قطر الخيرية.. دعم إنساني مشهود في الصومال

مركز طبي بنته قطر الخيرية يقدم خدمات لسكان منطقة جزيرة جنوب مقديشو 14 يونيو 2017 (التصوير:قاسم سهل).
مركز طبي بنته قطر الخيرية يقدم خدمات لسكان منطقة جزيرة في جنوب مقديشو (الجزيرة)

قاسم أحمد سهل-مقديشو

ياسين شيل عوالة (55 عاما) أب لعشرة أولاد، كان يعمل حارسا لأحد المحلات التجارية في سوق باكارا التجاري بمقديشو، عندما فقد إحدى رجليه جراء رصاصة أطلقها زميله خطأ مما سبب له مصيبة جعلت أسرته تواجه ظروفا بالغة الصعوبة في الحصول على لقمة العيش فضلا عن باقي متطلبات الحياة، كونه المعيل الوحيد للأسرة.

ولأن لا أحد يقبل تكليف امرئ مبتور الرجل بالحراسة، فإن عوالة ظل يعتمد لفترة على مساعدات بعض الأقارب بشكل غير دائم، ثم قرر البحث عمن يساعده ماديا في تدبير حياة أسرته حتى وجد ضالته في جمعية قطر الخيرية عام 2014، التي تكفلت بإعطائه مساعدة نقدية أربع مرات في السنة.

وشكل هذا الأمر فرجا لأسرة عوالة الذي أوضح -في حديث للجزيرة نت- أن المنحة النقدية التي يتسلمها من قطر الخيرية هي مصدر الدخل الوحيد له، وأنه يستعين بها في تدبير متطلبات أسرته من شراء احتياجاتها الغذائية وتسديد إيجار السكن وفواتير الكهرباء والمياه ورسوم المدرسة وغيرها.

وقابل عوالة نبأ توجيه تهمة الإرهاب لقطر الخيرية باستغراب شديد، واصفا الخطوة بأنها مجافية للحكمة والصواب ومجحفة بحقها وبحق الفقراء والضعفاء الذين يستفيدون من الدعم الإنساني الذي تقدمه، ودعا الدول التي تقف وراء تلك التهمة إلى الاحتكام إلى العقل وعدم تسييس العمل الإغاثي. 

طوابير من النازحين يتسلمون طعام جاهزا من قطر الخيرية في ضواحي مقديشو(الجزيرة)
طوابير من النازحين يتسلمون طعام جاهزا من قطر الخيرية في ضواحي مقديشو(الجزيرة)

وفي مجال الكفالة بالصومال تحتل جمعية قطر الخيرية الصدارة، حيث تكفل 14 ألفا و808 أشخاص من فئات مختلفة، منهم الأيتام والأرامل والأسر الفقيرة وذوو الاحتياجات الخاصة.

وفي أزمة الجفاف التي عمت مناطق كثيرة من الصومال، كانت جمعية قطر الخيرية من أولى المنظمات الإغاثية المبادرة إلى نجدة المتضررين الذين فاق عددهم ستة ملايين صومالي.

إسحاق إيدو من الذين شردهم الجفاف من منطقة دعارها بمحافظة شبيلي السفلى جنوب الصومال، بعد أن فقدوا مواشيهم وتعطلت مزارعهم نتيجة تأخر الأمطار سنتين متتاليتين.

وصل إيدو قبل أربعة شهور مع أسرته المكونة من ثمانية أفراد إلى مخيم بضواحي مقديشو، تاركين وراءهم جميع أغراضهم، وأقاموا كوخا يأوون إليه كغيرهم من نازحي الجفاف، غير أن الحصول على ما يسد رمقهم من غذاء بات الحاجة الأكثر صعوبة، قبل أن تقيم قطر الخيرية مطبخا يقدم للنازحين وجبتين في اليوم.

مكفولون في مقديشو ينتظرون منحة نقدية في مقر قطر الخيرية بالصومال(الجزيرة)
مكفولون في مقديشو ينتظرون منحة نقدية في مقر قطر الخيرية بالصومال(الجزيرة)

وضمن الجهود الرامية لتخفيف تداعيات الجفاف، وزعت قطر الخيرية مواد غذائية جافة على 13 ألفا و333 أسرة في الصومال، كما فتحت سبعة مطابخ يستفيد منها 14 ألف أسرة في ضواحي مقديشو ومدينة بيدوا غرب الصومال.

وسعيا للمساهمة في الحد من معدل وفيات الأطفال والأمهات الذي يعد من أعلى المعدلات في العالم، فقد أقامت قطر الخيرية مركزا طبيا في منطقة جزيرة على بعد عشرين كيلومترا جنوب العاصمة مقديشو، يستفيد من خدماته يوميا أكثر من ثلاثمئة شخص.

مركز طبي
قصيدة مكي عبدي وضعت مولودها الجديد للتو في المركز بمساعدة كوادر طبية مدربة، وهو ما كان صعبا قبل شهور قليلة من افتتاح المركز. وأوضحت قصيدة للجزيرة نت كيف كانت الحوامل يتكبدن المشاق عند المخاض، إذ يلجأن إلى قابلات شعبيات غير قادرات على التعامل مع كثير من الحالات، أو يذهبن إلى مقديشو رغم ما يرافق ذلك من صعوبات كثيرة.

وتنفذ قطر الخيرية مشاريع أخرى عديدة في الصومال، كالمرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات وعيادات طبية، كما تبني بيوتا للفقراء وتنفذ مشاريع مدرة للدخل توفر فرص عمل وتخفف نسبة البطالة في البلاد والتي تقارب 70%، فضلا عن مشاريع موسمية مثل إفطار الصائم وزكاة الفطر وتوزيع لحوم الأضاحي وكسوة العيد وغيرها.

المصدر : الجزيرة