جنوب السودان.. ذكرى الاستقلال على وقع حرب أهلية

Members of the White Army, a South Sudanese anti-government militia, attend a rally in Nasir on April 14, 2014. Conflict in South Sudan has triggered a serious risk of famine that will kill up to 50,000 children within months if immediate action is not taken, the UN has warned. The African country has experienced high levels of malnutrition since it gained independence in 2011, UNICEF said, and conditions have worsened since ethnic conflict broke out between troops loyal to President Salva Kiir and supporters of his former deputy Riek Machar. AFP PHOTO / ZACHARIAS ABUBEKER
دولة جنوب السودان تعيش حالة حرب أهلية منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 (غيتي)

مثيانق شريلو-جوبا

تصادف اليوم الأحد 9 يوليو/تموز 2017 الذكرى السادسة لاستقلال دولة جنوب السودان عن السودان، عقب تصويت الغالبية العظمى من السكان وبنسبة فاقت 98% لصالح خيار الانفصال في الاستفتاء الذي جرى مطلع العام 2011.
 
وأقرّ حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق، تسوية سياسية أنهت نحو ثلاثة عقود من الحرب الأهلية في السودان.

وتأتي الذكرى السادسة للاستقلال والدولة الوليدة تعيش عامها الرابع من الحرب الأهلية التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 2013 إثر خلاف سياسي حاد بين رئيس البلاد سلفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار، مما أدى إلى اشتعال مواجهات مسلحة بين القوات الموالية للزعيمين أخذت طابعا إثنيا بين قبيلتي الدينكا والنوير.

لاجئون في مخيم للأمم المتحدة بالعاصمة جوبا (الجزيرة)
لاجئون في مخيم للأمم المتحدة بالعاصمة جوبا (الجزيرة)

لاجئون ونازحون
ودفعت المواجهات نحو ثلاثة ملايين مواطن للعيش بمخيمات اللاجئين في السودان وأوغندا وكينيا وإثيوبيا، كما أجبرت الانتهاكات التي ارتكبت من الطرفين نحو نصف مليون من المواطنين على العيش كنازحين داخل وطنهم بمخيمات الأمم المتحدة المنتشرة في أرجاء البلاد.

ولا يرى كثير من النازحين في ذكرى الاستقلال سوى محاولة أخرى لبيع الأوهام بالاستقرار والسلام، سواء من قبل قادة البلاد في الحكومة أو في المعارضة المسلحة.

وتقول أنجلينا التي لا تزال تعيش مع أخواتها داخل مخيم للأمم المتحدة في العاصمة جوبا منذ ثلاث سنوات، إنها والكثيرين من السكان أصابهم الإحباط جراء الحرب والانقسامات التي تعيشها البلاد.

وأضافت في حديث للجزيرة نت أن قادة الطرفين تسببوا في "تحويل البلاد من نعيم الاستقلال إلى جحيم من التفتت والضياع"، مؤكدة أن بلادها بحاجة إلى قيادة جديدة تنقذ وحدة البلاد المتبقية من خطر الانقسام.

أوضاع متردية
وفيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية، تتجه البلاد نحو الأسوأ، إلى جانب تزايد الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، وصلت إلى مرحلة اتهام منظمة العفو الدولية للأطراف المتحاربة بارتكاب جرائم حرب.

وفي ظل هذه الأوضاع، يؤكد أكول فول نائب وزير الإعلام أن حكومة البلاد تسعى بشكل جاد لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني "حتى ينعم شعب جنوب السودان بالمكاسب الكبيرة للاستقلال".

ويشير أكول فول في حديثه للجزيرة نت إلى أن مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها سلفاكير تمثل بارقة أمل نحو عودة الأوضاع إلى طبيعتها، مضيفا أن هذه الدعوة وجدت قبولا من كافة الأطراف المسلحة.

المعارضة تتهم حكومة سلفاكير باختطاف البلاد (رويترز)
المعارضة تتهم حكومة سلفاكير باختطاف البلاد (رويترز)

دولة مختطفة
وفي أغسطس/آب 2015، وقع سلفاكير ميارديت ورياك مشار على اتفاقية لتسوية النزاع في جنوب السودان ، عقب وساطة طرحتها الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد)، ولكن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلا.

وسرعان ما أدى تجدد المواجهات بين القوات الموالية للزعيمين داخل العاصمة جوبا في يوليو/تموز 2016 إلى خروج رياك مشار من جوبا وإقالته، لكنه رفض هذه الخطوة ووصفها بالانقلاب على اتفاقية السلام، ليتفاقم الوضع مع ظهور حركات جديدة تحمل السلاح ضد الحكومة.

بدوره يصف القيادي بالمعارضة المسلحة يوهانس موسى فوك أن دولة جنوب السودان باتت مختطفة من قبل النظام الحاكم في البلاد، وأنها بحاجة ملحة للعمل من أجل استردادها.

وقال موسى فوك في حديثه للجزيرة نت إن المواجهات التي شهدتها العاصمة العام الماضي في محيط القصر الرئاسي تسببت بكارثة وأفسدت احتفالات البلاد بالاستقلال، وخلقت مشاعر بالندم حيال انفصال البلاد لدى البعض بسبب الأوضاع المتردية في الدولة.

المصدر : الجزيرة