انتصارات الساحل الغربي تضيّق الخناق على الحوثيين

جنود الجيش الوطني في طريقهم لجبهات القتال في الساحل الغربي الجزيرة نت
جنود الجيش الوطني في طريقهم لجبهات القتال في الساحل الغربي (الجزيرة)

 
ياسر حسن-عدن

ضيقت الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في الساحل الغربي لـ اليمن الخناق على مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حيث تقترب من "المخا" أبرز ميناء يزودها بالسلاح والدعم اللوجستي.

ويزيد من أهمية تلك الانتصارات أن قادة الجيش الوطني والمقاومة عازمون على المضي حتى السيطرة على المخا، ثم الوصول إلى "الحديدة" أكبر ميناء تحت سيطرة الحوثيين.

ويرى المحلل العسكري محمد جسّار تلك الانتصارات إستراتيجية، وقال "بعد استكمال السيطرة على معسكر العُمَرِي، أصبحت المعركة وسط منطقة الوازعيَّة التي لا تبعد من ميناء المخا غير 45 كيلومترا فقط، الأمر الذي يرفع معنوية الجيش الوطني، ويعطي رسالة لـ المجتمع الدولي أن الجيش الوطني أصبح قادرا على تحقيق الانتصارات على طريق تحقيق الهدف العام وهو استعادة شرعية الدولة بشكل كامل".

‪حاجز تفتيش للجيش الوطني بالقرب من ذو باب بالساحل الغربي‬ حاجز تفتيش للجيش الوطني بالقرب من ذو باب بالساحل الغربي (الجزيرة)
‪حاجز تفتيش للجيش الوطني بالقرب من ذو باب بالساحل الغربي‬ حاجز تفتيش للجيش الوطني بالقرب من ذو باب بالساحل الغربي (الجزيرة)

خطة
وأضاف جسار -في حديثه للجزيرة نت- أن خطة التقدم في الساحل الغربي "تأتي ضمن إستراتيجية عامة للحسم في كل الجبهات، ولن تنتهي بالسيطرة على ميناء المخا، بل تستمر للسيطرة على ما تبقى من موانئ بيد الحوثيين في الحديدة والصليف".

وينبه إلى أن مثل هذا التقدم سيجعل "كل المجال الحيوي والاقتصادي والعسكري تحت قيادة الحكومة الشرعية، فالجيش الوطني والمقاومة والسلطة الشرعية متفقون على خيار الحسم بعد أن تم طرق كل السبل للوصول للحل السلمي مع الحوثيين وحليفهم صالح".

‪الأحمدي: التقدم نحو الساحل الغربي والاقتراب من المخا يسهم بتسريع حسم المعركة‬ الأحمدي: التقدم نحو الساحل الغربي والاقتراب من المخا يسهم بتسريع حسم المعركة (الجزيرة)

 
‪الأحمدي: التقدم نحو الساحل الغربي والاقتراب من المخا يسهم بتسريع حسم المعركة‬ الأحمدي: التقدم نحو الساحل الغربي والاقتراب من المخا يسهم بتسريع حسم المعركة (الجزيرة)

 

تسريع الحسم
من جانبه، يرى الناطق السابق لمجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي أن التقدم على طول الساحل الغربي المؤدي إلى الحديدة قد تأخر كثيرا، وأرجع ذلك إلى "تدخلات دولية لا ترغب أن تُحسم الحرب في اليمن بهزيمة الانقلابيين، ورغبة في إبقائهم كطرف سياسي حاضر في أي تسوية قادمة".

وقال الأحمدي للجزيرة نت إن التقدم على طول الشريط الساحلي في البحر الأحمر "يقضي على مصدر تموين أساسي للانقلابيين، حيث يتم تهريب الأسلحة والتموين عبر ميناءي المخا والحديدة".

وإضافة إلى قطع الإمدادات عن الانقلابيين ـوالحديث للأحمديـ يقطع عنهم أيضا مصدر تمويل كبيرا "يتمثل في الجمارك والضرائب التي تؤخذ على البضائع والسفن في ميناء الحديدة، الأمر الذي سيؤدي إلى عزلهم في مناطق جبلية، تزيد من ضعف موقفهم وتتسبب في حدوث فشل وانهيار إدارتهم للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم، لاسيما مع عجزهم عن توفير رواتب الموظفين".
 
وأكد الأحمدي أن التقدم نحو الساحل الغربي وتحقيق انتصارات كبيرة والاقتراب من ميناء المخا "يسهم في تسريع حسم المعركة عسكريا وسياسيا لصالح الحكومة الشرعية".

‪الشريف: النصر يبدأ من تحرير تعز والساحل الغربي‬ الشريف: النصر يبدأ من تحرير تعز والساحل الغربي (الجزيرة)
‪الشريف: النصر يبدأ من تحرير تعز والساحل الغربي‬ الشريف: النصر يبدأ من تحرير تعز والساحل الغربي (الجزيرة)

أما غمدان الشريف السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء فيرى أن "النصر في اليمن يبدأ من تحرير تعز، والساحل الغربي"، وأضاف أن الانتصارات التي تحققت هناك "تأتي في إطار استكمال استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح".

وأشار إلى أن أهمية استعادة السيطرة على المواقع في الساحل الغربي تكمن في أنها تقطع الإمدادات عن المليشيات الانقلابية وتضيق الحصار عليهم وتمنع تهريب الأسلحة، كما أنها تعد بمثابة احتضار لتلك المليشيات وبداية نهايتها.

وأكد الشريف أن الحكومة ماضية في استعادة الدولة ومؤسساتها، وأن رئيس الوزراء وجه بصرف رواتب الموظفين بجميع المحافظات حتى التي ما زالت تحت سيطرة الانقلابيين.

المصدر : الجزيرة