ألمانيا تربط صادرات الأسلحة لتركيا بإطلاق صحفي

German Foreign Minister Sigmar Gabriel and his Turkish counterpart Mevlut Cavusoglu attend a news conference in Goslar, Germany, January 6, 2018. REUTERS/Ralph Orlowski
زيغمار (يمين) وجاويش أوغلو قبل مؤتمر صحفي مشترك اليوم السبت (رويترز)

خالد شمت-برلين

ربط وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل رفع حكومته الحظر الذي فرضته على صادراتها من الأسلحة لتركيا بإطلاق أنقرة سراح الصحفي الألماني ذي الأصل التركي دينيس يوغيل المعتقل لديها على خلفية اتهامات سياسية منذ فبراير/شباط الماضي.

جاء ذلك في مقابلة مع أسبوعية دير شبيغل قبل ساعات من استقباله بمسقط رأسه مدينة غوسلار في ولاية شمالي الراين نظيره وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

وقال غابرييل في المقابلة التي نشرتها المجلة بعددها الصادر اليوم السبت إن الحكومة الألمانية لم تصدق على تصدير كميات ضخمة من الأسلحة لتركيا التي لا توجد قيود مشددة على تصدير المعدات العسكرية إليها باعتبارها عضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعكس ما هو الحال مع دول الشرق الأوسط.

وأضاف وزير الخارجية الألماني أن هذا الحظر سيبقى طالما لم يتم حل مشكلة الصحفي يوغيل، ودافع عن لقائه اليوم مع جاويش أوغلو قائلا "إن لم نتحدث مع بعضنا فلن يحدث تحسن في العلاقات المتأزمة بين بلدينا، ولا في أوضاع ألمان مسجونين في تركيا".

‪غابرييل اعتبر أن تبادله الزيارات مع جاويش أوغلو مهم‬ (الجزيرة)
‪غابرييل اعتبر أن تبادله الزيارات مع جاويش أوغلو مهم‬ (الجزيرة)

اتهامات وانتقادات
وقدرت الخارجية الألمانية وجود سبعة من المواطنين الألمان في السجون التركية على خلفية توجيه اتهامات سياسية لهم، وقد زاد سجن هؤلاء السبعة من احتقان العلاقات المتأزمة أصلا بين برلين وأنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو/تموز 2016.

وكانت الحكومة الألمانية قد وجهت بعد هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة انتقادات شديدة لحملة اعتقالات وتسريح من الخدمة نفذتها الحكومة التركية بحق الآلاف ممن اتهمتهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل.

ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة على هذه الانتقادات مطلقا أوصاف النازية والعداء للإسلام باتجاه برلين والاتحاد الأوروبي.

واعتبر غابرييل أن زيارته لجاويش أوغلو بمسقط رأسه في أنطاليا بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أسهمت بتحريك كثير من المياه الراكدة، وتحسين ظروف سجن مراسل صحيفة دي فيلت دينيس يوغيل، وتحقيق انفراجة في العلاقات الألمانية التركية المتأزمة.

وينظر المراقبون السياسيون الألمان لزيارة مولود جاويش أوغلو لغابرييل في مسقط رأسه اليوم السبت باعتبارها جزءا من حملة دبلوماسية تهدف تركيا منها إلى تحسين علاقاتها المتردية مع شركائها الأوروبيين، وفي مقدمتهم ألمانيا التي ترتبط معها بعلاقة تاريخية تعود لقرون خلت.

‪جاويش أوغلو دعا لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع برلين‬ جاويش أوغلو دعا لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع برلين (الجزيرة)
‪جاويش أوغلو دعا لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع برلين‬ جاويش أوغلو دعا لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع برلين (الجزيرة)

زيارة وأهداف
وتأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى باريس أمس الجمعة -برأي هؤلاء المراقبين- ضمن هذه الحملة الدبلوماسية، وبعد توجيه عدد من المسؤولين الأتراك عدة رسائل تصالحية باتجاه الاتحاد الأوروبي.

واستبق وزير الخارجية التركي لقاءه مع نظيره الألماني في غوسلار بالدعوة في مقال كتبه أمس الجمعة بصحف مجموعة فونكه الإعلامية الألمانية المكونة من 13 صحيفة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين برلين وأنقرة، مذكرا بالمرحلة الذهبية لهذه العلاقات بين ألمانيا البروسية والدولة العثمانية قبل ثلاثمئة عام.

واعتبر جاويش أوغلو أن بلاده وألمانيا بحاجة إلى بداية جديدة لعلاقتهما في مواجهة تحديات حافلة تمران بها حاليا، ورأى أن استعادة البلدين عصرا ذهبيا للصداقة والتعاون المشترك قبل ثلاثمئة عام ممكن بكسرهما دوامة الأزمات الراهنة.

وأشار رئيس الدبلوماسية التركية إلى تطلعه لاتخاذ الحكومة الألمانية إجراءات حازمة لحظر أنشطة حركة فتح الله غولن التي تتهمها تركيا بتدبير الانقلاب الفاشل، وحزب العمال الكردستاني فوق أراضيها.

المصدر : الجزيرة