بعد انتقاده السعودية.. الهجوم يتواصل على خاشقجي

تغريدة جمال خاشقجي ردا على الامير خالد آل سعود
خاشقجي يرد على الأمير خالد آل سعود الذي هاجمه لكتابته مقالا ينتقد السعودية في صحيفة واشنطن بوست (مواقع التواصل)
محمد النجار-الجزيرة نت
ينشر الصحفي السعودي خالد المطرفي في حسابه على تويتر صورة تجمع الكاتب الصحفي جمال خاشقجي والكاتب الكويتي عبد الله الشايجي مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ويعلق عليها بكلمتين "إذا عرف السبب"، ويعيد نشرها 1500 مغرد، لتلخص الحملة على خاشقجي بعد أن تجرأ وانتقد السعودية بمقال في صحيفة واشنطن بوست.
 
اللافت أن الصورة ربطت بوجود خاشقجي في الولايات المتحدة، في الوقت الذي يوجد فيه وفد قطري كبير، لتدلل على ما ردده مغردون سعوديون باتهام خاشقجي بأنه "عميل لقطر"، لكن أيا من المتابعين الذين أعجبتهم الصورة وتوافقت مع هجومهم على الرجل لم يبحث في أصل الصورة القديمة التي تعود لعام 2016 والتقطت في الدوحة، في ذروة العلاقات المتميزة بين الرياض والدوحة.
 
ولليوم الثاني على التوالي، واصل مغردون سعوديون وكتاب مقالات وصحف سعودية شن هجوم لاذع على خاشقجي بعد أن نشر مقالا في صحيفة واشنطن بوست انتقد فيه الأوضاع في المملكة التي قال إنه "لم يعد يعرفها"، لا سيما حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت العشرات من دعاة الإصلاح في المملكة.
 

مغردون سعوديون اتهموا خاشقجي باتهامات متناقضة من العمالة لقطر فأميركا ثم حزب الله وصولا إلى اتهامه بأنه
مغردون سعوديون اتهموا خاشقجي باتهامات متناقضة من العمالة لقطر فأميركا ثم حزب الله وصولا إلى اتهامه بأنه "إخوانجي" (مواقع التواصل الاجتماعي)

اتهامات متناقضة
وتنوعت مستويات الهجوم على خاشقجي، لكن ما وحدها أنها كانت متناقضة، فمرة يُتهم الرجل بأنه عميل لدولة قطر، وأنه قبض 9 ملايين ريال من أميرها، وأخرى يُتهم فيها بأنه عميل للولايات المتحدة "التي هرب إليها"، ثم اتهامه بأنه عميل لتركيا، ثم عميلا لحزب الله اللبناني، وصولا إلى التهمة الأسهل في السعودية هذه الأيام، وهي أنه "إخوانجي" يدافع عن "خلية استخباراتية" ضبطتها السلطات السعودية مؤخرا، في إشارة إلى موجة الاعتقالات التي طالت مؤخرا عشرات الدعاة والناشطين وقضاة وموظفين وخبراء في مجالات عدة.

 
المغردون السعوديون، ومنهم كتاب وصحفيون وأمير من العائلة المالكة، برروا هجومهم على خاشقجي بأنه قرر تقديم النصيحة لبلاده في صحف أجنبية، في حين رد آخرون أن بلاده أغلقت المنابر في وجهه.
فالسلطات السعودية مارست مختلف الضغوط لإنهاء مشروع قناة العرب -التي كان يرأسها خاشقجي- التي توقفت بعد ساعات من انطلاقتها، كما منعته من الكتابة والتغريد على تويتر بعد تغريدة هاجم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وصولا إلى منعه من الكتابة في صحيفة الحياة المملوكة للسعودية اعتبارا من السبت الماضي.

الهجوم الأبرز على خاشقجي جاء من الأمير خالد آل سعود، فكتب الأمير ردا على خاشقجي عندما شرح الأخير أنه أراد تقديم النصيحة لوطنه وقيادته والتأكيد أنه ليس محسوبا على المعارضة في حسابه على تويتر "وفر نصائحك لنفسك؛ فقيادتنا الرشيدة في غنى عن نصائح أمثالك".

 

الهجوم الأبرز على خاشقجي جاء من الأمير خالد آل سعود، فكتب الأمير ردا على خاشقجي عندما شرح الأخير أنه أراد تقديم النصيحة لوطنه وقيادته والتأكيد أنه ليس محسوبا على المعارضة في حسابه على تويتر "وفر نصائحك لنفسك؛ فقيادتنا الرشيدة في غنى عن نصائح أمثالك"

خاشقجي وآل سعود
لكن خاشقجي رد على الأمير "تواضع قليلا سمو الأمير، القيادة التي لا تسمع لشعبها تفقد الكثير وليس من شيمها أن تميز فتقول (في غنى عن أمثالك) كلنا نشترك في الوطن".

 
وتابع آل سعود حواره مع خاشقجي " تنصح وطنك عن طريق الصُحف الأجنبية!!، للنصيحة آداب وطُرق يجب على الناصح أن يتقيد بها، حتى يتحقق الهدف منها، هذا ديدن الناصحين المخلصين".
 
لكن الرد على الأمير السعودي جاء من مغردين عدة، فكتب أحمد "صراحة ما معك حق يا أبو صلاح، مفروض تنتقد الوطن بصحيفة عكاظ أو قناة العربية.. وبعدها تمضي للعشاء الفاخر في الحاير (سجن سعودي)".
 
كما كتب صاحب حساب الصداح "انا اعرف ناصحين راحوا ورا الشمس.. في البلدان العربية افضل شي تنصح من بعيد".
 
وختم خاشقجي الحوار مع الأمير السعودي بالقول "سيأتي زمن يكتب أحدكم مقالا كمقالي، يناقشه على التلفزيون الوطني ثم يمضي للعشاء مع أصدقاء يكون بينهم أمير يتفق معه ويختلف ثم ينصرف لبيته آمنا".
 
شتائم وعنصرية

واشترك في "حفلة" الهجوم وتوجيه التهم والشتائم لخاشقجي سياسيون وصحفيون معروفون، فكتب المدير السابق لقناة العربية عبد الرحمن الراشد "جمال اخواني اختار الالتحاق بجماعته الاخوان لا اكثر ولا اقل ولا تستحق الضجيج".

 

وكتبت هيلة المشوح اتهاما لخاشقجي بالعمالة لقطر "ليس بغريب على خاشقجي أن يقبض من قطر9 ملايين ريال مقابل الطعن في وطنه، فهو مادي جدا ويلهث خلف من يدفع أكثر ومستعد أن يبيع أي شيء من أجل المال".

 
سباق الشتائم والتهم شاركت فيه صحف سعودية ورقية وإلكترونية جندت كتاب مقالات معروفين بتدخلهم السريع نحو كل ما تحب السلطات أن تسمعه، لكن بعضهم تخلى عن الهجوم على خاشقجي ليتهمه بالخيانة تارة، وسرقة مؤلفاته من الكتب تارة أخرى، وصولا إلى اكتشاف "أخطاء" ارتكبها من سنوات، وكلها ظهرت فجأة رغم أن خاشقجي لم يغادر بلاده إلا من فترة قصيرة جدا.
 

ولم يغيب الخطاب العنصري عن موجة الاتهامات التي وجهت لخاشقجي، فكتب مغردون كثر عن الحاجة لسحب الجنسية من خاشقجي كون أصوله تعود لعائلة تركية استقرت في المدينة من المنورة منذ 400 سنة، وهي مدة من الزمن اعتبرها مهاجموه كافية لوصف الرجل بأنه مجرد "مجنس".

المصدر : الجزيرة