"نكسة كركوك".. عندما أجهضت إيران حلم الدولة الكردية

Members of Iraqi security forces are seen at an oil field in Dibis area on the outskirts of Kirkuk, Iraq October 17, 2017. REUTERS/Alaa Al-Marjani
القوات العراقية سيطرت بالكامل على مدينة كركوك وعززت وجودها في حقول النفط (رويترز)
                                                                                              الجزيرة نت-بغداد

وترى جهات كردية محسوبة على البارزاني أن "مؤامرة" بعض الأطراف وتدخل دولة مجاورة كان وراء ما وصفتها بـ"نكسة كركوك".

ولكن معارضي البارزاني يرون أن التطورات الأخيرة تمثل البداية نحو رسم خريطة طريق جديدة لمعالجة مشاكل الإقليم المتفاقمة.

ويعترف كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم بأن المؤامرة التي تعرض لها الإقليم أكبر من قضية الانسحاب من كركوك، بل تعدتها إلى إشاعة الفوضى والاقتتال.

وفي إشارة إلى إيران، اتهم محمود جهة إقليمية تدعم من وصفهم بمتطرفين من قوات الحشد الشعبي، بالسعي لإشعال حرب بين الأكراد وإلغاء مكتسبات الإقليم التي حققها خلال السنوات السابقة.

ولا يخفي أن "انتكاسة كركوك" كانت وليدة خلاف في وجهات النظر الكردية، لكنه أشار إلى أن "هذا الأمر كان متوقعا في مثل هذه الظروف".

وعن مصير نتائج الاستفتاء الذي لم تعترف بغداد بنتائجه، قال محمود "رغم أنه أصبح جزءا من الماضي، فإننا نفخر به وبنتائجه التي لا يمكن إنكارها، وإن اعتمادها مستقبلا يعد أمرا واردا".

وحول مصير البارزاني، أكد أنه سيبقى الرئيس الرسمي للإقليم إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أكد بطلان الاستفتاء، قائلا إنه "حصل في فترة زمنية ماضية وانتهت نتائجه".

وبناء على هذا الاتفاق انسحبت البشمركة من مدينة كركوك التي سيطرت عليها عام 2014، إثر اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية لمساحات واسعة في شمال وغرب العراق.

ويرى النائب عن حركة "كوران" الكردية مسعود حيدر أن التدخل الإيراني في المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك كان باتفاق مع أميركا التي رفضت إجراء الاستفتاء ونتائجه.

ويعتقد أن الوضع لم يعد في صالح الإقليم بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود إثر الإجراءات الصارمة من قبل الحكومة الاتحادية ودول الجوار وخصوصا إيران وتركيا.

ويعتقد حيدر أن دخول القوات العراقية إلى كركوك يعد "مفتاح الحوار" مع بغداد ومعالجة الخلافات دستوريا.

ولفت إلى أن حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني يتحملان مسؤولية ما جرى من تداعيات داخل الإقليم وخارجه، مشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة الإقليم ومراجعة السياسات السابقة.

بالمقابل، كشف مصدر مطلع في التحالف الوطني (الشيعي) أن الاتحاد الوطني الكردستاني طلب من إيران التدخل لإيجاد مخرج لأزمة الاستفتاء التي تورطوا فيها بضغط من البارزاني.

ولفت إلى أن حدة الخلافات الكردية أسهمت في تشظي المواقف تجاه الاستفتاء الذي "رفضته أطراف عديدة في الإقليم".

وأشار إلى أن "الاتفاق تضمن تسليم كركوك وآبار النفط، وإقالة المحافظ نجم الدين كريم من منصبه على أن يجري ترشيح شخصية تحظى بقبول بغداد وطهران، واتخاذ القرارات بالتوافق مع باقي مكونات المدينة من عرب وتركمان".

من جانبه، أكد القيادي في تيار الحكمة الشيعي فادي الشمري أن الاستفتاء بات من الماضي بعد أن فقد أبرز مقومات الانفصال المتمثلة بنفط كركوك.

وحول تقسيم الإقليم، قال الشمري "هناك جهات عازمة إلى إعلان السليمانية وحلبجة إقليما منفصلا عن أربيل ودهوك"، لكنه استدرك "أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة، نافيا في الوقت ذاته أن تكون كركوك ضمن هذا المخطط.

ويقول المحلل السياسي واثق الهاشمي إن نجاح ما سماها البراغماتية المعتدلة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني كانت وراء اتفاق تسليم كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى بغداد.

ولفت إلى أن الخلافات الكردية أجبرت البارزاني على التخلي عن مناطق كانت تحت سيطرته.

ويعتقد أن الأزمة الأخيرة أفقدت رئيس الإقليم شعبيته وقوته، وأن الانكسار الذي تعرض له سوف يفتح الباب أمام تغييرات كثيرة داخل الإقليم الذي يواجه خطر التقسيم.

المصدر : الجزيرة