الرياضة النسوية بالعراق.. آمال رغم الصعاب

جانب من لعبة لكرة القدم (خماسي للنساء في البصرة)
undefined

عبد الله الرفاعي-البصرة

رغم عوائق أبرزها الأعراف والتقاليد الاجتماعية والوضع الأمني المتدهور ونقص الدعم المادي، تسعى الرياضة النسوية في العراق بصفة عامة والبصرة بصفة خاصة إلى وضع موطئ قدم على الساحة الرياضية المحلية وحتى العالمية ومنافسة الرجال في رياضات طالما تفوقوا فيها عبر الزمن على رأسها كرة القدم والمبارزة والساحة والميدان والرماية.

وتشير مسؤولة الوحدة النسوية في مديرية شباب ورياضة محافظة البصرة الزهراء حسين -وهي لاعبة منتخب وطني في رياضة المبارزة- إلى أن النادي الوحيد المختص حاليا بالرياضة النسوية هو نادي الفتاة، مؤكدة أن مشاركات النساء بالرياضة تقلصت بشكل ملحوظ جدا.

وكشفت في تصريح للجزيرة نت أن لاعبات البصرة المتميزات أصبحن يلعبن ضمن فرق خارج المحافظة، وبالأخص المحافظات الشمالية في كردستان العراق، عازية ذلك إلى غياب الدعم من قبل الحكومة المحلية.

‪الزهراء حسين مثلت منتخب العراق في رياضة المبارزة وشاركت في عدة محافل دولية‬ (الجزيرة)
‪الزهراء حسين مثلت منتخب العراق في رياضة المبارزة وشاركت في عدة محافل دولية‬ (الجزيرة)

وأكدت الزهراء أنه لا توجد رياضة "ممنوعة على النساء أو محرمة عليهن", إلا أن بعض العائلات تمنع بناتهن من ممارسة نشاط رياضي معين لعدم وجود قاعات مغلقة فضلا عن الخوف عليهن من القتل أو الخطف في ظل وضع أمني متوتر.

وأضافت أنها مثلت المنتخب الوطني في رياضة المبارزة وشاركت في عدة محافل دولية وحصلت على نتائج جيدة هي وزميلاتها من البصرة، مشيرة إلى أن المنتخب الوطني للمبارزة يتكون من لاعبتين من بغداد وأخريين من البصرة ولاعبة واحدة من كردستان وأخرى من كركوك.

نقص الدعم
من جهتها عزت رئيسة نادي الفتاة في البصرة الدكتورة لمياء الديوان عزوف الفتيات عن الالتحاق بنواد رياضية إلى أسباب تتعلق بالعُرف الاجتماعي إضافة لنقص الدعم المادي الذي يأتي فقط من وزارة الرياضة والشباب, رغم أن ناديها يضم مختلف الألعاب مثل كرة القدم والسلة والطائرة وساحة الميدان والرماية.

‪المنصوري لخص أسباب التراجع في التقاليد الاجتماعية وانعدام الثقة في المدربين‬ (الجزيرة)
‪المنصوري لخص أسباب التراجع في التقاليد الاجتماعية وانعدام الثقة في المدربين‬ (الجزيرة)

وبينت أن البصرة أنجبت بطلات كثيرات في مختلف الألعاب منهن سعاد جبار والدكتورة شذى مهاوش في لعبة الساحة والميدان، في حين تميزت اللاعبة خلود لايذ واللاعبتان أشجان ووسن خلال تمثيلهن المنتخب الوطني لكرة القدم قبل عام 2003.

في السياق نفسه، قال المحلل الرياضي ستار المنصوري إنه من غير المنصف أن "تكون البصرة وهي الرائدة في الرياضة النسوية بهذا الواقع المتدني رغم تاريخها العريق ولاسيما بألعاب القوى والريشة الطائرة والمبارزة والكاراتيه وكرة السلة والكرة الطائرة وخماسي الكرة".

ولخص المحلل أسباب تراجع الرياضة النسوية في التقاليد الاجتماعية وعدم مد جسور الثقة بين الأهل والمدربين، فضلا عن الطابع السياسي والتعصب من قبل بعض الأحزاب ذات المرجعية الدينية.

وعبر المنصوري عن أمله في أن تحظى الرياضة النسوية بالدعم الكامل والاهتمام الحكومي المطلوب، مثلما يتم دعم بقية الأنشطة الرياضية، وتجاوز "التراجع المخيف" الذي شهدته منذ 2003.

المصدر : الجزيرة