صورة وحكاية.. معرض ينقل معاناة اللاجئين بلبنان

"صورة وحكاية"ضمن معرض لنقل معاناة اللاجئين في لبنان.
صورة توضح أطفالا اضطروا للعمل في رحلة اللجوء لمساعدة عائلاتهم (الجزيرة نت)

ديما شريف-بيروت

تعيش آية خلف -التي تبلغ من العمر 16 عاما- في مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت. استطاعت الفتاة بمساعدة من إحدى الجمعيات تعلم التصوير، وعرضت الكثير من أعمالها في معرض حمل عنوان "صورة وحكاية" شارك فيه عشرات الشبان، يهدف إلى تعزيز مهارات الشباب ليتمكنوا من نقل قصص معاناة اللاجئين في لبنان.

وثقت آية بصورها -في المعرض الذي وضعته جمعية أهلية بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف– نواحي عديدة من حياة اللاجئين، ونقلت بعدستها صورا مختلفة لحياة أطفال يعملون لمساعدة عائلاتهم التي فرت من المعارك في سوريا.

استفادت آية كثيرا من تدريب تلقته من جمعية لبنانية تعنى بالتصوير الفوتوغرافي تدعى "ذاكرة"، من أجل تعزيز مهارات الشباب المهمّشين ودعم التماسك والترابط بين المجتمعات اللاجئة والمضيفة، وذلك بالتعاون مع اليونيسيف.

نقل معاناة
تقول آية للجزيرة نت "شاركت لأعبّر عن الحياة التي أعيشها وغيري من اللاجئين، واخترت هذا النوع لأنّ المخيم فيه معاناة كبيرة، وركزت على عمالة الأطفال لأن هناك أطفالا نزحوا من سوريا وقصدوا هذا المكان وأصبحوا يشتغلون ويساعدون أهلهم ولم يلتحقوا بالمدارس".

‪كاميرا الشباب المشاركين وثقت معاناة اللاجئين‬ كاميرا الشباب المشاركين وثقت معاناة اللاجئين (الجزيرة نت)
‪كاميرا الشباب المشاركين وثقت معاناة اللاجئين‬ كاميرا الشباب المشاركين وثقت معاناة اللاجئين (الجزيرة نت)

عرضت آية ما التقطته من معاناة، فمن صبي النرجيلة الذي يعول أسرته إلى عامل الأسمنت وبائع الخوخ، كلها حكايات مصورة لأطفال سوريين لاجئين.

وآية من بين عشرات تدربوا على التصوير لمدة تسعة أشهر وتتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة، وعكست صورهم خلال "صورة وحكاية"- بمشاركة أكثر من ستين لاجئا من سوريا والعراق وفلسطين، بالإضافة إلى شبان من لبنان– بيئة اللجوء بكل مآسيها وبعض من أفراحها.

ويعود إطلاق هذا المشروع من قبل جمعية "ذاكرة" إلى العام الماضي، وهو يهدف لتعزيز مهارات الشباب المهمّشين ودعم التماسك والترابط بين المجتمعات اللاجئة والمضيفة. وقد مكّنَ المشروع أكثر من سبعين فتاة وفتى ليصبحوا صحفيين محليين من خلال تدريبهم على إعداد التقارير والصور الفوتوغرافية.

فكرة جديدة
تقول مسؤولة الإعلام في اليونيسيف ببيروت سهى بستاني -للجزيرة نت- "كان الهدف أن نخلق شيئا جديدا، ومن بين سبعين شخصا يمكن على أقل تقدير أن يصبح نصفهم في المستقبل صحفيين ومصورين بنظرة جديدة ومختلفة، لأن دورنا أن نهتم بهذه الفئة العمرية التي لا يكترث لها أحد".

‪المشاركون تلقوا تدريبات في التصوير الفوتوغرافي وكتابة الخبر‬ (الجزيرة نت)
‪المشاركون تلقوا تدريبات في التصوير الفوتوغرافي وكتابة الخبر‬ (الجزيرة نت)

من بين المصورين اللاجئ السوري محمد الجاسم، وهو محب للرياضة لذلك جعل أحد أقدم متسابقي الدراجات الهوائية في لبنان بطل حكايته المصورة. يقول محمد للجزيرة نت "أحب أن أوصل أشياء بصرية كثيرة ومن خلالها يمكن أن يتعرف الناس على رياضيين يجهلونهم، فهذه رسالتي لأن المجتمع لا يعرف عنهم".

ويقول رمزي حيدر مؤسس جمعية "ذاكرة" التي نظمت المشروع للجزيرة نت "نحاول أن نجعل من هؤلاء أشخاص يستخدمون الصورة بشكل صحيح وتقنية عالية، ويكتبون خبرا بطريقة سليمة ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة قضاياهم الإنسانية".

دور اقتصادي
يمكن القول إنه بعد فترة من إطلاق المشروع أمكن تدريب عدد من المصورين والصحفيين وخبراء الإعلام الاجتماعي الشباب المشاركين في البرنامج، والذين عانى بعضهم من العنف والانقسامات الطائفية والتمييز والهجرة.

‪صورة تعكس مشكلات يقع فيها أطفال لاجئون‬  (الجزيرة نت)
‪صورة تعكس مشكلات يقع فيها أطفال لاجئون‬ (الجزيرة نت)

وتقول اليونيسيف إنّ المشروع قد يساعد على تخفيف نسبة البطالة بين الشباب في لبنان، باستيعابه لشباب وشابات يعملون لبناء مستقبلهم، وبناء المهارات الحياتية والتعليم المهني والنشاطات التي تعزز التماسك الاجتماعي بين المجتمعات.

وتبرز أهمية مثل هذه المشاريع إذا وضعنا في الاعتبار أن نسبة البطالة بين الشباب في لبنان -الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 ويشكلون 19% من سكان البلاد- تصل إلى 34% بحسب إحصاءات البنك الدولي، كما تشير الإحصاءات إلى أن 6% فقط من اللاجئين السوريين من فئة الشباب بعمر 14 إلى 18 سنة يلتحقون بالمدارس، وذلك مما يزيد من خطر استغلالهم.

المصدر : الجزيرة