خيارات المعارضة العسكرية والسياسية في حلب

Syrian government soldiers walk amid rubble of damaged buildings, near a cloth used as a cover from snipers, after they took control of al-Sakhour neighborhood in Aleppo, Syria in this handout picture provided by SANA on November 28, 2016. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE.
قوات النظام السوري بحي الصاخور بحلب قبل يومين (رويترز)

فادي جابر-غازي عنتاب

الموت هو المشهد الوحيد في حلب، تعددت طرقه وأسبابه لكنه يظلل جميع السكان (260 ألفا) المحاصرين، وربما يبعده عنهم مؤقتا بشكله البربري على شاكلة مجازر العصور الوسطى صمود عدة آلاف أو مئات من المقاتلين المنهكين بسلاحهم الخفيف.

وخلال أيام قليلة تقدمت المليشيات الطائفية الموالية للنظام السوري وبقايا قواته المسلحة تحت غطاء روسي في مناطق المعارضة السورية في حلب الشرقية.

تقدم سبقه ورافقه قصف بجميع أنواع الأسلحة، وقبل ذلك كله حصار خانق لأشهر بعد السيطرة على منافذ المنطقة وعدم نجاح المعارضة خارج المدينة في كسره بعد محاولتين لم يكتب لهما النجاح.

الأسمر: بمرور الوقت ستقل القدرة القتالية والنارية للمعارضة (الجزيرة)
الأسمر: بمرور الوقت ستقل القدرة القتالية والنارية للمعارضة (الجزيرة)

الخيارات العسكرية
ويؤكد الخبير العسكري فايز الأسمر أنه في ظل الحصار والتجويع والقصف المستمر والأرض المحروقة وعمليات الاستنزاف لذخيرة المعارضة التي يقوم بها النظام من خلال أعمال المناوشات والتصعيد على الجبهات، سيزداد الوضع سوءا.

وبيّن الأسمر أنه بمرور الوقت ستقل القدرة القتالية والنارية للمعارضة وبالتالي يبدأ النظام بالاقتحامات البرية مع إمكانية مقاومة أقل إذا لم يتم إسعافهم وكسر الطوق من الريف الغربي والجنوبي.

وأوضح للجزيرة نت أن الخيارات محدودة أمام المعارضة في مثل تلك الظروف، وهي ستقتصر على الدفاع عن مواقعها دفاعا تأخيريا، كما شدد على ضرورة الاقتصاد في استهلاك الذخيرة والاعتماد على القنص والدفاع بعمق عن تلك المناطق والمناورة السريعة بالنار والحركة ومعرفة مسلك الشوارع والأزقة ومفترقات الطرق بأقل عدد من العناصر وتغطيتها ناريا.

وبحسب الأسمر فإن من المهم تفعيل الكمائن والكمائن المضادة للدبابات والإغارات الليلية على مواقع النظام واستدراجها لمناطق القتل وأيضا بناء جهاز نيران يغطي أحياءهم للتصدي لمحاولات الخرق وتكبيد القوات خسائر فادحة.

‪حركة نزوح واسعة لسكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة‬  (الجزيرة)
‪حركة نزوح واسعة لسكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة‬  (الجزيرة)

مشاورات سياسية
من جهته أكد الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض يحيى مكتبي للجزيرة نت أن المعارضة بشقها السياسي تسعى وفق ما هو متاح الآن للقيام بمشاورات مع عديد من القوى السورية العسكرية والمدنية، بالإضافة للتواصل مع الدول الصديقة والشقيقة.

ويرى مكتبي أنه في الوقت الذي قدمت فيه المعارضة ما ينبغي تقديمه لدفع العملية السياسية ووقف شلال الدم وبدء صفحة جديدة بتاريخ سوريا، فإنه للأسف هناك ضبابية وتردد في موقف أصدقاء الشعب السوري وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تتخذ مواقف حاسمة وخاصة بعد صفقة تسليم النظام السوري أسلحته الكيميائية بعد مجزرة الغوطة الشهيرة عام 2013، وهي صفقة وصفها مكتبي بالمشبوهة.

ويؤكد مكتبي وجود إرادة عند دول صديقة وشقيقة للمساعدة والمساندة من جهة تسليح المعارضة بالسلاح اللازم للدفاع عن نفسها لكنها تصطدم بالفيتو الأميركي.

إعادة قراءة
أما الصحفي مصطفى السيد فيرى أن أمام المعارضة فرصة الآن لقراءة المشهد السياسي وإعادة بناء المعادلات للوصول إلى بلد يتبنى سيادة الشعب، موضحا أن على المعارضة العودة إلى طريق أساسي، وهو الخيار السلمي الواضح للتغير وعدم الانجرار إلى معارك يريدها النظام أو الحلفاء.

ويضيف السيد في حديثه للجزيرة نت أن جراحات السوريين العميقة تحتاج إلى معالجات مختلفة جذريا عن طرق المعالجة السابقة التي أدت للكوارث المتتالية.

كما شدد السيد على أن المطلوب هو خيارات بناءة سلمية تستطيع نزع عناصر القوة من يد الدكتاتورية دون إعطاء الذريعة لقوى الدكتاتورية والفساد للفتك بالأبرياء.

ويطالب السيد المعارضة بأن تعلن بوضوح عدم القبول بالتدخل الأجنبي على الأراضي السورية من كافة الأطراف سواء كانوا أفرادا أو جهات دولية رسمية، والمطالبة بانسحاب كافة الأطراف الخارجية من الأراضي السورية، وإعادة المهجرين المدنيين إلى مدنهم وقراهم ووقف عمليات التطهير العرقي.

المصدر : الجزيرة