تمسك الإخوان بشرعية مرسي ورقتهم الوحيدة للضغط

صورة أرشيفية لمقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم في مصر
الإخوان المسلمون جددوا تمسكهم بشرعية مرسي رغم تحفظ قوى أخرى رافضة للانقلاب (الجزيرة)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

في الذكرى الرابعة للانقلاب العسكري في مصر على محمد مرسي، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين استمرار تمسكها بشرعية أول رئيس مدني منتخب في البلاد، بالتزامن مع دعمها للجبهة الوطنية المعارضة التي لم تعلن موقفا محددا من عودة مرسي للحكم.

وشددت الجماعة في بيان أصدرته بالتزامن -مع ذكرى الانقلاب الذي وقع في الثالث من يوليو/تموز 2013 بعد عام من تولي مرسي الحكم- أن إصرارها على هذا المطلب "ليس تشبثا بكرسي أو تكالبا على حكم" وإنما هو "حق أصيل من حقوق الشعب وثمرة كبرى من ثمار ثورة يناير".

وجددت في بيانها تمسكها بالنهج السلمي والعمل على تحقيق القصاص لجميع الشهداء والمصابين، وتحرير جميع المعتقلين السياسيين، واسترداد الثروات المنهوبة، وعدم الاعتراف بما أصدره رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي من قرارات، والتمسك الكامل بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وحتمية عودة الجيش لثكناته والانشغال بمهمته في حماية الوطن.

ولم يمنع تأكيد الجماعة تمسكها بشرعية مرسي دعمها للجبهة الوطنية المصرية التي تم الإعلان عنها مؤخرا، وتضم في عضويتها لفيفا من رموز المعارضة بالداخل والخارج من توجهات سياسية مختلفة، لتكون مظلة جامعة للقوى الراغبة في الخلاص من "الحكم العسكري الاستبدادي" على الرغم من عدم تنصيص مبادئها المتفق عليها على عودة مرسي أو عدمها.

‪المنير: موقف الجماعة يتوافق مع رغبات معظم التيار الرافض للانقلاب‬ المنير: موقف الجماعة يتوافق مع رغبات معظم التيار الرافض للانقلاب (الجزيرة نت)
‪المنير: موقف الجماعة يتوافق مع رغبات معظم التيار الرافض للانقلاب‬ المنير: موقف الجماعة يتوافق مع رغبات معظم التيار الرافض للانقلاب (الجزيرة نت)

"حق للشعب"
وفي هذا السياق، يقول محمد سويدان القيادي بالجماعة وأمين العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان إنه لا يظن أن مخلصا للوطن ومبادئ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011  يختلف في حق الشعب المصري للمطالبة بعودة الرئيس الشرعي الذي أتى بأول انتخابات رئاسية نزيهة وحقيقية في البلاد.

ورأى سودان -في حديثه للجزيرة نت- أنه لا بد من نقطة بداية ولو لمدة محددة يسقط معها الانقلاب حتى لا تحدث فوضى في البلاد، وأن سيناريو ما بعد الانقلاب مطروح للنقاش، مشددا على ضرورة أن يكون الشاغل الأول هو إنقاذ رقاب المحكوم بإعدامهم من حبال مشانق السيسي وعصابته وقضائه المسيس.

وأكد أنه لا مانع من تجمع القوى السياسية على أجندة واحدة حتى لو كان الاتفاق جزئيا (في إشارة إلى عدم التوافق على عودة مرسي) وأن من أهم معاول كسر الانقلاب توحد القوى المعارضة له، ذاهبا إلى أن القضايا المختلف حولها ستتلاشى من خلال جلسات الحوار الناضجة.

بدوره، يرى رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير أن بيان الاخوان لم يقدم جديدا على مستوى موقفها من الأحداث، والذي يراه كما هو منذ حدوث الانقلاب، والمنطلق من التمسك الكامل بما تعارف عليه رافضو الانقلاب بـ "الشرعية".

‪نافعة: الجماعة باتت في خصومة مع كل التيارات الديمقراطية التي لا يمكن أن تجتمع معها على أرضية مطلب عودة مرسي‬ نافعة: الجماعة باتت في خصومة مع كل التيارات الديمقراطية التي لا يمكن أن تجتمع معها على أرضية مطلب عودة مرسي (الجزيرة نت)
‪نافعة: الجماعة باتت في خصومة مع كل التيارات الديمقراطية التي لا يمكن أن تجتمع معها على أرضية مطلب عودة مرسي‬ نافعة: الجماعة باتت في خصومة مع كل التيارات الديمقراطية التي لا يمكن أن تجتمع معها على أرضية مطلب عودة مرسي (الجزيرة نت)

مطلب الأغلبية
وذهب المنير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أنه برغم وجود معارضين لعودة مرسي، فإن موقف الجماعة يتوافق مع رغبات معظم التيار الرافض للانقلاب والذي لا تستطيع الجماعة تجاوزه حتى لا تفقد كتلتها الصلبة، معتبرا دعمها لأي جبهة لا تنص على عودة مرسي بأنه موقف دبلوماسي محايد تحاول فيه إرضاء الطرفين.

كما يعتبر أن التمسك بمطلب عودة مرسي -رغم مرور أربعة أعوام على الانقلاب العسكري والمستجدات السياسية داخليا وخارجيا خلال هذه الفترة- ما زال هو الورقة الوحيدة التي يملكها معارضو الانقلاب وبدونها لن تكون هناك وسيلة ضغط واضحة، خاصة مع ضعف المعارضة وتشتتها في الخارج.

في المقابل، يعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة تمسك جماعة الإخوان بعودة مرسي دليلا على جمودها الفكري وعدم قدرتها على التأقلم مع المعطيات والمتغيرات التي طرأت على الساحة السياسية سواء بمصر أو إقليميا.

ويرى نافعة -في حديثه للجزيرة نت- أنه ما لم تتمكن الجماعة من إحداث نقلة نوعية في تفكيرها السياسي فلن يكون بمقدورها العودة للالتحام من جديد بالقوى الراغبة في تأسيس نظام ديمقراطي، متهما إياها بعدم ممارسة الديمقراطية بشكل حقيقي سواء على مستواها الداخلي أو في علاقتها بالقوى الأخرى.

وذهب إلى أن الجماعة في مرحلتها الحالية باتت في خصومة مع كل التيارات الديمقراطية التي لا يمكن أن تجتمع معها على أرضية مطلب عودة مرسي، وأنه من غير المتصور إطلاقا الاجتماع على أرضية لا تشمل موقفا من هذا المطلب.

المصدر : الجزيرة