مهجرو درعا.. حيرة ودموع بعد تسع هجرات

مهجرو درعا
دفعات جديدة من مهجري محافظتي درعا والقنيطرة وصلت إلى محافظة إدلب (الجزيرة نت)

ميلاد فضل-ريف حلب الغربي

وصلت دفعات من مهجري محافظتي درعا والقنيطرة إلى محافظة إدلب، وقد بلغ عدد الواصلين أربعة آلاف ومئة شخص يقيم جزء كبير منهم في مخيمات مؤقتة، بينما لاتزال قوافل المهجرين تنطلق من الجنوب إلى الشمال.

بيديه المرتجفتين وعينيه المملوءتين بالدموع يشير (ن.م) -الواصل حديثا من منطقة اللجاة بريف درعا إلى مركز استقبال مؤقت بريف حلب الغربي- إلى مجموعة من الصور التي تجمعه بذويه الذين قتلوا جراء الحملة العسكرية للنظام وحلفائه على درعا وبشفاه.

وقال بصوت خفيض "هذا ما بقي لي من أحبائي.. فقد تركنا منازلنا وممتلكاتنا وكل شيء جميل في حياتنا.. وهربنا بأرواحنا وأرواح من بقي من عائلاتنا حتى وصلنا إلى هنا".

وفي تصريحه للجزيرة نت قال (ن.م) إن طائرات النظام وحليفه الروسي اتبعت سياسة الأرض المحروقة، إذ أنها تستهدف البلدات الواحدة تلوى الأخرى ملحقة بها دمارا غير مسبوق.

المخيمات المؤقتة تفتقر إلى الرعاية الصحية
المخيمات المؤقتة تفتقر إلى الرعاية الصحية

رمي الجثث
وأضاف أن ظروف الأهالي أصبحت كارثية "حتى أننا كنا نشاهد الجثث في الطريق ولسنا بقادرين على انتشالها أو دفنها.. وقد اضطررنا للنزوح الداخلي تسع مرات.. حتى وصل قسم منا إلى الحدود الأردنية، وآخرون اتجهوا نحو الحدود مع الجولان المحتل".

وعن مكان استقراره يقول "لا أملك النقود ولا أعرف بعد أين سأتوجه.. وجل ما أتمناه الحصول على خيمة أقيم فيها مع بقية أفراد أسرتي بعيدا عن الطائرات الحربية وأصوات القصف ورائحة الموت".  
 
ومن جانبه صرح مدير مركز الإقامة المؤقتة بريف حلب الغربي عبد المنعم زكور بأن عدد العائلات المقيمة في المركز من محافظتي درعا والقنيطرة بلغ مئة وإحدى وعشرين عائلة.
 
وأضاف أن المنظمات العاملة في الشمال السوري تقدم لهم الطعام والشراب والرعاية الصحية بشكل منتظم، لكن هناك نقصا في المساعدات ولاسيما مواد النظافة بمختلف أنواعها فضلا عن حليب الأطفال.
 
وقال زكور إن مراكز الاستقبال المؤقت بنيت للمهجرين ريثما يتم تأمينهم في أماكن للسكن الدائم، لكن الوافدين يواجهون مشكلة إيجاد أماكن إقامة دائمة أو شبه دائمة.

المصدر : الجزيرة