التهجير يتهدد أهالي حي الوعر بحمص

صور من تهجير أهالي حي الوعر (بالباصات الخضراء) إلى ريف حمص الشمالي
صور من تهجير أهالي حي الوعر إلى ريف حمص الشمالي في سبتمبر/أيلول الماضي (الجزيرة)

جلال سليمان-ريف حمص

 

أربعة أعوام من الحصار المطبق والقصف المتواصل مرت على قاطني حي الوعر بـحمص، تخللتها هدن عدة أبرمت بين المعارضة والنظام السوري منها ما كان برعاية الأمم المتحدة، ومنها ما كان دون وسيط بين الجانبين، إلا أن ذلك لم يمنع من فشلها جميعا، والسبب دوما تعنت النظام في تنفيذ ما كان يتوجب عليه من بنود تلك الاتفاقات.

ورفض النظام تنفيذ ما توجب عليه يعقبه تصعيد عسكري بقصف الحي، بغية دفع السكان للتخلي عن مطالبهم ليعود من جديد ويعرض الهدنة التي يضطر السكان لقبولها بفعل الحصار المضروب عليهم ومحدودية الإمكانات.

‪حي الوعر‬ حي الوعر (الجزيرة-أرشيف)
‪حي الوعر‬ حي الوعر (الجزيرة-أرشيف)

دوافع انتقامية
ويؤكد مصدر بالمعارضة المسلحة (رفض الكشف عن اسمه) في حي الوعر -خلال حديث لـ الجزيرة نت– أن النظام يريد من خلال هذه السياسة دفع سكان الحي للاستسلام، وإرغام المدنيين على التخلي عن فصائل المعارضة بالحي كحاضنة شعبية، وذلك من خلال إظهارها بمظهر العثرة في وجه الحياة الهادئة للسكان.

ويضيف أن السبب الثاني هو حالة التخبط والخلاف التي تعيشها قيادات النظام بشأن حي الوعر، حيث إن هناك شخصيات في النظام كمحافظ حمص وبعض القيادات العسكرية تريد إخراج المعارضة وإعادة الحي للنظام مع بقاء السكان فيه، وإعادة مؤسسات الدولة وغيرها وهدفها من ذلك جعل الحي خط دفاع عن أبرز مواقع النظام العسكرية في حمص كالكليات العسكرية الحربية والفنية الجوية والهجانة والمدرعات.

يأتي ذلك -وفق المصدر ذاته- بينما يرفض قسم آخر هذا الأمر وهم في الغالب من القيادات الشيعية وقيادات الدفاع الوطني التي تشارك في حصار الحي وقصفه وهي دوما السباقة لخرق أي هدنة في الحي، وأبرز تلك القيادات موجودة في قرية المزرعة ذات الغالبية الشيعية المجاورة لحي الوعر، والتي تريد دفع النظام لإقرار اقتحام الحي وتدميره على من فيه من مدنيين وعسكريين وغيرهم، وهدفهم جعل الحي امتدادا جغرافيا للقرى ذات الغالبية الموالية للنظام المحيطة في الحي، بالإضافة لهدف الانتقام بدوافع طائفية.

‪قصف سابق على حي الوعر‬  
‪قصف سابق على حي الوعر‬  

خيار المواجهة
من جهة أخرى، يقول قائد حركة تحرير الوطن التابعة للمعارضة العقيد فاتح حسون -خلال حديث للجزيرة نت- إن النظام عاجز في الوقت الحالي عن اقتحام حي الوعر، والتهديدات التي يطلقها بين الحين والآخر ما هي إلا لدفع سكان الحي والمعارضة للاستسلام له.

واعتبر حسون أن النظام غير قادر إلا على قصف الحي وتشديد الحصار عليه، وهي سياسة لم ينفك يستخدمها منذ خمس سنوات، ليس في حي الوعر فقط بل في كثير من المناطق السورية، مضيفا: إذا ظن النظام أنه بضغطه علينا سيدفعنا للاستسلام فهو واهم، ولن نسمح له أن يستكمل سياسته في التهجير وتغيير البنية الديمغرافية لمدينة حمص.

وعن الخيارات المتاحة أمام المعارضة، يؤكد العقيد أنه في حال أقدم النظام على محاولة اقتحام الحي "فسندافع عنه كما فعلنا طيلة الأعوام الماضية، وسنهاجم ثكناته العسكرية في ريف حمص إضافة لتدابير وإجراءات أخرى كرد على هذا الاقتحام، وبدورنا كمعارضة مسلحة نطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه المحاصرين".

 وفي ظل هذه التجاذبات، يبقى سكان حي الوعر يعيشون حالة الخوف والذعر الدائم من المصير المجهول الذي ينتظرهم خصوصا بعد التهديدات التي وجهها النظام بضرورة تسليم الحي، والخروج باتجاه الشمال السوري أو تسليم الحي وتسوية أوضاعهم لدى النظام.

المصدر : الجزيرة