الصينيون زاروا بريطانيا قبل نحو ألفي عام

وجد علماء الآثار تحت أنقاض مقبرة رومانية في منطقة ساوثوارك في العاصمة البريطانية لندن زوجا من الهياكل العظمية يقولون إن أصولها شرق آسيوية وربما صينية ويعود تاريخها إلى فترة بين القرن الثاني والرابع الميلادي.

ويذكر هذا الاكتشاف -الذي قاده متحف لندن- بالقوة العالمية لإمبراطورية الصين القديمة وتنقّل مواطنيها، فعندما وصل هذان الزائران إلى بريطانيا كانت الصين تتمتع بازدهار اقتصادي، في حين كان الغزاة الرومانيون لا يزالون يستوطنون بريطانيا.

كما يشير اكتشاف مجموعة العظام هذه -التي وجدت مدفونة إلى جانب بقايا مواطنين آخرين من اللندنيين القدماء- إلى أن العلاقة بين الإمبراطوريتين الرومانية والصينية كانت أقوى بكثير مما يعتقد رغم أن المسافة بين الاثنتين تزيد عن ثمانية آلاف كيلومتر.

ففي حين من المعروف أنه كانت هناك تجارة واسعة بين الصين وروما القديمة على طول ما أصبح يعرف بطريق الحرير، فإن أعين كل إمبراطورية كانت تراقب الأخرى بحذر، وفي الوقت الذي أثار فيه "طول قامة وقوة" الرومانيين فضول الصينيين، فإن الرومان وجدوا نظراءهم الشرقيين غامضين لكنهم ثمّنوا أقمشتهم الحريرية. 

ورغم التجارة بين الإمبراطوريتين فإنه لم يُعثر إلا على شخص واحد من الأسلاف الآسيويين في مواقع تعود إلى عهد الإمبراطورية الرومانية وكانت لرجل بالغ مدفون في فاغناري في إيطاليا.

ولا يمكن لعلماء الآثار والأنثروبولوجيا سوى التكهن بكيفية وصول هذين الصينيين إلى لندن، فلربما قام أسلافهما برحلة عبر آسيا وأوروبا على مر الأجيال، أو أنها كانت رحلة العمر. وربما كانا من تجار الحرير الذين يبحثون عن أسواق جديدة في الغرب، أو من الشباب الفضوليين الحريصين على دراسة الأطراف النائية من العالم.