع رغبة الفرد في تحقيق ذاته وفي التواصل المبدع مع العالم.


الهدف الرئيسي من دور النشر والمكتبات نشر الثقافة والأفكار والمفاهيم بين الناس

مي غصوب: المكتبة اللي بتحترم حالها أو الناشر اللي بيحترم حاله ما بيكون عنده بكتبه وجهة نظر أكيد هو شخصيا عنده وجهة نظر يا إما بيكون بلا عقل يعني كلنا عندنا وجهة نظر كأفراد كبشر بس كمكتبة أو كدار نشر نحن دورنا نكون ربط ثقافة ربط بين الأفكار والقارئ والجو العام الثقافي فأبدا أبدا ما لازم الواحد يكون عنده موقف بيصير قامع بيصير مثل يعني مثل (Censorship) تبع الدول يعني نحن مش هيك المفروض نكون نحن نفتح مجال كثير حر كثير ديمقراطي للأفكار هلا أكيد في إيشي ما بنعملها لأنه فيه مسائل إما قانونية إما حتى معادية للحرية معادية لمفاهيم التعامل بين البشر يعني وقت الواحد بيعمل شيء ضد كذا شخص ثاني بده يعمله بكتاب كذا بشكل غير ثقافي أكيد هالشيء ما بنعمله بس أنا بحالة ثانية بالعكس يعني كل ما قدرنا نوسع مجال الحرية كل ما أحسن، أول ما فتحنا من 25 سنة كان يفوتوا الناس يقولوا كيف عندكم هالكتاب مثلا ما بحبه هالكاتب أو ما بحبه هالسياسي أو ما بحبه هالمفكر طول الوقت نقولهم طيب ما فيه المفكر الثاني هداك أنت بتحبه فيا بنشيل اثنين يا بنخلي اثنين فبعدين تعودوا صار الجو كثير وبعدين الجو يمكن بالعالم العربي صار على كل حال عنده مفهوم أكبر وأريح بالنسبة لحرية الأفكار يعني إنه تنطرح الأفكار ما حدا حامل سكينة على حدا هاي أفكار تتناقش كل ما توسعت كل ما أجت من اتجاهات أكثر كل ما أحسن فنحن أرجع وأقول إنه أهم شيء جودة المستوى الثقافي مش وجهة النظر فيه كتب مثلا ما بأوافق معها شخصيا أبدا بس مكتوبة بشكل رزين وجدية ومفيدة رأيي مش مهم، النشر هو عمل بيخلق الكتاب من أوله يعني من أول ميبلش يكتب الكتاب راح تزيد ما ينطبع راح يزيد بين عمل الغلاف يعني بتجمع بكثير نواحي بما فيها الناحية الفنية الكتاب عمل فني شكله شكل فني والغلاف لوحة فأكيد الواحد اللي عنده مكتبة كل اللي عندهم مكتبات بيحبوا ينشروا، (Transit Beirut) هو كتاب بيجمع مقالات وأدب ومساهمات حول المدينة حساسية المدينة يعني جو المدينة بشبعا بمأكلها بأدبها فهذا كتاب كثير مثلا من النوع اللي بنحب نعمل منه وبنحب نوسع هالسلسلة وهذا المشروع على المدن مدن الشرق الأوسط يمكن برات الشرق الأوسط لأنه المدن هي بتعبر عن ثقافة شعب بكامله وبتعطيه نوع يعني رائحة المدينة لازم تبين بكتاب مش بس الكلمات والأدب والشيء الثاني اللي كثير عم نهتم فيه هو الصورة يعني بالنسبة إلينا الكتب مش بس هي اللي فيها كلمات اللي فيها صورة يا اللي هي كثير تشغله ولازم تكون متواجدة لأنه إذا الصورة شوية مش كثير معمولة من رائحة الكتاب ما له طعم وهذا للأسف بالعالم العربي بعض الصور الكتب الـ(Visual) الكتب اللي بتهتم بالـ(Photography) بالتصوير بالرسم بعضها كثير ضعيفة بتأمل نقدر ناخد تجربتنا اللي جبناها من هون من ناحية الصورة وننقلها على كتبنا العربية كمان، شو وضع الأدب العربي أنا بأتصور إنه دائما وين ما كان بالعالم فيه أدباء عظيمين يعني أو طاقات فظيعة هالطاقات موجودة ولا مرة كان إنه مثلا العالم العربي أسوأ من أميركا أو أسوأ من فرنسا أو أفريقيا أو أفريقيا أسوأ من كذا هالشيء مش موجود، الكاتب يعني الناس البشر من ناحية الفن أو الكتابة أو عم بيعبروا بلغات معينة لغة فنية لغة أدبية عم بيعبروا عن شعور وهالشعور موجود وين ما كان فيه ناس عندهم موهبة المهم مثلا اللي هو إنه الواحد يحاول يكتشف يحاول يشجع يعني بتأمل إنه هذا اللي عملناه ومؤخرا مثلا الشيء الفظيع اللي كثير نحن بنفتخر فيه كساقي هلا اللي عم بحكيه هو إنه مجالات وجرائد إنجليزية قالوا إنه نحن رفعنا من مستوى الأدب الإنجليزي يعني كان فيه حتى بالإندبندنت إنه بنشكر الساقي لأنه جابوا قدموا شيء كثير مهم للأدب بهالبلد ببريطانيا وهالشيء أكيد كثير منيح بالنسبة إلينا كناس هاجروا إلى هون ويبين إنه حاولنا نكتشف مش بس كتاب عرب بس كتاب إنجليز ويدعموا بعضنا إنه وقت الكاتب الإنجليزي مشهور ينزل بالصحافة وبيجي اسمنا معه هالشيء بيشجع إنه يطلع كاتب عربي و(Vise Versa)، الحقيقة من بعد حرب لبنان كان كثير بدي أبتعد عن الكتابة السياسية عن السياسية المباشرة كان عندي شعور بحاجة روحية لهالأشياء العادية في الحياة أكثر شو اللي بيعشوها الناس بشكل مشترك بدون أفكار كثيرة وخلافات سياسية ولكن يعني هالشيء أكيد ضايع ما بأعرف قد إيش عشرين 25 سنة بس لما نشوف الصور تبع يعني أبو غريب فيه شيء أزمني بشكل كثير قوي مش لأنه بتصور إنه فيه ناس بيعملوا هيك شيء وناس ما بيعملوا هيك شيء للأسف البشر كلهم فيه عندهم أشياء كثير جميلة مشتركة بس أشياء للأسف أكثر مش على مستواهم بس كنت بأتصور إنه بعد كل اللي صار من حقوق الإنسان من حكي عن حقوق الإنسان ومن حكي عن حرية التعبير وحرية الصحافة واحترام الآخر هالشيء يرجع يحصل حسيت بنوع خوف شوية من حالتنا من واقعنا البشري وحبيت أصرف مثل هالشيء لأن أكثر شيء خوفني هو إنه صور نساء عم بيعذبوهم يعني الحديث هلا كنا نقول إنه لما المرأة بتدخل على الشيء إذا بتعمله إنسانة أكثر يبدو لا وهالصور تم تخبئتها يعني وهذا اللي كان كمان أسوأ إذا حدا بيتصرف بشكل بشع ومقرف خلال حروبه كل الحروب فيها هيك شيء تغميض العيون عن هالشيء كمان جريمة قوية وحسيت إنه لازم أقول شيء يا إما بأصير لي شيء أنا يعني وبالتالي بالنهاية أنا كتبت مع إنه كتبت مقالة مع إنه كان زمان ما كتبت مقالة عندها موقف سياسي مباشر.

[فاصل إعلاني]

التأثر بأم كلثوم وحب النحت

مي غصوب: أنا تعرفت على أم كلثوم بفترة مؤخرة نسبيا بحياتي لسبب من الأسباب ما كنا نسمع أم كلثوم أبدا فلما أول مرة رحت على الجامعة كان عمري 17 سنة سمعت على أم كلثوم صار معي تناقض كثير قوي لأنه بتذكر يمكن كانت عم تغني إيشي دايما تغني يا ظالمني يا أنا بانتظارك وكذا وبهاديك الفترة أنا كنت كثير مع قضية المرآة وإنه كان مفروض كلامها يشكل لي أزمة يعني بس ما قدرت قد ما حلوة قد ما شعورها الشعور اللي بتعبر عنه فيه شيء نسوى داخلي قوي يعني بيحسه أي شخص بيحب أو مارق بفترة شعور قوية إنه ما نسيت كل ما بيهمني شو عم بتقول المهم بس أسمع صوتها وما بس هيك صرت أحب أسمع وقت اللي هي عم تتشكى قد إيش مثلا حبها موجعها أو شيء بها المعني فيه نضج من قدمته لما حسيت هالقوة بصوتها قدمت لي نوع نضج على إنه الأفكار ما بتكفي وحدها فيه شيء أقوى عند الإنسان ومن وقتها عندي غرام رهيب فيها بفتكر عرفتني على الطرب العربي وصرت يعني جزء مهم بحياتي.

[تعليق صوتي]

تأثر مي غصوب بأم كلثوم يقفز أمام أعيننا بقوة ونحن نتابع عملها النحتي الشاق هذا فكما استطاعت البنت القديمة من عمق الريف المصري أن تغير ملامح أمة بأسرها بالشجن النبيل في آهاتها الصاعقة تنكب السيدة البيروتية في الفناء الخلفي لبيتها اللندني على خشونة الحديد الجارحة تلينها وتطوعها وتضمدها لتتحول بين يديها إلى جمال عميق يبهج الروح وكأنها كانت تريد في الأصل أن تلين وتطوع وتضمد العالم الإنساني الذي يفوق خام الحديد خشونة، الفتاة التي طردتها من بيروتها قبل ربع قرن أظافر حرب عبثية متوحشة مازلت تؤمن بأن العالم قابل للإصلاح أو لعله يكون كذلك.


مي غصوب تماما كأم كلثوم جمالها الحقيقي ينبع ويتدفق هادرا من داخلها ومن القدرة على النفاذ إلى الجمال الكامن عميقا في الأشياء ”

مي غصوب: بأحب النحت لأنه بأحب أغطس بأحب أشتغل بإيدي يعني شوية مثل ما هو حلو الناس بيحبوا يطبخوا أوقات بيحبوا مش عندنا شوي مشكلة بالعالم العربي إن شي الواحد بيصير مثقف أو مفروض يصير مثقف لازم ما يشتغل بيديه أو هاي موجودة ببعض الثقافات يعني هي برأيي غلط الشغل بالإيدين أولا أساسي لأنه إحنا عندنا جسم مش بس رأس وفكر والكلمة شيء كثير حلوة بس الكلمة لغة واحدة هذا ما فيه لغات كثير بنستعملها النحت الرسم الموسيقى لغة ثانية فأنا اخترت لغة النحت مثلا بدل الموسيقي لأنه بأحب أشتغل بجسمي يعني بأحب أحارب مادة بأحب أغطس فيها بحب أحركها وهالشيء بيعطيني بحس بيزيد من إنسانيتي، أنا بلشت أكيد بالطين وبالجبس وبكل المادة اللي بيبلشوا فيها بالنحت بس وهدول مادة حسية حلوة يعني الجبس الأبيض حلو يشتغل فيه الطين كثير حلو الواحد كأنه عم بيعمل خبز بس بعدين صرت بدي شيء أقوى شيء شوي إجه على بالي أبرهن إنه حتى الحديد ممكن يكون عنده جمالية حسية أو طعجوه وتدويره فيه شيء كثير حلو للجسد فيه تحدي بين هالمادة يا اللي ما بتتحرك وبنفس الوقت الواحد يحاول يبرمها يعطيها شيء أنوثي فيها فحبيت هالنوع التحدي وبعدين الحديد بيسمح لك تطلعي وبفترة حبيت كثير البرنكوز يعني بتطلع دوغري طلوع كأنه عم بيطلع عن الأرض مع أنه النحت مفروض يكون راكزة بالأرض بس كان عم بيطلع عن الأرض عم بيطير وما في غير الحديد أو بيقدر الواحد يعمله يطلع بالأخر صرت أعلقهم ينزلوا من فوق بس الحديد هذا اللي عم نقوله هالتناقض بين الجمود وبين الإمكانية إنه الواحد يعطيه شكل كأنه عم بيقول كل شيء بيتلين بالحياة يا ريت فينا نلين كل الأشياء يعني كل الناس فبجرب عمله بالحديد ما بيقدر يعمله مع الناس.

[تعليق صوتي]


جمال أم كلثوم الحقيقي ينبع ويتدفق هادرا من داخلها ومن القدرة على النفاذ إلى الجمال الكامن عميقا في الأشياء من حولها تحت القشرة الصلبة المتجهمة

مي غصوب تماما كأم كلثوم جمالها الحقيقي ينبع ويتدفق هادرا من داخلها ومن القدرة على النفاذ إلى الجمال الكامن عميقا في الأشياء من حولها تحت القشرة الصلبة المتجهمة، هاتان امرأتان تغنيان يا حبيبي الست بصوتها الذي يحرق القلوب ومي غصوب بأناملها التي تطوع الحديد وتمنحه الأنوثة.

مي غصوب: بتصور للأسف الفنانين العرب هون بدهم يتكلوا على حالهن لأنه ما فيه شيء مثل بفرنسا مثلا (كلمة بلغة أجنبية) معهد العالم العربي يا اللي مثل متحف وسينما ومعارض ومكتبة كلها عن العالم العربي لشيء كثير أكيد عرف وبالثقافة العربية وبالفن العربي وساعد فنانين وكتاب عرب يكون إليهم مركز هون يعني في أكيد في مثلا (Gallery)الكوفة في.. بس هدول مبادرات فردية مش على صعيد كثير عربي كامل واسع فبأتصور إنه أكيد كثير صعب للفنان العربي هون أولا ما فيه هالتشجيع بالقوي لأنه بعد فيه نظرة إنه ما فيه فن عربي يمكن العرب ما بيحبوا الرسم أو ما موجود تراث رسم وفن وفنون تشكيلية بالجو الغربي ولأنه ما فيه حدا يدعمهم كمؤسسة، يمكن هالشيء ضروري يكون موجود ويمكن إذا إنوجد بيكون شوية توجيهي وما كل هالقد منيح ما بأقدر أعرف ما بأعرف شو الجواب بس أكيد لحديت هلا ما فيه شيء قوي وما فيه حتى مبادرات فردية قوية تدعم الفنانين العرب، شو الأقرب لقلبي الكتابة النحت النشر المكتبة كثير صعب هالسؤال كأنه الواحد بيسأل حدا مين بتحب أكثر بين ولادك يعني أي ولد بتحب أكثر ما بعرف لأنه هذه كلها لغات تعبيرية بيعبر الواحد عنها، أكيد النحت والكتابة عمل أكثر داخلي فيه وحدة والكتابة لغة كلمات والنحت لغة أشكال وأوقات بأحط كلمات على الأشكال وبأحط أشكال على الكلمات فبأكتب لمنحوتاتي بعملهن مسرحيات بعملهن قصص بكتبلهم قصص وبعدين بشوفهم بأتصور أنا هذا الشيء كثير عادى يعني المفروض يكون طبيعي لأنه منا بس نحن مليانين أيدين ورأس وكذا وكل هالأشياء هي أداة لتعبير عن يا اللي بنشعره فبالتالي ما بأقدر أجاوب شو اللي أهم بس بأقدر أقول إنه أهم شيء هو الواحد وقت اللي بيقرأ أو بيكتب أو بينحت بيدخل جواة نفسه وهالشيء ضروري الإنسان طالما بده يشتغل بمكتبة مع نشر عم بيتعاطى مع الغير وعم بتجيب نوع امتداد الآخر فيمكن كده الأيشي بيكمل بعضه وما بأقدر إذا بدون وحدة كأنه واحد بدون أيد أو بدون شقفة من حاله يعني.

دروس مستفادة من المهجر

[تعليق صوتي]

ما من مكان بداخل هذه السيدة للشعور بالغربة والانعزال يحميها دائما اندفاعها كالأطفال نحو استكشاف تفاصيل العالم من حولها وقدرتها الطفولية أيضا على الاندهاش من الحقيقة البسيطة المذهلة التي تقول إن ملامحنا قد تختلف ولكننا جميعا مهما اختلفت ألواننا وقسماتنا متشابهون جدا من الداخل وننتمي في نهاية الأمر إلى بعضنا هكذا هي مي غصوب وهكذا تربت هناك في بيروت.

مي غصوب: وبأفتكر شغلة واحدة تعلمته بالمهجر أنا هو إنه أديش أهلي عطيوني يمكن محبة وقوة ومفهوم مسؤولية وحرية بنفس الوقت لأقدر أوجه جو كثير مختلف يعني الجو (Anglo Saxony) ما بنعرفه كثير نحن بلبنان وأتعرف وأحاول اندمج وكان عندي فرح بهالشيء مش بس حرب لأنه الحرب يعني الواحد يقسى على نفسه ليندمج موجودة بس ممكن كمان يكون فيه فرح بالاكتشاف وبالصعوبة ومن أنا وصغيرة بعرف إنه أهلي بدهم إياني كان إنه أكون شخص مسؤول وحرة فقدرت استفيد من هالشيء لو قمعوني يمكن أنا وصغيرة أو قالوا لي أنتِ لازم تكوني مره والمره بتقعد في الداخل أو تعمل كذا وإلى أخره ما كنت عرفت أبلش بها البلد وكانت البداية مش هينة لأنه أنا جيت على البلد ما بعرف حدا ما كان فيه بعد هجرة لبنانية كبيرة ما كان فيه العولمة بالمفهوم اللي بنعرفه هلا ما كان فيه غير تليفزيون مثلا إنجليزي ما كان فيه غير مكتبات بأقدر ألاقي كتب إنجليزي فيها وهالشيء كان بده أسفه على اللفظ بس إذا الواحد بيقتنع إنه هذا الشيء جديد وحلو وبيعمله بفرح أكيد الهجرة ممكن تكون شيء إيجابي.