خبير: العرب كانوا أوراقا على طاولة العشرين بهامبورغ
خالد شمت-برلين
ووصف المحاضر بجامعة كولونيا الألمانية لؤي المدهون الحضور العربي بقمة العشرين بشبه المعدوم "بسبب انشغال معظم الدول العربية بأوضاعها الداخلية، وتفضيل دول خليجية التركيز على حصار قطر بدلا من متابعة قضايا رئيسية طرحت بالقمة تتعلق بمستقبل أوضاعها الاقتصادية" .
واعتبر المدهون بمقابلة مع الجزيرة نت أن التغيب المفاجئ للملك السعودي سلمان عبد العزيز عن القمة وإرساله وزير الدولة إبراهيم العساف لتمثيله فيها، مثل ما يشبه الغياب لكل العرب الذين لم يكن لهم ممثل إلا السعودية بهذه القمة.
شراكة تونس
وأشار الباحث السياسي إلى أن الاتفاق الأميركي الروسي خلال قمة العشرين على إبعاد إيران عن جنوبي سوريا ووقف إطلاق النار هناك، يعد مثالا لقضايا ذات أهمية عربية بالغة تحولت إلى مجرد أوراق بأيدي اللاعبين الكبار بهامبورغ، ولفت إلى أن اتفاق أعضاء القمة على مبادئ جديدة للتجارة الحرة، جرى بغياب الدول الخليجية التي لها مصلحة هائلة بهذا الموضوع.
وأشار المتحدث إلى أن غياب دول الخليج و شمالي أفريقيا عن متابعة قضية التجارة الحرة بقمة العشرين، بسبب التركيز على الأمن، كشف عدم اهتمام هذه الدول بالتحول لجزء من الاقتصاد العالمي والدفاع عن مصالحها الاقتصادية، من خلال البحث عن شركاء تجاريين جدد على غرار ما تفعل دول متقدمة كألمانيا بآسيا.
وتكتسب مجموعة العشرين التي تأسست من رحم الأزمة المالية العالمية عام 2008 أهمية كبيرة على الصعيد الدولي، وتصنف هذه المجموعة كائتلاف لإدارة الأزمات يمثل أعضاؤه ثلثي تعداد العالم، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وأربعة أخماس الإنتاج الاجتماعي العالمي، وتجمع المجموعة بعضويتها بين دول ذات أنظمة ديمقراطية وأخرى سلطوية بينها قواسم مشتركة.
وتبنت مجموعة العشرين بقمتها بهامبورغ مبادرة ألمانية لتطوير الشراكة مع أفريقيا، تدعو إلى إقامة شراكة بين دولة عضو بالمجموعة ودولة أفريقية، يتجاوز فيها عن المساعدات التقليدية الأخرى وتمكن الدولة الأفريقية من تطوير مجتمعها عبر مساعدتها بالبحث عن شركات تقيم فيها مشروعات إنتاجية وصناعية.
وتشترط هذه المبادرة على الدولة الأفريقية المختارة للشراكة مع عضو بمجموعة العشرين مراعاة عدد من المعايير الدولية المتعلقة بالحكم الرشيد ومكافحة الفساد، وكانت تونس التي اختيرت مع ساحل العاج وغانا الدولة العربية الوحيدة التي سيجري دعمها عبر هذه الشراكة.
وأرجع المدهون اختيار تونس إلى قربها من أوروبا، وسيرها بطريق الديمقراطية، وأشار إلى أن ألمانيا أو أوروبا لا يمكنهما تطوير شراكة مع دول قمعية أو ذات أنظمة سياسية فاشلة مثل مصر.
تجربة إندونيسيا
وعلى صعيد ذي صلة، عرض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بخطابه بقمة العشرين تجربة بلاده بمكافحة التطرف والإرهاب، ووصفت هذه المقاربة الإندونيسية خلال القمة بأنها تختلف عن أسلوب تعامل الدول العربية مع هذه الظاهرة بالتركيز على القمع والملاحقات الأمنية.
وقال ويدودو إن إندونيسيا تخطت التركيز على الإجراءات الأمنية والقانونية المشددة بمكافحة التطرف والإرهاب، إلى استخدام " قوتها الناعمة"، من خلال التعاون مع أكبر جمعيتين إسلاميتين بالبلاد يقدر عدد أعضائهما بعشرات الملايين في نشر قيم التسامح والاعتدال وتطوير برامج لمكافحة التطرف بين السجناء المتهمين بالإرهاب.