العامية بكتب مدرسية مغربية.. دفاع وتحذير وسخرية
وقالت وزارة التربية المغربية في بيان توضيحي أن لجنة التقويم والمصادقة على الكتب المدرسية لم تجد أي مبرر تنظيمي أو تربوي يمنع من استعمال أسماء مغربية (لباس ومأكولات) في نص قرائي وظيفي.
وأشارت الوزارة إلى أن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح قطاع التعليم تشدد على "إعطاء الأولوية للدور الوظيفي للغات المعتمدة في المدرسة في ترسيخ الهوية، والانفتاح الكوني واكتساب المعارف والكفايات والثقافة".
أشياء محسوسة
وأضافت الوزارة أن تعليم اللغة وتعلمها يعتمد على القراءة والفهم والاستعانة بوقائع وأمثلة وأشياء محسوسة مستقاة من المحيط والوسط، وأوضحت أنه لا يمكن رفض كلمات ملابس من العامية مثل "قفطان" و"شربيل" و"طربوش" وكلمات مأكولات مثل "بغرير" و"بريوات" و"لغريبة"، وذلك لأنها "رصيد مشترك بين المغاربة".
|
وشددت الوزارة على أن "اللغة العربية استخدمت على مر الزمان الدخيل والمولد والمنحوت ككلمات سينما وإنترنت وكاميرا".
بالمقابل، استنكر الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية تضمن مقرر للسنة الثانية من التعليم الابتدائي –لأول مرة في تاريخ الكتاب المدرسي الرسمي- ألفاظا من العامية المغربية.
تسريب غريب
ورأى الائتلاف في بيان له أن استعمال العامية في التعليم يتعارض مع الدستور والرؤية الإستراتيجية لقطاع التعليم 2015/2030، وحذر الائتلاف من أن "المسوغات التي ساقتها الوزارة لتعليل هذا التسريب الغريب واهية ولا تصمد أمام الحقيقة العلمية لتعلم اللغة وتعليمها، باعتبارها نظاما ونسقا لا يمكن العبث به بما يؤدي إلى زرع البلبلة والاضطراب في أذهان المتعلمين".
وفي الاتجاه نفسه، عبرت نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم عن استنكارها "حشو المقررات الدراسية بالكلمات والتعابير العامية، في مخالفة واضحة للمرجعيات الوطنية ذات الصلة بتدبير اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية والتنوع اللغوي ببلادنا".
وقالت النقابة التعليمية إنها ترفض "منهجية تمرير اختيارات تربوية ومجتمعية مناقضة للدستور وتضرب في العمق المشترك الوطني وثوابته والشخصية الحضارية للمغاربة واصطناع حالة قيمية غريبة".
|
مساءلة الوزير
كما طالب كل من حزب الاستقلال المعارض والكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي بمثول وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي أمام البرلمان لمساءلته على استعمال عبارات عامية بكتب مدرسية.
وحفلت تدوينات رواد موقع فيسبوك –وهو الأكثر استعمالا في المغرب- بصور وعبارات وفيديوهات، فيها الكثير من السخرية والتندر حول تداعيات استعمال كلمات عامية في مقررات دراسية في المغرب، وخلاصة ما نشر هو التحذير من تدني المستوى التعليمي –أكثر مما هو عليه حاليا- في حال تزايد استعمال الدارجة في لغة التعليم بالمدارس المغربية.
ونشر بعض رواد فيسبوك رسوما كاريكاتيرية لمعلمين ومعلمات يكتبون في سبورة الفصل مطلع أغنية شعبية ويطلبون من الطلاب تكملة "البيت الشعري"، وذلك في سياق إبراز المفارقة بين لغة التعليم وتداول الأوساط الشعبية لأغاني بالعامية المغربية.
يذكر أن المغرب شهد في السنوات الأخيرة جدلا بشأن لغات التدريس بين تيارين متصارعين، يدعو الأول إلى التراجع عن تعريب التعليم والتدريس بالفرنسية أو الإنجليزية واعتماد العامية في المراحل التعليمية الأولى، وتيار ثان يدافع عن التدريس باللغة الرسمية للبلاد، أي العربية مع الانفتاح على اللغات العالمية وليس الفرنسية فقط.