جدل في الجزائر بعد عودة #شكيب_خليل

لم يجد الناشطون الجزائريون وصفا يليق بعودة وزير الطاقة السابق شكيب خليل سوى تشبيهه بفيلم "العائد" لليوناردو دي كابريو الحائز على جائز الأوسكار لأفضل ممثل، وتدور قصة الفيلم حول عودة صائد الدببة من موت محتم بعدما تخلى عنه أصدقاؤه وقتلوا ابنه الوحيد وتركوه يواجه مصيره، لكنه عاد وانتقم من الجميع.

وكان النائب العام الجزائري قد أصدر صيف 2013 -بإيعاز من المخابرات التي كان يقودها وقتذاك الجنرال محمد مدين (توفيق)- مذكرة قبض دولية ضد الوزير المبعد من الحكومة شكيب خليل الذي غادر البلاد بسبب ورود اسمه في قضايا فساد مدوية طالت محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

ورأى مغردون أن مؤسسة الرئاسة كانت غاضبة من ملاحقة شكيب، ورأت أنها المستهدف من وراء إثارة هذه القضية وقضايا أخرى سابقة كالطريق السيار وبنك خليفة، وسرعان ما أطيح بالجنرال القوي من سدة الجهاز الاستخباراتي وتم "تأميم" صلاحياته وإلحاقها برئاسة الجمهورية ليبدأ مسلسل التبرئة الذي أسقط جميع التهم عما سماها المغردون "جماعة الرئيس".

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بمئات التعليقات بشأن الحادث، وتناقل النشطاء صور الاستقبال الرسمي الذي حظي به شكيب في مطار وهران الدولي، وهو الذي كان بالأمس القريب متهما بقضايا ثقيلة، مستغربين ضرب الإجراءات القضائية عرض الحائط، في حين رأى البعض أن هذا "تغول" غير مقبول وفرض لمنطق القوي وتهوين من شأن القضاء.

وشارك وزير الداخلية في السجال مفندا أن يكون الوزير السابق مدانا، موضحا أن استقباله في المطار أمر عادي.

من جهته، قال رئيس حركة مجتمع السلم المعارضة عبد الرزاق مقري على صفحته في فيسبوك إن الدولة التي اتهمت شكيب خليل بتشكيل عصابة أشرار عابرة للقارات هي ذاتها التي برأته.

أما الناشط عبد الوكيل بلام فقال في منشوره إن عودة الوزير "جريمة ضد الإنسانية"، وتداول النشطاء مقطع فيديو للنائب العام بلقاسم زعماتي في ندوة صحفية عقدها صيف 2013 أمر فيها بالقبض الدولي على "الوزير الهارب".

كما أشار بعض النشطاء إلى التحول الدراماتيكي في هرم السلطة، وصدق "نبوءة" رئيس حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعيداني الذي سبق أن لوح بعودة شكيب خليل، متهما مصالح الاستخبارات السابقة بتلفيق التهم له وللعديد من الإطارات النزيهة كما وصفها.