الشعاب المرجانية قد تتخطى آثار الاحتباس الحراري
على الرغم من أن ارتفاع حرارة المحيطات تسبب في تدمير واسع النطاق للشعاب المرجانية، فإن دراسة امتدت على مدى عقد من الزمن للجزر النائية في وسط المحيط الهادي وجدت أن هذه الشعاب قد تزدهر رغم التهديدات التي يتسبب فيها الارتفاع المتزايد في حرارة كوكب الأرض.
لكن تقريرا جديدا من معهد سكريبس لعلوم المحيطات في سان دييغو أعطى العلماء فرصة للتفاؤل، ففي مشروع ضخم شمل 56 جزيرة فحص خلالها الباحثون 450 موقعا للشعاب المرجانية من هاواي وحتى ساموا الأميركية، مرورا بجزر "لاين" و"فونيكس" وأرخبيل ماريانا، تبين لهم أن الشعاب المرجانية المحيطة بالجزر النائية كانت صحية بشكل كبير مقارنة بتلك الموجودة في المناطق المأهولة والتي تخضع لمجموعة متنوعة من التأثيرات البشرية.
وقالت قائدة فريق البحث جنيفر سميث، العالمة في مركز التنوع البيولوجي والمحافظة البحرية التابعة لمعهد سكريبس، "لا تزال هناك شعاب مرجانية على هذا الكوكب تبدو صحية بشكل مثير للدهشة، وربما بدت كما كانت قبل ألف عام"، مضيفة أن "دموع الفرح" غشيت أعين العلماء عندما شاهدوا بعض هذه الشعاب.
وهذه الشعاب النائية التي ترافقها أسماك القرش وأسماك شيطان البحر وقناديل البحر وسلاحف البحر، تتناقض بشكل صارخ مع المناطق المكتظة بالسكان، التي تحيط بها شعاب مرجانية تخنقها الأعشاب البحرية الغامضة وتفتقر إلى الكثير من الطحالب الملونة التي تساعد في تقوية بنية الشعاب.
وتعرض النظام الأيكولوجي للشعاب المرجانية في العقود الأخيرة على نطاق واسع إلى الصيد الجائر وعمليات تطوير السواحل وإلقاء المواد السامة في مياه المحيطات. وتوقع العلماء أن تختفي 70% من الشعاب المرجانية بحلول منتصف هذا القرن.
ورغم أنها تشكل أقل من 0.1% من أرضية قاع المحيطات فإنه يُقدر أن الشعاب المرجانية موطن لنحو ربع كافة الأنواع البحرية، كما توفر العديد من المزايا للإنسان بما في ذلك الغذاء والسياحة والحماية من الفيضانات في تطوير السواحل.
واكتشفت الدراسة -التي نشرت نتائجها في مجلة "بروسيدنغز أوف ذا رويال سوسيتي بي"- أنه في حين كان المرجان الصلب الملون أغزر قليلا حول الجزر غير المأهولة مقارنة بالمناطق المأهولة، إلا أن الطحالب المرجانية المتعددة الألوان كانت أعلى بنحو 40% في المناطق النائية.
وقد تعزز النتائج الجديدة من جهود الحفاظ على الشعاب المرجانية، والتي ينظر إليها البعض على أنها غير مجدية، لكن مع ذلك فإن الجهود لحماية الشعاب المرجانية لن تنجح في درء أسوأ تأثيرات الاحتباس الحراري لفترة طويلة.