ترحيب تونسي برفع حظر الحجاب عن اللاعبات

خولة مبارك أقصى يسار الصورة اعتبرت قرار الفيفا تأكيدا بانعدام الخطر من ارتداء الحجاب
undefined

مجدي بن حبيب-تونس

رحبت مختلف الأطراف في أوساط الكرة النسائية بتونس بقرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب) الذي يسن قوانين اللعبة الشعبية الأولى في العالم، السماح بارتداء الحجاب للاعبات ومنحهن الحرية المطلقة في اللباس ما لم يشكل ذلك خطرا على صحتهن وصحة المنافس.

وكان الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) قرر بناء على طلب الاتحاد الآسيوي للعبة رفع الحظر عن ارتداء الحجاب تجربته لأكثر من عشرين شهرا قبل أن يعلن "إيفاب" أنه "لا مؤشرات تعيق ارتداءه" إذا احترمت التعليمات الخاصة، وذلك بعد حظر استمر حتى 2012 بحجة إمكانية تعرض اللاعبات لإصابات في العنق أو الرأس.

وعبر الاتحاد التونسي لكرة القدم عن أن القرار جاء ليؤكد مبادئ الاتحاد الدولي للعبة المتعلقة بحرية اللباس، وهي حرية شخصية ما لم تتضمن شعارات سياسية وعنصرية أو تمثل خطرا على صحة اللاعبات.

واعتبرت العضو بالاتحاد حنان السليمي أن "فيفا" أزاح معضلة حقيقية كانت تهدد الكرة النسائية في الدول العربية والإسلامية بالانسحاب من مشاركاتها القارية والإقليمية بسبب فرض قيود خاصة على الفتيات المتحجبات.

‪السليمي: قرار الفيفا سيرفع من مستوى إقبال الفتاة العربية على ممارسة كرة القدم‬ (الجزيرة)
‪السليمي: قرار الفيفا سيرفع من مستوى إقبال الفتاة العربية على ممارسة كرة القدم‬ (الجزيرة)

ملف هام
وقالت المسؤولة عن الكرة النسائية في الاتحاد للجزيرة نت إن ملف الحجاب من بين الملفات الهامة التي فتحتها الفيفا وأثارت جدلا واسعا وردود فعل في الاتحادات العربية والإسلامية، خاصة بعد تراجع إقبال الفتاة العربية المتحجبة عن ممارسة اللعبة الشعبية الأولى في العالم لوجود قيود على حرية اللباس، حسب قولها.

وتوقعت السليمي أن يتزايد الإقبال على ممارسة كرة القدم النسائية ليس فقط في تونس بل في كل الدول العربية والإسلامية، مؤكدة على "دعم الاتحاد لمشاركة الجنس اللطيف في كرة القدم".

وانطلق نشاط كرة القدم النسائية بتونس في ديسمبر/كانون الأول 2004 بإنشاء رابطة لكرة القدم النسائية أشرفت في العام نفسه على تنظيم الدوري الممتاز ودروي الدرجة الثانية فضلا عن تنظيم كأس تونس.

ورغم ضعف الموارد المالية وجدت كرة القدم النسائية حظها لدى عديد الأندية التي بلغ عددها 26 ناديا منها ستة في المستوى الأول، في حين بلغ عدد اللاعبات المجازات نحو 900.

إقبال متزايد
من جهته اعتبر ظفر الله فرحات رئيس الجمعية النسائية لكرة القدم بقفصة (جنوب غرب) أن الفيفا راعى الخصوصيات الحضارية لمختلف المجتمعات التي تمارس كرة القدم وسلط الضوء على مسألة حساسة تتعلق بحرية اللباس ما لم يشكل خطرا على اللاعبات.

‪فرحات: فيفا راعى الخصوصيات الحضارية لمختلف المجتمعات التي تمارس الكرة‬ (الجزيرة)
‪فرحات: فيفا راعى الخصوصيات الحضارية لمختلف المجتمعات التي تمارس الكرة‬ (الجزيرة)

وقال فرحات للجزيرة نت إن منع الفتيات المتحجبات من ممارسة كرة القدم كان قرارا جائرا حد من إقبال الدول العربية والإسلامية على تشجيع الفتاة على ممارسة كرة القدم، مضيفا أن رفع الحظر مؤخرا جاء ليؤكد غياب أي خطر ناتج عن ارتداء الحجاب.
 
جدير بالذكر أن إيران كانت أول من بادر بالمطالبة برفع الحظر بعد أن اضطر منتخبها للسيدات إلى الانسحاب من التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 لعدم السماح لهن بارتداء الحجاب أثناء المباريات.

وأكدت خولة مبارك حارسة مرمى الجمعية الرياضية لكرة القدم بقفصة أنها وجدت صعوبات كثيرة مع الحكمات من خلال إجبارها على تغطية شعر الرأس فحسب عند ممارستها كرة القدم. وأضافت للجزيرة نت أن "الحجاب لا يشكل أي خطر على اللاعبات، وأعتقد أن قرار الفيفا السماح لنا بممارسة كرة القدم بغطاء الرأس جاء بعد تجارب أثبتت عدم وجود موانع لذلك".

وكان إعلان الفيفا السماح للاعبات بارتداء الحجاب وجد ترحيبا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي اعتبر أنه سيمنح "زخما كبيرا" للعبة النسائية في المنطقة، وفي مقابل ذلك انتقد فريدريك تيريز رئيس رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم القرار بتعلة أنه هذا يمثل "ازدراء" للمرأة.

المصدر : الجزيرة