هل يجب أن نقلق من سقوط محطة الفضاء الصينية؟

A 3D animation of China's Tiangong-1 space module is shown in this still image taken from video released September 28, 2011. China will next week launch an experimental craft paving the way for its first space station, an official said on Tuesday, bringing the growing Asian power closer to matching the United States and Russia with a long-term manned outpost in space. REUTERS/Jiuquan Satellite Launch Centre/Handout (CHINA - Tags: SOCIETY SCIENCE TECHNOLOGY POLITICS) FO
تتوقع وكالة الفضاء الأوروبية أن تسقط محطة الفضاء الصينية إلى الأرض في فترة بين 29 مارس/آذار و9 أبريل/نيسان (رويترز)

عام 2016 أعلنت الصين أن أول محطة فضائية بشرية لها، وهي "تيانغونغ-1″، ستدخل الغلاف الجوي للأرض بطريقة غير مُتحكم بها بعد أن فقدت السيطرة عليها، ونظرا لحجم المحطة الكبير وكثافتها فإن بعض القطع الكبيرة قد تنجو من الاحتراق في الغلاف الجوي وتجد طريقها إلى الأرض، الأمر الذي قد يثير القلق.

ويحاول العلماء جاهدين توقع مكان سقوط المحطة، فبعضهم يتوقع أن تسقط في الفناء الخلفي لنيوزيلندا، وتوقع آخرون أن حطام المحطة السام سينهمر على الأرض كالمطر، لكن مع ذلك ما يزال من المبكر تحديد الموقع الذي ستدخل منه المحطة الصينية الغلاف الجوي للأرض.

وتقول الكاتبة لورين غروش في موقع "ذي فيرج" المعني بشؤون التقنية، وهي مراسلة مختصة بالفضاء، إن محطة تيانغونغ-1 أكبر قليلا من معظم الأقمار الاصطناعية التي تقع على الأرض، لكن احتمالات سقوط أي قطع على رأس أي إنسان ضئيلة جدا، وهي في الواقع أقل من احتمال إصابة شخص بصعقة برق.

ووفقا لشركة "أيروسبيس كوربوريشن"، وهي منظمة أبحاث غير ربحية تقدم توجيهات بشأن البعثات الفضائية، فإن مخاطر احتمال أن يصاب شخص بحطام فضائي ساقط هي نحو واحد في التريليون. ولن تزيد محطة تيانغونغ-1 بشكل كبير هذه الاحتمالات.

لكن لماذا ما يزال بعض الناس يخشى أن يصيبه حطام من هذه المحطة الفضائية إذا هوت؟

تقول الكاتبة إن معظم المشكلة بدأت مع التقارير الأولى عام 2016 بأن تيانغونغ-1 "خارج السيطرة" حيث خلقت تلك التقارير تصورا لقطعة ضخمة من المعدن تسقط بشدة نحو الأرض.

ويقول جوناثان ماكدويل عالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد والخبير في رحلات الفضاء: توجد حاليا سيطرة أكبر بكثير على دخول مركبات الفضاء إلى الغلاف الجوي مما كان قبل عشرين سنة مضت، وتولي الشركات والدول اهتماما أكبر بالأجزاء الأضخم.

ومع ذلك، فإن دخول الغلاف الجوي بطريقة غير مسيطر عليها يظل واردا في كل وقت، فقطعة صاروخ بنفس كتلة محطة الفضاء الصينية سقطت إلى الأرض بطريقة غير متحكم به هذا العام. فقد سقط قسم المرحلة العليا من صاروخ زينت الروسي فوق بيرو في يناير/كانون الثاني، وكان بوزن ثمانية أطنان، أي أنه قريب من وزن تيانغونغ-1، لكن لم تكن هناك إصابات.

ويتألف قسم المرحلة العليا من "زينت" في معظمه من خزانات وقود فارغة، كما أن تيانغونغ-1 أكثر كثافة، فهي تضم معدات ثقيلة، لهذا لا تشبه أقسام الصاروخ التي هي عبارة عن خزانات فارغة كبيرة. ولهذا يزداد قلق الناس من أنها قد تصل إلى الأرض، إلى جانب أن فكرة سقوط محطة فضائية إلى الأرض تمثل تهديدا أكبر من سقوط قطعة صاروخ أو قمر اصطناعي عادي.

ويعتبر مكمن الخوف نفسيا بشكل كبير، فالناس تقلق مثلا من حوادث الطيران على ندرتها ولا تشعر بنفس القلق من حوادث السيارات على كثرتها، كما أن من السهل الشعور بالخوف من الهجمات الإرهابية رغم أننا عرضة للقتل أكثر بسبب سقوط الأثاث، وفقا للكاتبة.

والخبر السار بشأن محطة تيانغونغ-1 أن الناس لن تقلق بشأنها لفترة طويلة، فوكالة الفضاء الأوروبية تقدر أن المحطة ستسقط في وقت ما بين 29 مارس/آذار و9 أبريل/نيسان، على الرغم من أن هذه التواريخ عرضة للتغيير، وبمجرد سقوطها ستنتهي المخاطر.

لكن إذا كنت ممن يشعرون بالقلق فيجب أن تقلق أكثر من تلسكوب الفضاء هابل الذي سينتهي به المطاف هاويا إلى الأرض، وهو كذلك أثقل من تيانغونغ-1.

المصدر : مواقع إلكترونية