مايكل وولف يرمي رئاسة ترمب بـ"نار وغضب"

epa06418538 Presold copies of Michael Wolff's book 'Fire and Fury', the tell all about the Trump White House, are stacked at Politics and Prose book store in in Washington, DC, USA, 05 January 2018. This morning's release came four days early amid threats of lawsuits from President Trump and his legal team. EPA-EFE/SHAWN THEW
كتاب نار وغضب ينقل شهادات تشكك بأهلية ترمب لتولي الرئاسة (رويترز)
محمد النجار-الجزيرة نت

"أكثر من عمل صحفي، وأقل من كتاب تاريخ" هكذا وصفت صحيفة غارديان البريطانية اليوم السبت في افتتاحيتها كتاب مايكل وولف الجديد "نار وغضب" الذي يراه مراقبون بمثابة وثيقة جديدة في ملف التشكيك برئاسة دونالد ترمب، وذلك قبيل أيام من احتفاله بعامه الأول في البيت الأبيض.
 
والكتاب الذي يقول مؤلفه إنه خلاصة مقابلات أجريت مع مئتي شخصية أثار غضب ترمب الذي هاجمه بضراوة ووصفه بأنه مليء بالأكاذيب، ووصفته متحدثة باسم البيت الأبيض بأنه مجرد "تجميع لقمامة الصحافة الصفراء".
 
وسجل ترمب سابقة عندما حاول عبر محاميه منع نشر الكتاب، حيث وجه أول أمس الخميس إنذارا للمؤلف ودار النشر، وأدى ذلك لطرح الكتاب في الأسواق أمس الجمعة بعد أن كان مقررا طرحه الثلاثاء المقبل.
 
واعتبر وولف في مقابلة الجمعة مع شبكة "أن بي سي" أن هجوم ترمب على الكتاب منحه دعاية كبيرة له، حيث نفد بسرعة من منافذ البيع في الولايات المتحدة وتصدر قائمة الأكثر مبيعا في المتجر الإلكتروني "أمازون".
 

أهلية ترمب
وأبرز ما يركز عليه الكتاب هو أهلية ترمب لمنصب الرئاسة، حيث يركز على ما يصفه بالخلل في عمل الرئاسة الأميركية وتصرفات الرئيس الذي لا يحب القراءة أبدا، وينعزل داخل غرفته ابتداء من الساعة 18:30 ليتسمر أمام ثلاثة أجهزة تلفزيونية.

وقال وولف إن كل المحيطين بترمب يتساءلون عن قدرته على الحكم، وأضاف أنهم "يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعا، وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله".
 
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين وصف قبل فترة ترمب بأنه "متهور وغير مطلع"، في حين قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر "أعرف من مصدر موثوق أن الجميع يعملون كل يوم في البيت الأبيض على إيجاد الطريقة الفضلى لاستيعابه".
ويبدو أن الأهلية العقلية لترمب -والتي ركز عليها الكتاب- لم تعد من المحرمات داخل الكونغرس كما كان الأمر حتى الآن، حيث قام نحو عشرة نواب ديمقراطيين مع جمهوري واحد باستشارة طبيبة نفسية من جامعة ييل في ديسمبر/كانون الأول الماضي بشأن حالة ترمب العقلية، وتتساءل هذه الطبيبة علنا عن الأهلية العقلية له.
 

حرائق ترمب
الجانب الآخر الذي يكشفه الكتاب كان نموذجا مما يمكن وصفه بـ"الحرائق" التي ساهم ترمب في إشعالها خلال عامه الأول، فالكتاب يكشف معطيات جديدة أحاطت بزيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية في مايو/أيار الماضي، حيث جاء فيه أن ترمب أبلغ المحيطين به أن الرياض ستمول وجودا عسكريا أميركيا جديدا في السعودية ليحل محل القيادة الأميركية الموجودة في قطر.

 
كما تجاهل ترمب نصيحة فريقه للسياسة الخارجية وتحداها خلال وجوده في الرياض عندما منح السعودية موافقته على ممارسة البلطجة على قطر.
 
وأشار الكتاب إلى أن ترمب أبلغ أصدقاءه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد أنه هو وصهره جاريد كوشنر قاما بهندسة انقلاب سعودي بالقول "لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة".
 

التدخل الروسي
وذهب معلقون أميركيون إلى اعتبار أن كتاب مايكل وولف ربما يقدم وثيقة مهمة في ملف التحقيقات التي يجريها السيناتور روبرت مولر عن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت ترمب للبيت الأبيض.

 
وفي هذا الإطار، كان أبرز ما نقله الكتاب شهادة المستشار السابق لترمب ستيف بانون الذي يوصف أيضا بأنه "مهندس وصول ترمب للرئاسة"، حيث وصف الأخير اجتماع دونالد ترمب جونيور نجل الرئيس مع الروس بأنه "خيانة".
 
وأشار إلى أن "الروس عرضوا على نجل ترمب معلومات تدمر جهود المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الفوز بالانتخابات"، وبحسب وولف فإن ترمب شعر بالارتباك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
 
وينقل الكتاب أيضا عن بانون أنه حذر ترمب من تعديل المادة الـ25 من الدستور الأميركي والتي تتيح لأعضاء حكومته إقالته من منصبه إذا رأوا أنه غير قادر على أداء واجباته.

عام ترمب الأول
يشار هنا إلى أن عام ترمب الأول كان مثيرا للجدل داخليا وخارجيا، حيث أثار الرئيس -ولا يزال- الجدل بين ساحات السياسة والقضاء في ما يتعلق بملف الهجرة، وفشل في تقويض ملف التأمين الصحي الذي طالما حاربه وهاجم مهندسه الرئيس السابق باراك أوباما، وواجه ترمب علاقة عدائية مع وسائل الإعلام التي بدأت منذ يومه الأول في البيت الأبيض.

وخارجيا، حول ترمب سياسة الولايات المتحدة إلى ما يصفها مراقبون بـ"سياسة تاجر العقارات" الذي يبحث عن مكاسب مقابل المساعدات الأميركية للعديد من الدول، وهو ما ظهر في تلويحه بوقف المساعدات عن دول صوتت ضد بلاده في الأمم المتحدة مؤخرا بسبب قرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
 
ومؤخرا هدد بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فضلا عن وقف مساعدات بلاده لباكستان الحليف الرئيس لواشنطن في ما توصف بالحرب على الإرهاب.
 
واعتبرت صحيفة غارديان البريطانية أن الكتاب الذي أشعل النار فعلا في أهلية ترمب وأغضب الرئيس ومن حوله قد لا يكون الكتاب الذي ينهي رئاسة ترمب، ولكنه يتحدث عن فصول مقلقة في وقت مبكر من هذه الرئاسة التي لم تكمل عامها الأول.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة البريطانية