الأمير الوليد طليقا.. ماذا عن معتقلي الرأي؟

Saudi Arabian billionaire Prince Alwaleed bin Talal sits for an interview with Reuters in the office of the suite where he has been detained at the Ritz-Carlton in Riyadh, Saudi Arabia January 27, 2018, REUTERS/Katie Paul
السلطات السعودية أفرجت عن الوليد بن طلال بعد مقابلة نفى فيها إساءة معاملته (رويترز)
محمد النجار-الجزيرة نت

بعد ساعات من مقابلة معه، نفى فيها تعرضه لإساءة معاملته، أفرجت السلطات السعودية عن الأمير الوليد بن طلال، في حين تساءل نشطاء عبر مواقع التواصل عن معتقلي الرأي المحتجزين منذ خمسة أشهر وسط ظروف مجهولة.
والملفت أن قرار الإفراج عن الأمير الملياردير جاء بعد ساعات من المقابلة، التي نفى فيها ما نشرته صحف ووسائل إعلام غربية عن تعرضه لإساءة المعاملة، ونقله إلى سجن الحائر سيئ الصيت، وهو ما جعل مراقبين يتساءلون إن كان ظهور الأمير ضمن صفقة مع السلطات.
 
وفجر اليوم السبت، سمحت السلطات السعودية لمراسلة لوكالة رويترز بمقابلة الأمير الملياردير، والتجول في الجناح المحتجز فيه بفندق الريتز كارلتون منذ اعتقاله مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضمن حملة لمكافحة الفساد، اعتقلت خلالها عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال.

ويترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هيئة مكافحة الفساد، التي شكلها والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتهدف -بحسب مسؤولين سعوديين- إلى جمع مئة مليار دولار.
 

أمراء ورجال أعمال

وصباح اليوم أيضا، أعلنت السلطات السعودية الإفراج عن أربعة من رجال الأعمال والأمراء المحتجزين في الفندق الفاخر بالعاصمة الرياض.
 

 
حيث أفرجت عن كل من وليد آل إبراهيم، مالك شبكة (إم بي سي) التلفزيونية، وفواز الحكير، أحد
كبار المساهمين في شركة فواز عبد العزيز الحكير، وخالد التويجري، الرئيس السابق للديوان الملكي، وتركي بن ناصر، الرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة.

وبتغطية بدت أقرب للاحتفاء، ركزت وسائل الإعلام السعودية على تأكيد الوليد بن طلال إنه يلقى معاملة طيبة أثناء احتجازه، معتبرا الأخبار عن إساءة معاملته ونقله من الفندق إلى السجن محض كذب.

ولم تتعرض وسائل الإعلام السعودية لوصف رويترز لحالة الأمير -الذي تقدر مجلة فوربس ثروته بنحو 17 مليار دولار- حيث قالت "بدا الشيب أكثر على الأمير الوليد، وبدا أكثر نحافة مقارنة بآخر ظهور علني له خلال مقابلة تلفزيونية في أكتوبر/تشرين الأول، وقد نمت لحيته أثناء احتجازه".
 

أين معتقلو الرأي؟
لكن المفارقة التي تكشف عنها مقابلة الأمير الوليد بن طلال، ومن قبلها تصريحات المسؤولين السعوديين المتتالية عن معتقلي فندق الريتز كارلتون، هو حرصها على نفي كل التقارير والأخبار التي تحدثت عن سوء أوضاعهم ومعاملتهم.

 
بل إن الإعلام السعودي ركز على تفاصيل استقبال وزير الحرس الوطني السابق الأمير متعب بن عبد الله لولي العهد محمد بن سلمان نهاية الشهر الماضي، وذلك بعد إفراج السلطات السعودية عن الأمير متعب الذي اعتقل ضمن حملة مكافحة الفساد.
 

ومطلع الشهر الجاري ظهر وزير المالية إبراهيم العساف في جلسة لمجلس الوزراء، بعد احتجازه لنحو شهرين، لتشكل حملة مكافحة الفساد مفارقة بنقل متهم بالفساد من السجن للوزارة، دون أي توضيح لما جرى معه.

 

كما أن عددا من أبناء الأمراء والمسؤولين الذين كانوا يحتجزون في الريتز كارلتون صرحوا مرات عدة بأن ظروف الاحتجاز "جيدة"، ونفوا الأخبار عن تعرضهم للإساءة.

 

سجن الحائر

ومقابل هذا السيل من الأخبار عن معتقلي الريتز كارلتون، فإن السلطات السعودية تتكتم على أخبار احتجاز أكثر من ثمانين من الدعاة والعلماء والصحفيين والخبراء وأساتذة الجامعات، الذين جرى اعتقالهم ضمن حملة واسعة بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، وأودعت معظمهم سجن الحائر.
 

ومن أبرز المعتقلين سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، والخبير الاقتصادي عصام الزامل، إضافة إلى 45 من أساتذة الجامعات، ويحمل أربعون منهم شهادة الدكتوراه، كما أن عشرة منهم هم قضاة ومحامون.

 
ولا يقتصر الفرق في المعاملة بين معتقلي الريتز كارلتون من الأمراء ورجال الأعمال، ومعتقلي الرأي في الحائر، على اهتمام السلطات السعودية بما ينشره الإعلام الأجنبي من قصص عنهم، بل في قدرة عائلات الأمراء على معرفة أخبارهم، مقابل غيابها تماما عن عائلات الحائر.
 

الأمير والعودة


فبعد أن نشرت وسائل إعلام غربية أخبارا عن نقل الأمير الوليد بن طلال للمستشفى مطلع الشهر الجاري بسبب تعرضه لسوء المعاملة -كما قالت- نشر عبد العزيز بن الوليد تغريدة ينفي فيها ما ورد في هذه التقارير، وتحدث عن تمتع والده بصحة جيدة، وأن زيارته للمستشفى كانت لإجراء فحوص طبيعية.

في المقابل، فإن عبد الله نجل الداعية سلمان العودة غرد مرات عدة عن نقل والده للمستشفى، دون أن تتمكن العائلة من الوصول لأي أخبار أو معلومات عنه.

 
الأمر ذاته ينطبق على بقية المعتقلين، ومنهم مصطفى الحسن المصاب بالسرطان في مراحل متقدمة، دون أي معلومات عنه، بحسب حساب "معتقلي الرأي على تويتر".
 
ويرجح مراقبون وجود رغبة لدى السلطات السعودية في إغلاق ملف الريتز كارلتون بعد أن أعلن الفندق أنه سيعود لاستقبال زبائنه اعتبارا من مطلع الشهر القادم، لكن التساؤلات تبقى حائرة لدى عائلات "معتقلي الرأي"، ليس عن موعد إغلاق سجن الحائر، وإنما عن الوقت الذي سيسمح فيه لهم بزيارة ذويهم أو معرفة أخبارهم.
المصدر : الجزيرة + رويترز + مواقع التواصل الاجتماعي