هل تستعر نار الحرب من جديد في دارفور؟

جانب من قوات الدعم السريع ... االجزيرة نت
وصول نحو عشرة آلاف جندي من قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني إلى ولاية شمال دارفور (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

أثار وصول نحو عشرة آلاف جندي من قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني إلى ولاية شمال دارفور يوم الخميس حفيظة مجلس الصحوة الثوري (حرس الحدود) بقيادة الزعيم القبلي موسى هلال الذي يقاوم حملة حكومية لجمع السلاح.

وانتقل الأمر بوصول القوة الكبيرة إلى الولاية التي تشهد توترا أمنيا، من دائرة جمع سلاح المواطنين إلى احتمالات أخرى تبدو الحرب هي خطوتها الأكثر ترجيحا، حسب متابعين أمنيين.

ورغم عدم إعلان الحكومة أي اتجاه للدخول في حرب مع الزعيم القبلي المتحصن ببادية شمال دارفور، فإن منسوبين له تباروا في كيل الاتهامات للخرطوم بالسعي لتصفية هلال ومجموعته.

ولم يستبعد خبراء أمنيون حدوث مواجهات عسكرية وشيكة بين الصحوة وقوات الدعم السريع، قبل أن يحذروا من خطورة تجدد الاقتتال في الإقليم الذي بدأ يتعافى من حرب طويلة امتدت لأكثر من عشر سنوات.

‪قادة الصحوة يتخوفون مما يسمونه محرقة جديدة بدارفور مع قدوم قوات حكومية ضخمة‬ (الجزيرة)
‪قادة الصحوة يتخوفون مما يسمونه محرقة جديدة بدارفور مع قدوم قوات حكومية ضخمة‬ (الجزيرة)

محرقة جديدة
واستقبل شمال دارفور الخميس قوة هي الأكبر من نوعها من قوات الدعم السريع لتنفيذ أمرين هما حسم ما وصف بالتفلتات الأمنية وجمع السلاح المنتشر بأيدي المواطنين.

واعتبر علي مجوك المؤمن -وهو من قادة مجلس الصحوة- أن وصول قوات الدعم السريع يهدف إلى تنفيذ محرقة جديدة ثانية بإقليم دارفور "باستهداف الإثنيات العربية بعدما كانت الأولى في مواجهة القبائل الأفريقية".

وأضاف في تسجيل صوتي تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن الحكومة "تريد حرقنا وإبعادنا خارج السودان، وتسليم دارفور إلى أميركا أو لأحد من المقربين منها".

وكشف أن القوة التي وصلت إلى شمال دارفور "شكلت من أبناء ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق لتنفيذ المهمة، وأن الحكومة قد رصدت 20 مليار جنيه (نحو مليون دولار أميركي) لكل من يقتل موسى هلال".

كما اتهم المؤمن دولة لم يسمها بأنها من مد القوة العسكرية الموجودة بدارفور بأسلحة نوعية لم توجد عند القوات السودانية المختلفة من قبل، مهددا في الوقت ذاته الرئيس البشير ووالي شمال دارفور بنقل الحرب إلى الخرطوم واستهداف أسرهما حال مست قوات الدعم السريع أحدا من أفراد أسرة موسى هلال.

ويذهب هارون مديخير مستشار موسى هلال إلى الطريق نفسه الذي سلكه مجوك المؤمن حيث اتهم الحكومة بالتخطيط لإحداث فتنة كبرى في إقليم دارفور. وقال إنها لا تريد مطلقا استقرارا في الإقليم.

وقال للجزيرة نت إن القوة التي وصلت الفاشر لم تهدف إلى حسم التفلت الأمني، وإنما جاءت لتصفية إثنية معينة "وبالتالي مجلس الصحوة الثوري تفهم هذا الشيء، ونشر قوات مسلحة في كافة مناطق وجوده للتصدي لأي هجوم محتمل".

وما طرحه قادة مجلس الصحوة رفضه نائب رئيس لجنة الإعلام في البرلمان الطاهر حسن عبود الذي نفى بشدة دعاوى استهداف القوات العسكرية لمجموعات إثنية بعينها "بقدر ما يهدف أمرها إلى بث الطمأنينة في نفوس المواطنين لتسليم أسلحتهم".

‪معاش خليل محمد الصادق لا يستبعد أن تعرض الحكومة خيارات غير الحرب على الزعيم القبلي‬ (الجزيرة)
‪معاش خليل محمد الصادق لا يستبعد أن تعرض الحكومة خيارات غير الحرب على الزعيم القبلي‬ (الجزيرة)

بسط هيبة الدولة
وقال للجزيرة نت إن القوات وصلت لبدء جمع السلاح "بالقوة" بعد انتهاء مرحلة الجمع الطوعي في 15 من الشهر الجاري، لافتا إلى أن "الحكومة لن تتوانى في بسط هيبة الدولة وتنفيذ القانون دون أي استثناء".

وحول مجمل ما يحدث يتوقع الخبير العسكري الفريق معاش خليل محمد الصادق حدوث مواجهات مسلحة بين هلال والقوات الحكومية بعد استنفاد كافة المحاولات التفاوضية بين الطرفين.

ولم يستبعد في تعليقه للجزيرة نت أن تعرض الحكومة على الزعيم القبلي خيارات في الأيام المقبلة لتفادي الصدام العسكري "لأن الحكومة برأيي لا تملك أي خيار للتخلي عن جمع السلاح".

لكنه يقول إن المجموعات الرافضة لجمع السلاح هي من صنيعة الدولة ولن تكون ندا لها بأي حال من الأحوال، "لكن مع ذلك فإن أي اقتتال ستكون عواقبه وخيمة على الإقليم الذي خرج لتوه من الحرب".

المصدر : الجزيرة