تخفيف مناهج التعليم بمصر.. ترضية أم تطوير؟

مدارس
لقطة من داخل إحدى المدارس المصرية (الجزيرة)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

أعلن مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم المصرية تخفيف وتعديل أغلب المناهج الدراسية للعام المقبل بنسب مختلفة، بلغت في بعضها 72%، وتراوح متوسطها ما بين 20% و25%، وهو الأمر الأول من نوعه الذي يجري بهذه الصورة.

وقد أجرت الوزارة من قبل تطويرا بالتخفيف والتعديل على مناهج هذا العام أثارت جدلا حينها لطبيعتها التي شملت مواضيع تاريخية ثابتة تحت مبرر نبذ العنف، إلا أنها حسب مراقبين لم تبلغ نصف ما تم تعديله بمناهج العام المقبل.

وقال وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني، خلال لقاء عقد أمس الثلاثاء بمقر الوزارة، إن "ما تم من تخفيف للمناهج سيكون مرضيا للرأي العام"، في حين قال رئيس لجنة تطوير المناهج حسن شحاتة إن "تخفيف المناهج لم يتم بشكل عشوائي وما تم حذفه هي الموضوعات التي استهلكت".

وشهدت الفترة الماضية مطالب واسعة من نشطاء وأولياء أمور بضرورة تطوير المناهج التعليمية والاستفادة من المناهج المعتمدة دوليا، كما شهدت انتقادات واسعة لما تم من تغيير في بعض المناهج، معتبرين أنه تمّ لأهداف سياسية ولم يراع مصلحة الطلاب.

أزمة توصيف

‪‬ دياب: الأزمة تكمن في التوصيف غير الصحيح لمشكلة التعليم(الجزيرة)
‪‬ دياب: الأزمة تكمن في التوصيف غير الصحيح لمشكلة التعليم(الجزيرة)

وفي هذا السياق، يرى المدرس محمد دياب في حديثه للجزيرة نت أن الأزمة تكمن في التوصيف غير الصحيح لمشكلة التعليم في مصر وحصرها بهذه الصورة في أزمة كمّ يحتاج إلى تخفيف، مضيفا أن تطوير التعليم لا يتوقف على تخفيف المناهج، بل يحتاج إلى تطوير المنهجية التي تعتمد في معظمها على الحفظ والتلقين بصورة سلبية ينتهي أثرها مع انتهاء العام الدراسي.

ويرجح دياب أن تعطى الأولوية لتحديد مواضيع معينة يُترك فيها للطالب ومدرسه فرصة اختيار المصادر التي تحقق التحصيل.

ويرى الباحث المهتم بالشأن العلمي والتنموي مجدي سعيد أن "الوزارة استجابت بهذا التخفيف لضغط أولياء الأمور الحالي بشأن المناهج وفضلت شراء رضاهم بالسير في الاتجاه الخطأ".

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أنه لا يوجد فهم حقيقي لجوهر مشكلة التعليم في مصر وهي "في طريقته وأجوائه وليست في مناهجه"، لافتا إلى توجه بعض أولياء الأمور نتيجة لذلك إلى منهجية "مونتسوري" (منهج تعليمي يراعي الإمكانيات والخصوصيات الفردية لكل طفل) في التعليم.

وتابع أن "بعض أولياء الأمور مرضى بالدروس الخصوصية، والوزارة مريضة بالجمود على أساليب وطرق بالية، ولا أحد حتى الآن يريد التغيير ونحن في حاجة إلى ثورة لتغيير طريقة التعليم ومن ثم طريقة التقويم (الامتحانات)".

ويرى سعيد أن جميع الأطراف تستفيد من استمرار الوضع القائم، مشيرا إلى العوائد المادية الناتجة عن الدروس الخصوصية وبيع الكتب الخارجية.

دوافع سياسية

‪‬ مكاوي: الخوف من أن يكون الهدف حذف موضوعات لأسباب سياسية(الجزيرة)
‪‬ مكاوي: الخوف من أن يكون الهدف حذف موضوعات لأسباب سياسية(الجزيرة)

في المقابل يرى الصحفي المختص بشؤون التعليم هاني مكاوي أن تخفيف المناهج مطلب مشروع لأولياء الأمور والطلاب كون المقررات العلمية والأدبية بها "حشو وتكرار غير مقبول".

ويضيف أن هناك مواضيع مكررة في مناهج اللغة العربية والدراسات والتربية الوطنية، مشددا على ضرورة تخفيف المناهج ومراعاة التسلل الزمني وتوافق المناهج كمًّا وكيفا مع المرحلة العمرية.

ويبدي الصحفي مكاوي تخوفه من أن تكون عملية التخفيف سياسية على حساب الثقافة الإسلامية والموضوعات التاريخية والجغرافية "التي لا تخدم النظام"، كأن تحذف موضوعات متعلقة بمنطقة سيناء مثلا أو بتاريخ الدولة العثمانية، أو كما حدث بحذف المرشح الرئاسي السابق محمد البرادعي من قائمة الحاصلين على جائزة نوبل.

المصدر : الجزيرة