هل تحصد حكومة الوفاق نتائج تحرير سرت؟

قوات البنيان المرصوص - هل ستحصد حكومة الوفاق الليبية نتائج تحرير سرت؟
من صفحة قوات عملية البنيان المرصوص الرسمية على فيسبوك (مواقع التواصل الاجتماعي)

هشام عبد الحميد-طرابلس

هزمت قوات البنيان المرصوص تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة سرت وسط ليبيا، بعد قتال دام سبعة شهور، سقط فيه أكثر من سبعمائة قتيل وثلاثة آلاف جريح منذ بدء العملية العسكرية. وفي ظل حسم المعركة، يبقى باب التساؤلات مفتوحا على مصراعيه بشأن ما بعد استعادة سرت.

وبينما يدرس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني -وفق عضوه محمد عماري زايد- مقترحا بتشكيل قوة لمكافحة الإرهاب نواتها من مقاتلي البنيان المرصوص، مازالت الآراء متباينة بشأن النتائج السياسية لدحر تنظيم الدولة في سرت.

يأتي ذلك في وقت يحذر مسؤولون ليبيون وغربيون من الإفراط في التفاؤل بعد القضاء على تنظيم الدولة في سرت، ومن إمكانية استغلال التنظيم للانقسام السياسي، واحتمال إعادة انتشاره في مناطق أخرى من ليبيا.

‪كاجمان: انتماء غالبية قوات البنيان المرصوص لمدينة مصراتة ساهم في خفض الاحتفاء بالنصر‬  كاجمان: انتماء غالبية قوات البنيان المرصوص لمدينة مصراتة ساهم في خفض الاحتفاء بالنصر (الجزيرة)
‪كاجمان: انتماء غالبية قوات البنيان المرصوص لمدينة مصراتة ساهم في خفض الاحتفاء بالنصر‬  كاجمان: انتماء غالبية قوات البنيان المرصوص لمدينة مصراتة ساهم في خفض الاحتفاء بالنصر (الجزيرة)

مردود ضعيف
ويرى عضو مجلس رئاسة حكومة الوفاق عبد السلام كاجمان أن ردود الفعل الدولية والمحلية على انتصار قوات البنيان المرصوص في سرت وإنهاء تنظيم الدولة كان ضعيفا وغير متوقعا.

وأرجع كاجمان -في تصريح للجزيرة نت- ضعف الاهتمام المحلي بما حققته قوات البنيان إلى أن الليبيين تعاملوا مع هذا الانتصار كملف سياسي وليس كمشروع وطني يدافع عن استقرار وأمن ليبيا، في ظل عديد المشاكل الاقتصادية والأمنية التي تضغط على واقع المواطن اليومي.

وأضاف أن انتماء غالبية قوات البنيان المرصوص إلى مدينة مصراتة غرب البلاد ساهم في خفض الاحتفاء بالنصر على تنظيم الدولة، بسبب أن مدينة مصراتة محسوبة على اتجاه سياسي معين، ولم تحل كثيرا من الملفات العالقة أبرزها عدم الإفراج عن السجناء الذين حكم القضاء ببراءة ساحة بعضهم.

‪الشلوي: ليس أمام قوات البنيان المرصوص فرصة غير الانضواء تحت حكومة الوفاق الوطني‬  
‪الشلوي: ليس أمام قوات البنيان المرصوص فرصة غير الانضواء تحت حكومة الوفاق الوطني‬  

قلق دولي
من جانب آخر، قال المحلل السياسي صلاح الشلوي إنه بالرغم من أن النصر الذي تحقق في سرت على تنظيم الدولة كان حاسما فإنه غير كاف في احتواء خطر "الإرهاب" أمنيا، وفي الحد من الانقسام الذي تعانيه ليبيا سياسيا.

وذكر الشلوي -في تصريح للجزيرة نت- أن ما يثير قلق المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأميركية الجديدة هو حالة الفوضى السياسية والأمنية التي تشهدها ليبيا، ما يسمح لتنظيم الدولة وجماعات متشددة أخرى أن تعيد انتشارها في مناطق أخرى رخوة من البلاد إن لم تكن سرت فغيرها.

وأكد المحلل السياسي أنه ليس أمام قوات البنيان المرصوص فرصة غير الانضواء تحت حكومة الوفاق الوطني، وعدم الخروج عليها ضمن أية مشاريع سياسية أخرى، وإلا ستعامل كأي طرف يحمل سلاحا خارج شرعية الحكومة.

وطالب الشلوي حكومة الوفاق بترتيب شؤون مدينة سرت المحلية عن طريق تفعيل الأجهزة الأمنية والخدمية، وإعادة إعمارها وتسكين أهلها فيها بإزالة الألغام وتوصيل الخدمات الأساسية، والتحقق من عدم وجود عناصر غريبة في المدينة.

‪الحصادي: انتصار قوات البنيان المرصوص على تنظيم الدولة داعم قوي لحكومة الوفاق الوطني‬  الحصادي: انتصار قوات البنيان المرصوص على تنظيم الدولة داعم قوي لحكومة الوفاق الوطني (الجزيرة)
‪الحصادي: انتصار قوات البنيان المرصوص على تنظيم الدولة داعم قوي لحكومة الوفاق الوطني‬  الحصادي: انتصار قوات البنيان المرصوص على تنظيم الدولة داعم قوي لحكومة الوفاق الوطني (الجزيرة)

عملية الكرامة
من جهته، تمنى منصور الحصادي نائب رئيس لجنة دعم الأمن والاستقرار ومكافحة "الإرهاب" بالمجلس الأعلى للدولة أن يكتشف المجتمع الدولي من هي القوى الحقيقية التي تكافح "الإرهاب" في ليبيا، من تلك التي توظفه سياسيا.

وشرح الحصادي -في تصريح للجزيرة نت- أن عملية الكرامة التي شنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ أكثر من سنتين بذريعة محاربة "الإرهاب" لم تحقق الاستقرار في عموم الشرق الليبي، وفي خصوص مدينة بنغازي.

وأكد عضو المجلس العلى للدولة أن انتصار قوات البنيان المرصوص على تنظيم الدولة داعم قوي لحكومة الوفاق الوطني، إذ أن عملية البنيان انطلقت بقرار من مجلس رئاسة حكومة الوفاق في مايو/أيار الماضي، بعد تشكيل غرفة عمليات لمحاربة التنظيم بين مدينتي مصراتة وسرت.

المصدر : الجزيرة