سيدي بوزيد تقود ثورة كروية في تونس

تونس ـ سيدي بوزيد ـ ملعب سيدي بوزيد ـ 19 سبتمبر 2015 ـ نجم أولمبيك سيدي بوزيد في مباراة الجولة الثانية للدوري التونسي ضد النادي الإفريقي
متابعون توقعوا أن يسهم تألق نادي أولمبيك سيدي بوزيد في تغيير الخارطة الكروية بتونس (الجزيرة نت)

مجدي بن حبيب-تونس

فجّر نجم أولمبيك سيدي بوزيد الصاعد حديثا إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بتونس، مفاجآت من العيار الثقيل في أولى جولات المسابقة، وأطاح بأندية كبرى وأعلن أوراق اعتماده رسميا كأحد المراهنين على لعب الأدوار الأولى.
 
فبعد أربع مباريات في الدوري حقق ممثل سيدي بوزيد ثلاثة انتصارات ومني بهزيمة وحيدة، ليتبوأ المركز الثاني في لائحة الترتيب العام برصيد تسع نقاط متقدما على أندية عريقة مثل الأفريقي والنجم الساحلي.
 
ووصف إعلاميون وخبراء رياضيون العروض اللافتة للنادي بالثورة على النمطية التي ميزت الكرة التونسية في العقود السابقة، وهيمنة أندية الشمال والساحل على حساب الجنوب الذي اعتبر ضحية السياسة القائمة على الاختلال بين الجهات في مجالات التنمية والتشغيل والرياضة وغيرها.

انعتاق كروي

العافي أكد أن طموحات نادي سيدي بوزيد ارتفعت بعد البداية الموفقة بالدوري (الجزيرة نت)
العافي أكد أن طموحات نادي سيدي بوزيد ارتفعت بعد البداية الموفقة بالدوري (الجزيرة نت)

غير أن المسيرة الموفقة لأولمبيك سيدي بوزيد لم تمثل مفاجأة لرئيس النادي عبد القادر العافي الذي يعتبر أن صعود فريقه إلى دوري الأضواء في يونيو/حزيران الماضي، مثل انعتاقا من القيود التي كانت تكبل قطاع الرياضة في الجهة والتي حرمت الشباب من مرافق التنمية والترفيه والرياضة.

وقال العافي للجزيرة نت إن الثورة التونسية سمحت بتوسيع طموحات شباب المنطقة، كما مثّل صعود النادي لأول مرة في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى نقلة نوعية في المجال الرياضي الذي كان يعاني التهميش في العهد السابق في ظل غياب فضاءات رياضية واقتصار مطالب الشباب على التشغيل.

وأضاف أن طموحات فريقه ارتفعت بعد البداية الموفقة ولم تعد تقتصر على مجرد ضمان البقاء مع أندية النخبة، وأوضح أن النادي يراهن على تكوين مجموعة قادرة في غضون سنوات قليلة على المنافسة على المراكز الأولى.

من جانبه، اعتبر لاعب وقائد الفريق أيمن بن عمر أن العروض القوية لأولمبيك سيدي بوزيد تعكس انعتاقا من قيود التهميش والإقصاء وندرة المرافق والملاعب التي ظل القطاع الرياضي يعاني منها طيلة العقود الماضية.

وحول علاقة ذلك بثورة الحرية والكرامة، قال بن عمر للجزيرة نت إن الثورة التونسية قدمت "شحنة كبيرة وحافزا إضافيا" لكرة القدم في المنطقة.

البنزرتي: سيدي بوزيد تزخر بمواهبلم تنل حظها من الدعم (الجزيرة نت)
البنزرتي: سيدي بوزيد تزخر بمواهبلم تنل حظها من الدعم (الجزيرة نت)

مؤشرات تغيير
وتأسس أولمبيك سيدي بوزيد عام 1959 ولكنه لم يدخل غمار المسابقات الرسمية إلا عام 1963، وظل حبيس الأقسام السفلى طيلة العقود الماضية، قبل أن يحقق الصعود للمرة الأولى في تاريخه إلى الدوري الممتاز.

وتداول على تدريب النادي عدد من المدربين الكبار على غرار فوزي البنزرتي مدرب منتخب تونس سابقا والنجم الساحلي حاليا.

وقال فوزي البنزرتي الذي قاد الفريق للارتقاء إلى دوري الدرجة الثانية منتصف الثمانينيات، إن "سيدي بوزيد كانت ولا تزال تزخر بالمواهب الكروية القادرة على الإشعاع، ولكنها لم تنل حظها من دعم السلطات التي كانت تمنح أندية الشمال والساحل فرصا أكبر للبروز والنجاح".

واعتبر البنزرتي أن "مسيرة الأولمبيك لحد الآن تحمل مؤشرات واعدة لتغيير الخارطة الكروية التي تعرف صعودا لافتا لأندية الجنوب بوجه عام، بعد أن مثلت الثورة شحنة معنوية كبيرة لقلب الموازين في ظل مراجعة السياسات الخاصة بالقطاع الرياضي والتي قطعت مع مبدأ الاختلال بين الجهات".

المصدر : الجزيرة