أول مركز لعلاج المدمنين بمناطق سيطرة المعارضة السورية

أول مركز لعلاج مدمني المخدرات بمناطق سيطرة المعارضة

عمر الحوراني-درعا

يشهد مركز علاج الإدمان في بلدة الطيبة بريف درعا منذ افتتاحه إقبال عدد كبير من المصابين الذين انتشر بينهم الإدمان على المسكنات والمواد المخدرة، بسبب غياب الرعاية الطبية اللازمة وافتقار الكوادر الطبية.

ويحاول المصابون -الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على تناول الحبوب المسكنة للتخفيف من أوجاعهم حتى بلغوا مرحلة الإدمان- التخلّص مما وصلوا إليه.

ويعتبر الجانب الطبي بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من أهم النواحي التي تتعرض للتقصير والتجاهل من المنظمات والدول، فهناك نقص كبير في الدعم من ناحية، ونقص الكوادر الطبية المناسبة من ناحية أخرى.

وقد تعرض عدد من المصابين لخطر الإدمان على المواد المخدرة والتي لم يكونوا ليتناولوها لولا الإصابة الجسدية التي تعرضوا لها بسبب المعارك بين قوات النظام والمعارضة، أو بسبب قصف قوات النظام لمنازل المدنيين بشتى أنواع الأسلحة.

وطبقا لإحصائيات المستشفيات الميدانية بمحافظة درعا فإن نسبة 50% من الإصابات التي تأتيهم تكون إما في العظام أو الأعصاب مما ينتج عنه آلام غاية في الشدة تجبر أصحابها على تناول مواد مخدرة بهدف التخفيف من آلامهم.

‪رغم ضعف الإمكانيات يسعى المركز لمساعدة المدمنين‬ رغم ضعف الإمكانيات يسعى المركز لمساعدة المدمنين (الجزيرة)
‪رغم ضعف الإمكانيات يسعى المركز لمساعدة المدمنين‬ رغم ضعف الإمكانيات يسعى المركز لمساعدة المدمنين (الجزيرة)

استغلال وآلام
وقد يلجأ الكثير من المصابين إلى الحصول على هذه المواد من تجار يستغلون حاجة المرضى، الأمر الذي تسبب في تحول بعض تلك الحالات لمدمنين.

زين العابدين المقداد أحد سكان بلدة معربة الذين عانوا من هذه المشكلة عقب تعرضه لإصابة، حيث اضطر نتيجتها لتناول حبوب مسكنة لم تعد تفي بالغرض بعد فترة من الزمن، ليلجأ بعدها إلى الإبر المخدرة التي تحولت فيما بعد إلى إدمان لم يملك الحيلة بشأنه بسبب ما يصيبه من أوجاع شديدة.

وبالرغم مما عاناه من هول الإصابة، عاد المقداد مجددا بعد شفائه منها لبذل الجهود للتخلص من الإدمان حيث نجح في تحقيق مراده بمساعدة مركز علاج الإدمان في الطيبة بريف درعا.

وشهدت الطيبة خلال يوليو/تموز المنصرم إنشاء أول مركز بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة لعلاج مدمني المخدرات، حيث كان المقداد من ضمن دفعة أولى قدمت إلى المركز والتي يبلغ عددها ثمانية أشخاص.

وفي الحديث عن مركز علاج الإدمان، يقول مديره محمد طه الزعبي إنه يتضمن عدة غرف ويحتوي على إمكانات بسيطة، مع وجود كادر طبي مكون من طبيب وعدة ممرضين، بالإضافة إلى حراس أمنيين، مشيرا إلى حاجتهم إلى مرشدين نفسيين واجتماعيين".

وأوضح الزعبي "مركز علاج الإدمان في الطيبة خصص بهدف تحقيق عدة نقاط، في بدايتها إنقاذ أبنائنا سواء العسكريين أو المدنيين، وإعادة تأهيلهم للعيش داخل المجتمع والاستفادة من طاقاتهم لاحقا" مشيرا إلى أن "جميع الذين قدموا للعلاج أتوا طوعا دون أي ضغوط".

إنقاذ المدنيين والعسكريين وتأهيلهم لاستغلال طاقتهم لاحقا أحد أهداف المركز
إنقاذ المدنيين والعسكريين وتأهيلهم لاستغلال طاقتهم لاحقا أحد أهداف المركز

معاناة وجهود
بالإضافة إلى المقداد قال عمر المسالمة -وهو جريح خلال "معركة الموت ولا المذلة" وقد بترت إحدى ساقيه وتهشمت الأخرى مما جعله في حالة إعاقة منذ ثلاثة شهور- إنه يرغب بالذهاب لمركز علاج الإدمان بسبب ما يعانيه من أرق وعدم القدرة على النوم والاستقرار النفسي بسبب آثار الحبوب المدخرة والمنومة التي كانت يستعمل أغلبها أثناء تغيير الضماد على جراحه العميقة، إذ يرى أنه من المتوجب عليه وضع حد لمشكلته في إدمان على بعض أنواع الحبوب.

في السياق ذاته، أعلن عدد من الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة عن إطلاق حملة بهدف مكافحة تجارة المخدرات والحشيش في المناطق المحررة.

وقال الناطق الإعلامي باسم جيش الثورة (أحد الفصائل المشاركة بالحملة) إنها على عدة مراحل، الأولى توعوية وتشمل نشر لافتات على مداخل القرى تحذر من المخدرات وخطرها وتحذير الناس من هذه الآفة، والثانية تعتمد في نشاطها على جمع المعلومات اللازمة عن طرق التهريب والمهربين والتجار والمروجين واختراق شبكاتهم.

وأوضح أبو بكر حسن "أما الثالثة فهي مرحلة التشديد على الحواجز وإلقاء القبض على المروجين والتجار الذين استغلوا حاجة المصابين".

المصدر : الجزيرة