إبعاد طه عثمان.. نهاية غامضة لرجل الظل

الفريق طه عثمان الحسين ... الجزيرة نت
قرار إبعاد طه عثمان صاحبه كم كبير من الإشاعات والتكهنات (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لا يزال قرار الرئيس السوداني عمر البشير إبعاد مدير مكتبه ووزير الدولة برئاسة الجمهورية طه عثمان الحسين من مناصبه ومنعه من مغادرة البلاد واقتياده إلى جهة غير معلومة يشكل الحالة الأبرز في اهتمام الشارع السوداني.

وحالة إبعاد طه عثمان نادرة لم تعلن فيها الحكومة قرار إبعاد أو إقالة الرجل الذي يحمل رتبة الفريق رغم تعيين خليفة له عبر مرسوم جمهوري أصدره البشير، ليصاحب ذلك كم من الأقاويل والإشاعات والتكهنات.

ومع تجاهل الصحافة الصادرة في الخرطوم للقضية، بعد توجيهات شفهية من جهاز الأمن لرؤساء التحرير بعدم نشر أي مادة حولها، اقتصر تناول الموضوع على الصحف الإلكترونية وتدوينات بعض الناشطين.

وبعيدا عن الاتهامات التي سيقت بحق وزير الدولة المقال -والتي لا يخلو بعضها من شماتة- أعاد بعض المهتمين السؤال عن كيفية صعود الرجل  الذي وصفوه بالمثير جدا وذلك خلافا لما جرت عليه العادة حول المنصب ذاته من قبل.

تفسيرات
ففي حين ربط بعض المتابعين والناشطين بين الإقالة وحالة الفساد التي أعلن الرئيس البشير ورئيس الوزراء العمل على اجتثاثها، اتجه آخرون لربطها بأزمة الخليج الحالية ومن قبلها مشاركة السودان في عاصفة الحزم التي تتزعمها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن.

بينما ذهبت مجموعة أخرى للحديث عن اتهام الرجل بمحاولة قلب نظام الحكم في السودان بالاشتراك مع آخرين لم يسلموا من النقد.

ربط بعض المتابعين إقالة طه عثمان وحالة الفساد التي أعلن الرئيس البشير ورئيس الوزراء العمل على اجتثاثها، واتجه آخرون لربطها بأزمة الخليج الحالية ومن قبلها مشاركة السودان في عاصفة الحزم التي تتزعمها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن

ولمع نجم طه في سماء العلاقات الخارجية السودانية بعدما عهد إليه إعلان قرار حظر المراكز الثقافية الإيرانية والحسينيات في السودان بعد قطع علاقة الخرطوم مع طهران في العام الماضي، ما شكل مفاجأة لوزارة الخارجية السودانية التي تلقت ذلك عبر وكالة الأنباء السعودية نقلا عن الفريق المقال.

ونجح في صناعة كثير من الود بين دولة الإمارات والسودان، بجانب اقترابه من المؤسسة الحاكمة في المملكة العربية السعودية التي منحته تابعيتها وهو مدير لمكاتب الرئيس السوداني.

ويرى رئيس تحرير صحيفة الجريدة المستقلة أشرف عبد العزيز في مقالة له أن إقالة طه عثمان لم تكن سهلة لما أنجزه من مهام، وليده الطولى في ملف العلاقات مع الخليج "ولكن ربما فشل الرجل في المدافعة عن نفسه عند المواجهة".

وكتب الفريق معاش محمد بشير سليمان في صحيفة الراكوبة الإلكترونية عن القضية، وقال إن الشعب السوداني ظل على مدى ليس بالقصير مشغولا بالقصص والروايات التي تحكى عن الفريق طه عثمان الحسين، وهو ما أثر سلبا وأنقص من الرمزية السيادية للدولة.

ويرى سليمان أن ما كلف به الفريق المقال كان يمس علاقات الدولة السودانية مع الدول الإقليمية عبورا للبيئة الدولية دون معرفة حقيقية لشخصيته "الأخطبوطية"، وهو ما جعله يتعدى مجال قدراته وإمكانياته لإحداث أكبر شرخ في علاقات السودان الخارجية والتفكير في تغيير السلطة القائمة ليكون محلها حاكما للسودان.

تفاصيل الإبعاد
بدورها قالت صحيفة سودان تربيون الإلكترونية إن مصادر أبلغتها أن طه عثمان جرى إبلاغه شفهيا بقرار إعفائه من مناصبه. وحسب مصادر الصحيفة فإن حيثيات الإعفاء لا تزال غير واضحة حتى الآن، وما إذا كانت تعود للأزمة الخليجية وموقف السودان منها، أم لأسباب تتعلق بخلافات داخلية مع رئيس الوزراء بكري حسن صالح.

بينما تناولت صحيفة التحرير الإلكترونية الجانب الثالث من الإشاعات الموجهة نحو الرجل التي تقول إن طه عثمان متهم بتسريب معلومات لجهات خارجية.

ونبه رئيس تحرير صحيفة التحرير محمد المكي إلى أن هناك من يشير إلى نقطة مهمة وهي أن قرار الإبعاد لا علاقة له بمكافحة الفساد لأن هناك فاسدين أكبر وأن فساده لا يساوي ربع فساد الآخرين.

ورجح مكي بأن يكون للإبعاد علاقة بمستجدات الأحداث في الخليج والمتغيرات الإقليمية والدولية والصراعات الداخلية حول كيفية تحديد توجهات الحكومة في هذا الشأن.

المصدر : الجزيرة