التخييم الشتوي بقطر.. سباقات وأحاديث وأسمار
عماد مراد-الدوحة
ومع حلول المساء يتجمع الأهل والأصدقاء الذين يعسكرون في مناطق متجاورة بساحة المعسكر أمام الخيمة الرئيسية ويشعلون النار ويتبادلون أطراف الحديث مستحضرين ذكرياتهم في تلك الخيام لسنوات مضت.
يعيش أصحاب المخيمات الشتوية حياة بسيطة في خيمة بها تجهيزات تعينهم على قضاء فترات طويلة من العام في ذلك المعسكر الذي تتشارك فيه عدد من العائلات في خيم منفصلة يجمعهم معسكر واحد.
في العادة يبدأ موسم التخييم في نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام وينتهي في أواخر أبريل/نيسان، وتتردد العائلات والتجمعات في العطلات الأسبوعية أو يمكثون أسابيع متفرقة خلال الموسم.
تتحول المخيمات -وفقا للكواري- إلى مجالس للسمر بين أفراد العائلة الواحدة لترسيخ الأواصر العائلية التي أثر عليها نمط الحياة المتمدن بإيقاعه السريع والتزاماته المتجددة، فيستغل المخيمون فترة التخييم للقضاء على تلك الضغوط والعيش في أجواء الأسرة التي عاشها الأجداد في الماضي.
وفي سبيل الارتقاء بتجربة التخييم الشتوي والحفاظ على البيئة وتحقيق عوامل الأمن والسلامة، أطلقت الهيئة العامة للسياحة في قطر مشروع العنّة الذي يقوم على تطوير كامل لمنطقتي "سيلين والعديد" لتعزيز مستوى الخدمات مع تنظيم العمليات والخدمات التجارية بما يضمن الحفاظ على حقوق المستهلك، وإتاحة فرص أكبر للمستثمرين ورواد الأعمال القطريين.
العنّة هو مشروع يتضمن إقامة خيام منظمة بشكل كامل فيها العديد من الخدمات بمعسكر واحد تشرف عليه الدولة وتوزع الخيام على الراغبين في التخييم مع اشتراطات معينة للأمن والسلامة داخل المعسكر، وذلك للقضاء على عمليات التخييم العشوائية وما يصاحبها من مشكلات بيئية.
المتحدث باسم مشروع العنة السيد عمر الجابر يرى أن تطوير منطقة سيلين ضرورة ملحة تفرضها أهمية الحفاظ على المنطقة كواحدة من أندر المناطق الطبيعية في العالم، والحد من آثار التلوث البيئي في المنطقة، وتطوير تجارب سياحية متميزة تليق بقطر.
ويضيف الجابر أن المشروع يخدم قطاعا كبيرا من المجتمع المحلي، فقد كان التوجه منذ البداية هو تعرّف احتياجاتهم والاستماع إلى اقتراحاتهم حول تطوير المشروع، وأخذ هذا في الاعتبار بالمراحل المختلفة لتجهيز المشروع.
ويرجع تركّز التخييم في منطقة سيلين إلى وجود منخفضات ومرتفعات في الرمال الناعمة لتلك المنطقة حيث تشكل الرمال بساطا متعدد الألوان تضفي عليه أشعة الشمس بالنهار وأضواء القمر بالليل بهجة في النفوس ومنظرا جماليا خلابا.
والتخييم في البر عادة يتوارثها الناس في الجزيرة العربية خاصة في موسم الربيع والأمطار، عندما تبرد الأجواء وتسقط الأمطار وتنبت الأشجار الخضراء في الصحاري القاحلة، فتتحول إلى مقصد لعشاق الطبيعة وسط أجواء عائلية وتراثية بعيدا عن أجواء المدينة وروتينها الاعتيادي.