إخفاقات محيرة لكرة القدم السودانية

المنتخب السوداني.
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

فتح فشل منتخب السودان في بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا وناديي الهلال والمريخ في بلوغ نهائي كأس الاتحاد الأفريقي الباب واسعا للتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع المحير لمستوى كرة القدم السودانية.

وشكلت بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أولى الضربات الموجعة بخسارة المنتخب السوداني (صقور الجديان) لثلاث نقاط خصمت من رصيدهم في تصفيات أفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل بسبب خطأ إداري فادح تمثل في إشراك لاعب معاقب خلال نهائيات أمم أفريقيا 2012 في مباراة زامبيا التي كسبها السودان بهدفين بأم درمان.
 
وأعقبت تلك الضربة صفعة أخرى للمنتخب تمثلت في فشله في بلوغ نهائيات أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا مطلع العام المقبل بطريقة غريبة أمام نظيره الإثيوبي رغم فوزه في لقاء الذهاب بأم درمان بخمسة أهداف مقابل ثلاثة.

وسبق المنتخب الأولمبي المنتخب الأول بخروجه من تصفيات أفريقيا لدورة الألعاب الأولمبية التي أُقيمت مؤخرا بلندن، تلاه خروج منتخب الشباب من الدور التمهيدي لتصفيات القارة المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا. 

‪جمال الوالي رئيس المريخ‬  (يمين)(الجزيرة)
‪جمال الوالي رئيس المريخ‬ (يمين)(الجزيرة)

ولم يمنع ذلك الشعب السوداني من تعليق كثير من الآمال على ناديي القمة المريخ والهلال بعد وقوعهما في مجموعة واحدة إلى جانب النادي الظاهرة الأهلي شندي في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي عقب فشلهما في التأهل لدور المجموعتين بدوري أبطال أفريقيا.

وبينما ارتفع مستوى الطموحات كثيرا لتعويض خروج المنتخب الأول خالي الوفاض بإمكانية نجاح أحد عملاقي العاصمة -المريخ والهلال بنيل كأس الاتحاد الأفريقي- كان كلا الفريقين دون مستوى الطموحات السودانية وخرجا بطريقة غريبة من الدور نصف النهائي لتضيع كل الأحلام والآمال التي عقدت عليهما.

ورش وحلول
الأمين العام لنادي الهلال هاشم ملاح أكد وجود أسباب حقيقية لانتكاسة الكرة السودانية هذا العام، داعيا إلى عقد ورش لوضع حلول عاجلة لذلك. واعتبر أن ضعف البنى التحتية وغياب مدارس الشباب والناشئين وطريقة الدوري السوداني جزء من الأسباب الحقيقية لتدهور نشاط كرة القدم بل كل الرياضات بالبلاد.

وطالب في حديثه للجزيرة نت بإعادة النظر في الدوري السوداني الذي يبلغ نهاياته في الوقت الذي تبدأ فيه الدوريات الأخرى في بقية أنحاء العالم، الأمر الذي يؤدي دائما لحدوث إرهاق كبير للاعب السوداني الضعيف البنية، حسب قوله.

لا رؤية واضحة
أما القائد الأسبق للمنتخب السوداني والمريخ منتصر الزاكي فعزا ما يحدث للرياضة السودانية عموما وكرة القدم على وجه التحديد إلى عدم وجود رؤية واضحة من الدولة تجاه الرياضة.

‪منتصر الزاكي: عقلية الهواية لدى المسؤولين هي السبب وراء الإخفاق‬ (الجزيرة)
‪منتصر الزاكي: عقلية الهواية لدى المسؤولين هي السبب وراء الإخفاق‬ (الجزيرة)

وقال للجزيرة نت إن الاتحاد السوداني لا يملك منهجا إداريا أو فنيا مما يؤدي إلى تخلف الفكر الكروي، مشيرا إلى أن سبب ذلك يكمن في عقلية الهواية التي يتعامل بها إداريو الأندية الرياضية بالبلاد.

من جهته يعتقد المحلل والناقد الرياضي حسن فاروق أن الفشل الذي تعانيه الكرة السودانية جزء من فشل منظومة كاملة تبدأ من الدولة التي تدعم على الهامش ولا تضع الرياضة من ضمن أولوياتها مرورًا بالاتحاد الذي يدير اللعبة والأندية التي يتحكم فيها أفراد همهم تحقيق إنجازات خاصة لأنفسهم.

ولم يعف فاروق في تعليقه للجزيرة نت الإعلام الرياضي من التسبب "ولو بقدر في تراجع مستوى الرياضة السودانية"، مشيرا إلى أنه يعيش حالة صراع دائم غير مفيد على الإطلاق.

المصدر : الجزيرة