سلفادور تستعيد عبق تاريخها قبيل موقعة ألمانيا والبرتغال

رئيسية - المبارة أمام ألمانيا تحمل رمزية كبرى للبرتغال
المباراة أمام ألمانيا تحمل رمزية كبرى للبرتغال (الجزيرة)

سلفادور- في "بيلورينيو" القلب النابض للبلدة القديمة، امتزجت الألوان بالأعراق والأجناس في مشهد أعاد إلى "سلفادور دي باهيا" أول عاصمة في تاريخ البرازيل عبقها كأول نقطة تلاقح لحضارات أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وذلك قبيل موقعة أوروبية خالصة تحتضنها غدا الاثنين ضمن كأس العالم لكرة القدم.

وبعد يومين من احتضان ملعبها "أرينا فونتي نوفا" قمة مباريات الدور الأول بين منتخبي إسبانيا حاملة اللقب ووصيفته هولندا (1-5)، كانت المدينة مجددا قبلة لجماهير منتخبي ألمانيا والبرتغال اللذين أضفيا أجواء احتفالية على مناطق عدة فيها وخصوصا في مركزها التاريخي.

في شوارع هذه المنطقة السياحية التي تتميز بواجهات بناياتها الفريدة ذات الألوان المختلفة المصنوعة من الجص الرفيع وأزقتها المتوازية والمتدرجة في تناسق من فوق إلى أسفل رغم شدة انحدار بعضها، أدخل مئات المشجعين لمسة فنية على المكان عبر مهرجان آخر من ألوان الأقمصة والقبعات والأعلام.

وبينما فاحت من على جنبات المقاهي والمطاعم المنتشرة على الشوارع رائحة القهوة والأكلات المختلفة التي يزخر بها المطبخ السلفادوري، واصل المشجعون تجوالهم مرددين أناشيد تتغنى بمنتخباتهم ونجومها، وسط انتشار غير كثيف للأمن.

‪‬ مشجعان يبحثان عمن يزودهما بتذكرة للمباراة(الجزيرة)
‪‬ مشجعان يبحثان عمن يزودهما بتذكرة للمباراة (الجزيرة)

وباستفسارنا عن الوضع الأمني في المدينة -التي تعد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة- حذرنا أكثر من شخص من النشالين ومن الدخول إلى الأزقة الخالية من المارة، خاصة أن المدينة تصنف بين المدن الأخطر في أميركا اللاتينية بنسب جريمة قياسية بلغت حسب إحصائيات حديثة نحو 55 جريمة قتل عن مائة ألف ساكن.

طقس متقلب
وبدا الطقس في مدينة سلفادور -وهي شبه جزيرة يحدها المحيط الأطلسي من ثلاث جهات- متقلبا للغاية رغم اعتداله في أغلب الأحيان، إذ سرعان ما تُفاجأ في عز سطوع الشمس بغيوم كثيفة سوداء تلف السماء تتبعها أمطار غزيرة قد تتواصل ساعة أو ساعتين، وتتكرر الحالة أكثر من مرة طوال اليوم.

ومع انقشاع الغيوم وعودة الطقس الصيفي، احتشد المئات من المشجعين من مختلف الجنسيات في "بيلورينيو" حيث واصلوا جولاتهم في أزقة ازدحمت أرصفتها بالباعة المتجولين عرضوا كل ما له علاقة بسلعة تهم السياح كذكرى من المدينة.

وفي ساحة مطلة على خليج "كل القديسين" الذي اشتق منه اسم المدينة، لاحظت الجزيرة نت وجود بعض مروجي تذاكر المباراة في السوق السوداء، وباستطلاعنا أحدهم فوجئنا بالسعر الذي ناهز 1200 ريال (نحو 600 دولار أميركي) للصنف الثالث، أما الصنف الثاني فتجاوز سعر تذكرته ألفي ريال (نحو ألف دولار).

جماهير ألمانية في أحد أزقة بيلورينيو (الجزيرة)
جماهير ألمانية في أحد أزقة بيلورينيو (الجزيرة)

مباراة رمزية
وتحمل المباراة رمزية لمنتخب البرتغال المكتشف والمستعمر السابق للبرازيل. ورغم الاستقلال عن لشبونة منذ العام 1822، يرتبط الشعبان بعلاقة الدم واللغة والثقافة والتاريخ المشترك، علما أن البرازيل خامس أكبر دول العالم مساحة، وسكانها هم الوحيدون في الأميركتين الذين يتكلمون البرتغالية.

جوزيه كوستا موظف برازيلي بأحد الفنادق المزدانة بأعلام المنتخبات التي ستلعب في سلفادور، أكد ذلك بالقول إن قلوب كل البرازيليين ستكون مع منتخب الوطن الأم.

ولم يمنعه ارتداؤه قميص البرازيل من الهتاف أمام الحاضرين وبينهم مشجعون ألمان "فيفا برتغال.. فيفا برتغال".

ولم يعر مشجعو "المانشافت" أي اهتمام لصيحات الرجل الأسمر ذي الملامح الأفريقية التي تطغى على غالبية السكان هنا، فقد ظلوا أوفياء على ما يبدو لطباعهم الهادئة وواقعيتهم في التعامل مع الأحداث في انتظار تجسيد ذلك على ملعب "فونتي نوفا" مساء غد الاثنين واقتناص نقاطهم الثلاث الأولى في مشوارهم نحو لقب عالمي رابع.

المصدر : الجزيرة