انتقادات بأميركا لترشيح مناهض للمسلمين سفيرا للحريات الدينية

epa02084568 Republican Senator Sam Brownback (C) of Kansas, Republican Senator Orrin Hatch (back L) of Utah and Republican Representative Cathy McMorris Rodgers (back R) of Washington attend a press conference on abortion and health care reform legislation, on Capitol Hill in Washington DC, USA, 18 March 2010. House and Senate Republicans oppose health care reform legislation drafted by Democrats because they claim it will allow federal funding of abortions. The Congressional Budget Office has estimated, 18 March 2010, that the cost of the proposed health care legislation will cost 940 billion USD over 10 years, which clears the way for a House vote as early as 21 March 2010. EPA/MICHAEL REYNOLDS
ترمب اختار سام براونباك لتولي منصب سفير شؤون الحريات الدينية الذي يتبع وزارة الخارجية (الأوروبية)

تتصاعد انتقادات في الولايات المتحدة الأميركية لقرار الرئيس دونالد ترمب الأربعاء الماضي اختيار حاكم ولاية كنساس سام براونباك لتولى منصب سفير شؤون الحريات الدينية في وحدة ملحقة بوزارة الخارجية، تسمّى مكتب الحريات الدينية الدولية.

المنتقدون لهذا الاختيار يتهمون براونباك (60 عاما)، وهو سيناتور جمهوري سابق (1996-2011)، بمعاداة المسلمين واللاجئين، بل والفشل في إدارة كنساس، التي يحكمها منذ عام 2010، ولا يحق له الترشح لفترة ثالثة.

ومنصب سفير الحريات الدينية متعارف عليه في الخارجية الأميركية منذ عام 1999، بعد أن أسس الرئيس الأسبق بيل كلينتون مكتب الحريات الدينية الدولية على خلفية إقرار قانون الحرية الدينية الدولية عام 1998، الذي دعمه براونباك بقوة آنذاك.

ولكي يتولي براونباك منصب سفير شؤون الحريات الدينية لا بد من موافقة مجلس الشيوخ الذي يتمتع فيه الجمهوريون بالأغلبية.

ومنذ حملته للانتخابات الرئاسية يواجه ترمب اتهامات داخل أميركا وخارجها بمعاداة المسلمين والأجانب واللاجئين.

وفي بيان إعلان اختيارها براونباك، قالت إدارة ترامب الأربعاء الماضي إن "هذا النوع من الحريات (الدينية) يمثل أولوية لدى الإدارة"، وهو شعار دعمه براونباك عندما غرّد في اليوم نفسه على تويتر قائلا إن "الحرية الدينية أولى الحريات، ويشرفني أن أخدم مثل هذه القضية المهمة".

وتتركز مهمة مكتب الحريات الدينية الدولية -وفق الخارجية الأميركية- على رصد الاضطهاد والتمييز الدينيين في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى التوصية بتنفيذ السياسات في المناطق أو البلدان المعنية، ووضع برامج لتعزيز الحرية الدينية.

ومنذ عام 2015 أولى المكتب اهتماما كبيرا بالقضايا المرتبطة بعدد من الدول ذات الغالبية المسلمة، منها أفغانستان وباكستان والسودان، وسط اتهامات للولايات المتحدة باستخدام الحريات الدينية ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو ما تنفي واشنطن صحته.

‪المسلمون في الولايات المتحدة يواجهون تزايدا في حملات الكراهية ضدهم منذ وصول ترمب للرئاسة‬  (رويترز)
‪المسلمون في الولايات المتحدة يواجهون تزايدا في حملات الكراهية ضدهم منذ وصول ترمب للرئاسة‬ (رويترز)

معاد للمسلمين
وقال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، في بيان الجمعة الماضي مستكرا، إن "لديه تاريخا من التشريعات المعادية للمسلمين في كنساس لا تنسجم مع أهداف مكتب الحريات الدينية الدولية".

ورأى مدير الشؤون الحكومية في المنظمة روبرت ماكاو أنه "يتعين على محاكم كنساس في ظل الظروف العادية استبعاد براونباك من مكتب الحريات الدينية الدولية".

وتابع ماكاو "في ظل إدارة ترمب فقط يمكن تعيين شخص يعارض الحقوق الدستورية لحماية الحرية الدينية الدولية".

وقالت "كير" إن براونباك وقع عام 2012 مشروع قانون يحظر على محاكم كنساس العودة إلى "قواعد وقوانين أجنبية" عند إصدار الأحكام والقرارات. وهذا التشريع هو أساس عدم اللجوء إلى الشريعة الإسلامية في الولاية عند النظر في قضايا المسلمين ذات الصلة بثوابت الدين الإسلامي.

وبسبب سياسات براونباك، أصبحت كنساس عام 2016 أول ولاية أميركية تنسحب من نظام إعادة التوطين الاتحادي للاجئين لـ"أسباب أمنية".

وحينذاك، قال مكتب براونباك إن قرار الانسحاب جاء على خلفية "عدم تزويد إدارة الرئيس باراك أوباما (ديمقراطي/ 2009-2017) المسؤولين في الولاية بوثائق عن أعمال تدقيق تخص اللاجئين الذين سيعاد توطينهم من سوريا في كنساس".

موقف براونباك رأته "كير" سببا في عدم استقبال كنساس لعدد كبير من اللاجئين المسلمين القادمين من سوريا تحديدا.

وبينما يتبنى براونباك موقفا يحد من الحريات الدينية للمسلمين في كنساس، أمضى ثماني سنوات في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يندد بـ"الفظائع" المرتكبة بحق المسيحيين في السودان.

وقام براونباك برعاية قانون السلام والمحاسبة في إقليم دارفور 2005، وهو القانون الذي قاد إلى تصنيف واشنطن لما حدث في دارفور بأنه "إبادة جماعية".

في المقابل، ترى المستشارة القانونية في الرابطة الكاثوليكية الأميركية أندريا بيتشوتي باير أن براونباك يعد "نصيرا قويا للحرية الدينية الدولية لما يمتلكه من مؤهلات والتزام أظهره أثناء عمله في لجنة العلاقات الخارجية".

في حين أظهرت نتائج استطلاع نشرتها شركة "مورينينغ كانسلت" للأبحاث أن براونباك هو ثاني أقل السياسيين شعبية في الولايات المتحدة.

المصدر : وكالة الأناضول