موسكو تشدد قوانين مكافحة "الإرهاب" والمعارضة تحتج

Prime Minister Dmitry Medvedev delivers his annual government report to the State Duma (lower parliament chamber) in Moscow, Russia, 17 April 2013.
مجلس الدوما أقر حزمة قوانين لمكافحة الإرهاب ورفض اثنين منها (أسوشيتد برس-أرشيف)

رانيا دريدي-موسكو

أقر مجلس الدوما (البرلمان) الروسي حزمة قوانين جديدة تتعلق بمكافحة "الإرهاب" في البلاد، حيث تم تشديد العقوبات بحق من يرتبط بالإرهاب والتطرف، مما أثار حفيظة المعارضة التي اعتبرتها مؤشرا على الاضطهاد السياسي، بينما اعتبر مسؤولون أن تلك القوانين ضرورية لمواجهة "الطابور الخامس".

وتخفض القوانين الجديدة سن المسؤولية الجنائية للأعمال الإرهابية من سن 16 عاما إلى 14 عاما، كما تفرض قيودا إضافية على المواطنين تحت ذريعة مكافحة النشاط الإرهابي، وتجبر شركات الاتصال والإنترنت على الاحتفاظ بكافة الرسائل والمكالمات الهاتفية والتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي لمدة نصف عام، على أن تقدمها للهيئات الأمنية عند الضرورة.

ورفض البرلمان الروسي المصادقة على قانونين، أحدهما يسمح بإسقاط الجنسية الروسية عن المتورطين في قضايا إرهابية ممن يملك جنسية مزدوجة، وآخر يمنع سفر المتهمين بالتطرف إلى خارج البلاد، وذلك لما أثاره مشروعا القانونين من ضجة في المجتمع الروسي وخاصة في أوساط المعارضة، ولتناقضهما مع القوانين الأخرى.

‪ياشين: القوانين الجديدة تستهدف‬ (الجزيرة)
‪ياشين: القوانين الجديدة تستهدف‬ (الجزيرة)

موقف المعارضة
واعتبرت المعارضة الروسية جملة القوانين الجديدة مخالفة للدستور، حيث قال إليا ياشين نائب رئيس حزب "بارناس" المعارض إن القوانين الجديدة تشكك في البنود الأساسية للدستور التي تضمن حقوق وحريات الإنسان، "فهي تطعن في الأحكام الدستورية المتعلقة بحرية الكلمة والحركة وحرية التعبير عن الرأي".

واعتبر ياشين أن هذه القوانين تستهدف المعارضة بشكل أساسي وأنها محاولة لاحتواء أنشطتها المناهضة للسلطة، مضيفا أن من شأن هذه القوانين أن تحد من حقوق المعارضة والمواطنين في التعبير عن الرأي ونقد السلطة.

وأضاف المعارض الروسي أنه في كل عام يتم اقتباس المادة 282 المعنية بالتطرف لتقديم تفسيرات أوسع، بحيث أصبح المواطن يسجن لمجرد نشر صورة أو تعليق على الإنترنت، وتابع أن "هذا يحمل علامات الاضطهاد السياسي".

بدورها اعتبرت السلطات الروسية تشديد قوانين مكافحة الإرهاب أمرا ضروريا، خاصة في ظل الحرب التي تخوضها ضد "الإرهاب"، وأكد النائب الروسي عن حزب "روسيا الموحدة" الحاكم إفغيني فيودوروف وجود قوى خارجية تسعى إلى تحقيق انقلاب في روسيا بمساعدة "الطابور الخامس" (مصطلح يطلق في روسيا على المعارضة غير المحسوبة على الكرملين).

وأضاف فيودوروف "لطالما كان الإرهاب الذي يهدد روسيا إرهابا خارجيا ويسعى إلى منح الطابور الخامس فرصة الاستيلاء على السلطة، سواء عن طريق الانتخابات أو الشارع أو بالطرق الأخرى، لذا فإن الطابور الخامس يخشاها".

ورغم صرامة بعض القوانين التي تم التصديق عليها من قبل مجلس الدوما، فإن فيودوروف يجدها مبررة، فهي ستساعد موسكو على تحقيق النصر ومواجهة ما أسماه الإرهاب الخارجي المتمثل في الولايات المتحدة وحلفائها، حسب تعبيره.

المصدر : الجزيرة