الأمن يهتز مجددا في مخيم عين الحلوة

اندلاع النيران في عين الحلوة نتيجة الاشتباكات
اندلاع النيران في عين الحلوة نتيجة الاشتباكات (الجزيرة)

 وسيم الزهيري-بيروت

عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان إلى دائرة الاهتمام مرة أخرى، ومن البوابة الأمنية، بعد اشتباكات بين عناصر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من جهة، ومسلحين إسلاميين من جهة أخرى أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

وتسببت الاشتباكات في شلل الحركة داخل المخيم وإغلاق المحال التجارية ونزوح عدد من المدنيين إلى أحياء صيدا، كما أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مؤسساتها التربوية والصحية.

وبدأ التوتر يوم السبت الماضي، حيث شهد اشتباكات متقطعة تزامنت مع زيارة جليلة دحلان زوجة القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان إلى عين الحلوة، كما سبقت مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيروت بعد زيارة التقى خلالها المسؤولين اللبنانيين.

وتوالت الدعوات من شخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية لوقف القتال فورا، واعتصم ناشطون من المجتمع المدني مطالبين بوقف دوامة العنف.

‪سيارة إسعاف تنقل أحد المصابين في مخيم عين الحلوة‬ (الجزيرة)
‪سيارة إسعاف تنقل أحد المصابين في مخيم عين الحلوة‬ (الجزيرة)

استنفار
وفرضت هذه التطورات في المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين والواقع خارج نطاق الوجود العسكري للجيش اللبناني، استنفار جميع قنوات الاتصال السياسية والأمنية الفلسطينية واللبنانية.

وعقد اجتماع موسع في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، ضم ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية.

وقال أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات إنه تم الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في المخيم، ودعم تشكيل قوة مشتركة تضم كل الفصائل الفلسطينية.

وأوضح أن هذه القوة "ستمارس مهامها في كل أرجاء المخيم دون استثناء"، مشددا على أن المخيم "ليس مقرا لأي مطلوب للعدالة أو يمكن أن يشكل وجوده خطرا على المخيم وجواره".

من جهته قال علي بركة ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان إن الأمور تتجه نحو التهدئة بعد اجتماع الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى الاتفاق على صيغة عمل مشترك للحفاظ على أمن المخيم والجوار.

وأوضح بركة للجزيرة نت أن هذه الصيغة تتضمن الحفاظ على القيادة السياسية الموحدة وتشكيل قوة أمنية جديدة والتأكيد على رفع الغطاء السياسي عن أي شخص يخل بالأمن.

‪اجتماع الفصائل الفلسطينية لبحث الموقف‬ (الجزيرة)
‪اجتماع الفصائل الفلسطينية لبحث الموقف‬ (الجزيرة)

استهداف
واعتبر بركة استهداف المخيم "استهدافا لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة"، مؤكدا أن ما يجري "ليس عملا بريئا أو محليا".

وأضاف أن هناك "قرارا خارجيا بتهجير الفلسطينيين من لبنان على غرار ما حصل في مخيم اليرموك ونهر البارد، وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى دول المنافي في سياق تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين".

ودفعت هذه الأحداث البعض إلى ربطها بالزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني إلى بيروت، وبحثه في جانب من محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين الأوضاع داخل المخيمات. وفي هذا السياق يقول الكاتب هيثم زعيتر إن ما جرى كان متوقعا بالتزامن مع زيارة عباس.

وأشار زعيتر إلى "إصرار بعض الأطراف على توتير الوضع وتحويل المخيم إلى صندوق بريد لصالح أجندات خارجية، إضافة إلى تضرر العديد من الأطراف من التنسيق الحاصل بين الجانبين اللبناني والفلسطيني".

المصدر : الجزيرة