أسباب الخروج المبكر لإسبانيا من المونديال

Spanish players walks away from their goal after Chile's Charles Aranguiz scored his side's second goal during the group B World Cup soccer match between Spain and Chile at the Maracana Stadium in Rio de Janeiro, Brazil, Wednesday, June 18, 2014. (AP Photo/Frank Augstein)
المنتخب الإسباني تلقى في مباراتين أهدافا أكبر مما تلقاه خلال ثلاث بطولات كبرى (أسوشيتد برس)

أثار خروج إسبانيا -بطلة العالم- من المونديال المقام حاليا بالبرازيل بعد هزيمتين قاسيتين أمام هولندا (1-5) وتشيلي (صفر-2) صدمة لدى محبي المنتخب الذي بسط سيطرته على الكرة العالمية في السنوات الأخيرة.

وتسبب أداء رفاق الحارس كاسياس في إثارة العديد من التساؤلات عن أسباب هذا التحول من منتخب يرهب جميع منافسيه إلى آخر غير قادر على مجاراة نسق المباريات، ويعاني من نقائص فادحة.

وتساءل متابعون عن سر إصرار المدرب دل بوسكي على الاعتماد على عناصر من الجيل القديم بالرغم من توفر البدائل الأكثر جاهزية.

فبعد الخسارة القاسية أمام هولندا في الجولة الأولى، اضطر دل بوسكي إلى إجراء تعديلات على تشكيلته، لكنه قرر تغيير لاعبين فقط هما جيرار بيكيه وتشافي هرنانديز، وأشرك بدلا منهما بدرو وخافي مارتينيز. بيد أن تجديد دماء المنتخب الإسباني كان يجب أن يبدأ في وقت مبكر. فلاعب مثل كوكي من أتلتيكو مدريد المليء بالحيوية كان له مكان في التشكيلة الأساسية، لكن إشراكه جاء متأخرا.

الثقة بكاسياس
وكان قرار المدرب بتجديد الثقة بإيكر كاسياس خاطئا أيضا، فقد يكون كاسياس قائدا عظيما أسهم بشكل كبير في إحراز منتخب بلاده ثلاثة ألقاب كبيرة في السنوات الست الأخيرة، بيد أنه لم يلعب بصورة مستمرة مع ريال مدريد، واقتصرت مشاركته على دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا. كما أن ديل بوسكي كان يملك خيارات كبيرة في حراسة المرمى على الرغم من إصابة فيكتور فالديس بوجود المخضرم بيبي رينا والصاعد دافيد دي خيا.

كاسياس يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الهزيمتين (أسوشيتد برس)
كاسياس يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الهزيمتين (أسوشيتد برس)

من جانب آخر، يتحمل الدفاع نسبة مهمة من إخفاق إسبانيا، فقد بني المنتخب الإسباني في السنوات الأخيرة على دفاع صلب ومتماسك لم يدخل مرماه سوى ستة أهداف في ثلاث بطولات كبرى، قبل أن يمنى في البرازيل بسبعة أهداف في مباراتين.

ولا شك أن وجود كارليس بويول في قلب الدفاع كان مهما من الناحية المعنوية، وكان الثنائي بيكيه وراموس فعالا في السابق لكنه ليس هذه المرة، ولم يكن الحل بإدخال مارتينيز بدلا من بيكيه في المباراة الثانية.

ففي مواجهة هولندا وتشيلي، واجه الإسبان منتخبين غير تقليديين ولم يتمكنوا من احتوائهما لتمنى شباك كاسياس بسبعة أهداف، في حين سجل لا روخا هدفا واحدا من ركلة جزاء.

وفي الهجوم، كان اختيار دييغو كوستا غير موفق، فمنذ اللحظة التي أقنع فيها دل بوسكي دييغو كوستا بتمثيل إسبانيا بدلا من البرازيل، كان يتعين عليه إشراكه أساسيا، لكن الخطأ كان بأن قراره تأخر ولم يخض كوستا سوى عدد قليل من المباريات الاستعدادية لكي يتأقلم مع زملائه.

ولم يساعد المنتخب الإسباني مهاجمه الجديد لأن أسلوبه مختلف تماما، فهو يهوى المساحات في حين يعتمد "الثور" الإسباني على التمريرات القصيرة للوصول إلى المرمى.

وكان كوستا كالسمكة خارج الماء في صفوف منتخب إسبانيا، وما زاد الطين بلة هو أن الجمهور في الملاعب البرازيلية قابلوا كل لمسة له بصفارات الاستهجان.

دل بوسكي نال قسطا وافرا من انتقادات المتابعين بسبب خياراته (أسوشيتد برس)
دل بوسكي نال قسطا وافرا من انتقادات المتابعين بسبب خياراته (أسوشيتد برس)

نهاية "تيكي تاكا"
من جهة أخرى، أصر المنتخب الإسباني على أسلوب "تيكي تاكا" الذي حقق إنجازات له ولنادي برشلونة في السنوات الأخيرة بإشراف بيب غوارديولا، لكن سقوط الفريق الكتالوني في الآونة الأخيرة وتراجع مستواه، بالإضافة إلى الضربة القوية التي تلقاها بايرن ميونيخ بإشراف غوارديولا على يد ريال مدريد في عقر داره، قد تجعل أيام "تيكي تاكا" معدودة.

وأسهم الضغط الكبير لتشيلي على حامل الكرة في الفريق الإسباني وسرعة أداء لاعبيها في كسر إيقاع الفريق المنافس، فأجبره على القيام بتمريرات خاطئة لم نعهدها من لاعبي "لا روخا"، وبالتالي فقد ميزة عامة في الاستحواذ بنسبة كبيرة على الكرة.

وراهن البعض في وقت سابق على أن يكون اللعب في القارة الأميركية الجنوبية مشكلة على المنتخبات الأوروبية الساعية إلى الظفر بالكأس العالمية، وذلك بناء على تجربة إسبانيا التي خسرت نهائي كأس القارات بثلاثية نظيفة أمام البرازيل.

وفي مباراة الأمس، كانت الأغلبية في مدرجات ماراكانا تشجع منتخب تشيلي على حساب الإسبان، فخاض الأول المباراة وكأنه يلعب على أرضه.

المصدر : الفرنسية