النازحون بريف حمص يقاومون البرد بوسائل بدائية

نازحون / ريف حمص الشمالي / برد / سوريا
عائلة نازحة تجد مأوى في مبنى غير مجهز للسكن (الجزيرة نت)

جلال سليمان-ريف حمص

أصبح فصل الشتاء ضيفا ثقيلا على قرى ريف حمص الشمالي التي ترزح تحت حصار قوات النظام السوري منذ قرابة ثلاثة أعوام، فضلا عن مرارة القصف الروسي والسوري الذي سبّب نزوح المئات إلى بيوت مدمرة وخيام متهالكة. 

وآل سوء الأحوال بمحمد وعائلته إلى النزوح مع أولاده الستة من بلدة "حر بنفسه" إلى أحد المباني الحكومية المدمرة في منطقة الحولة، حيث سبق للطيران الروسي أن دمر المبنى قبل أشهر.

يقول محمد إن المسكن الحالي ليس سوى جدران اخترقتها القذائف، فهي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، لكنه حط رحاله بينها مرغما لعدم وجود مأوى آخر.

ويضيف أن المبنى الذي يسكنه ليس فيه أبواب، مما اضطره إلى سد كل منافذ الهواء بأكياس نايلون رقيقة، عسى أن تدفع عنهم موجة الصقيع.

وليس بمقدور محمد شراء وقود لأطفاله، فهم يعتمدون على ما جلبوه من منزلهم من بطانيات وملابس تساعدهم على تحمل برد الشتاء، وهو يجد نفسه محظوظا رغم هذا الشقاء قياسا إلى عائلات تقطن في خيام متهالكة، حيث تسقط على رؤوس قاطنيها كلما عصفت بها الريح.

النازحون يستخدمون وسائل بدائية لتدبير شؤون حياتهم اليومية (الجزيرة نت)
النازحون يستخدمون وسائل بدائية لتدبير شؤون حياتهم اليومية (الجزيرة نت)

غلاء الأسعار
من جهة أخرى، يتحدث تاجر المحروقات أبو الفوز عن صعوبة إدخال الوقود إلى ريف حمص الشمالي المحاصر، فقوات النظام المحيطة بالمنطقة تمنع إدخاله إلى مناطق سيطرة المعارضة، مما دفع التجار إلى تهريبه عبر طرق ترابية وعرة في مغامرات شاقة.

ونظرا لندرتها، ارتفع سعر المحروقات إلى الضعف، فسعر اللتر الواحد من المازوت (الديزل) يبلغ نحو ألف ليرة سورية (قرابة دولارين)، وهو سعر باهظ قياسا إلى مستوى الدخل في ريف حمص.

ويقول المسؤول الإغاثي في المجلس المحلي بريف حمص يحيى إبراهيم إن الهيئات الإغاثية ليس بإمكانها سوى تأمين بعض الاحتياجات الغذائية البسيطة للناس، ولا يمكنها تأمين وقود أو حطب للتدفئة، فالمساعدات المالية التي تصلهم قليلة جدا.

ويضيف أن النازحين الذين تتزايد أعدادهم يفتقرون إلى كل شيء، فبعضهم لا يملك حتى أغطية للنوم، فهناك ما لا يقل عن عشرين ألف نازح، وحتى العائلات التي تقيم في منازل تعاني من الفاقة.

وبحسب مصادر طبية، فإن عشرات الأطفال في ريف حمص مصابون بضيق تنفس والتهاب في المجاري التنفسية، بسبب البرد الشديد ولجوء الأهالي إلى حرق أكياس النايلون والبلاستيك والملابس البالية للتدفئة.

المصدر : الجزيرة