حفلة مصرية للسيسي على تويتر بذكرى 30 يونيو

People ride on a bus as posters with Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi are displayed during preparations for the presidential election in Cairo, Egypt March 25, 2018. REUTERS/Ammar Awad
جدل المغردين على تويتر لا يخفي معاناة ملايين المصريين جراء الغلاء (رويترز-أرشيف)

محمد النجار

بينما كان التلفزيون المصري يبث كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي بالذكرى الخامسة "لثورة 30 يونيو" كان عشرات آلاف المصريين منشغلين بمهاجمته عبر تويتر يطالبونه بالرحيل.

وتصدر وسم "هاشتاغ" #اوصف_30يونيو_قائمة الترند في مصر، وذلك بعد أيام من منافسة وسميْ #ارحل_مش_عايزينك و #ارحل_يا_سيسي في قائمة الترند في مصر وعدد من الدول العربية، حيث تحولت جميعها للهجوم على الرئيس.

ووسط احتفالات تشهدها البلاد احتفالا بذكرى انقلاب قاده السيسي في 3 يوليو/تموز 2013 (عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع) وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، احتفل مواطنون عبر الوسم بطريقتهم الخاصة عبر تغريدات وصف فيها بعضهم السنوات الخمس الماضية بـ "خراب مصر".

وفي كلمته المسجلة، قال السيسي "في مثل ذلك اليوم منذ 5 سنوات تحدى المصريين التحدي ذاته، وأصروا على التوحد مع مؤسسات دولتهم الوطنية، مدركين بحثهم العريق أن جسامة التحديات تعنى المواجهة، وهو ما نقوم به معا، وعلى مدار الخمس سنوات الماضية أنتجت لنا السنوات العاصفة منذ 2011 عدة تحديات رئيسية".

حكم العسكر
لكن مغردين على الوسم الذي غرد فيه نحو 30 ألفا هاجموا ما وصفوه "الحكم العسكري" الذي باتت مصر تعيش في ظله اليوم، فيما عدد آخرون أسبابا لهجومهم على السيسي ونظامه.

فكتب أسامة جاويش عن 30 يونيو/ حزيران "يوم أن دهس العسكر إرادة الشعب وركبت الداخلية على أكتاف المواطنين، وبات الرقص هو معيار شعبية السيسي، يوم بات الدم أرخص ما في هذا البلد، يوم ابتليت مصر بسرطان عسكري أكل الأخضر واليابس، يوم دمروا ثورة يناير وأعادوا الثورة المضادة إلى حكم البلاد".

ووصف عمرو عبد الهادي الذكرى بأنها "مخابراتية بامتياز، أمريكا رسمتها، الجيش لونها، الشرطة دعمتها، النخب هيأتها، إسرائيل انتظرتها، الشعب شربها، مصر ضاعت يومها".

ندم وإنجازات

واختار آخرون إعلان ندمهم على المشاركة بالمظاهرات التي قادت للانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، فكتب مؤمن صلاح "مشاركتي في 30 يونيو.. دي اكتر حاجة في حياتي بندم عليها".

مغردون أعادوا التذكير بسلسلة تصريحات للسيسي خالف فيها وعوده للمصريين كما قالوا، بدءا من تصريحه الشهير بأنه لا يسعى للرئاسة، ووعوده بين الفينة والأخرى بتحقيق الرفاهية للمصريين، والتي اعتبر مغردون أن السيسي حقق عكسها تماما، حيث عددوا جوانب للغلاء وارتفاع الضرائب، وختم كثير منهم تغريدته بعبارة السيسي الشهيرة "بكرا تشوفوا مصر".

وفي تغريدة أخرى كتبت دعاء "الله يخرب بيتك يا بومة.. والله التلاجة فعلا قربت تتملا ازايز (زجاجات) ميه (ماء)" تعليقا على تصريح السيسي الشهير بأنه مكث عشرة أعوام لم يكن يملك في ثلاجة بيته غير الماء.

أما سماح فاختصرت وصف الذكرى بكلمة "الخازوق" التي كتبتها بعدد كبير من أحرف الواو المكررة.

السيسي أنقذ مصر
في المقابل، امتدح مغردون الذكرى وأثنوا على السيسي الذي قالوا إنه أنقذ مصر من نظام الإخوان المسلمين.

فكتبت سارة فهمي "ده (هذا) اليوم اللي حسيت فيه إني برد لبلدي كرامتها واعتبارها، مظنش (لا أظن) إن فيه كلام يوصف الاحساس ده، ورغم الاحباط اللي كان بيحس بيه ناس كتير، أنا كنت متفائلة جدا، ومصدقة ان اليوم ده هيجي واشتغلت عليه وسعيت له، ووصلت له وشوفته زي ما تصورته، وهفضل طول عمري احمد ربنا عليه".

أما نيفين الجندي، فغردت وقالت "يوم ما أنقذنا الوطن من الخونة والمأجورين والإرهابيين، يوم ما دمرنا خطة الخونة للقضاء على بلدنا، يوم العزة للعرب كلهم لأننا أنقذناهم من أسوأ مصير".

إسقاط النظام

لكن مغردين اختاروا طريقا ثالثا هاجموا فيه السيسي ونظامه، كما هاجموا النظام الذي أطاح به، واعتبر كثير من هؤلاء أن الثورة الوحيدة في مصر بالنسبة لهم هي ثورة يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك عام 2011.

وكان لافتا حجم الدعوات للعودة مرة أخرى للمظاهرات لإسقاط نظام السيسي، حيث ساد جدل بين المغردين حول جدوى هذه المظاهرات بالرغم من حالة الغضب الكبير بين المصريين ضد السيسي كما قالوا.

جدل آخر أثارته تغريدة للناشط ومقدم البرامج الساخر يوسف حسين الذي اتهم فيها إدارة تويتر في الشرق الأوسط ومقرها دبي بحذف وسوم تهاجم السيسي وتطالبه بالرحيل من قائمة الترند في مصر، واتهمها بأنها تابعة لسياسات الإمارات.

وحازت هذه التغريدة على تفاعل بالآلاف، وتحولت الردود عليها إلى ساحة نقاش لسياسات تويتر والدعوة لحملات تنبه المنصة لما قالوا إنها حوادث تكررت تؤكد -برأيهم- وجود تدخل سياسي لصالح أنظمة بعينها.

ووسط تفاعل الناشطين الغاضبين من نظام السيسي أو المصفقين له، غابت أصوات ملايين المصريين المشغولين بفقرهم وأوضاعهم المعيشية بفعل انهيار سعر صرف العملة الوطنية (الجنيه) أمام الدولار وارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات وأسعار المواصلات في بلد يصف أحد المغردين الإنسان بأنه "أرخص ما فيه".

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي