بدائل جسور الفرات المدمرة بسوريا

مادة عن دير الزور / بدائل جسور الفرات المدمرة
سوريون ينقلون سياراتهم على قوارب بدائية الصنع بعد أن تهدمت جسور الفرات (ناشطون)

الجزيرة نت-خاص

بعد أن كانت تمثل لهم شبحا قاتلا يهدم بيوتهم ويفجر قراهم، يحاول السوريون تغيير الصورة المرتبطة بالبراميل المتفجرة التي استخدمها النظام، وذلك عبر تحويلها إلى وسائل نقل مائية، بعد أن دمرت طائرات التحالف الدولي والطيران الروسي الجسور الواقعة فوق أنهار دير الزور (شرقي سوريا).

يتحدث أبو حسان مبتسما وهو يرش الماء على مجدافه الخشبي عن حساسية السوريين من البراميل لأنها ارتبطت بالبراميل المتفجرة التي يرميها النظام السوري في كل مكان، لكننا استفدنا من هذه البراميل الفارغة، وقمنا بربطها بحبال قوية لتكون جسورا عائمة يعبر الناس فوقها للضفة الثانية من نهر الفرات.

وأضاف أنها رخيصة جدا، وتستطيع أن تصنع منها خلال يومين جسرا عائما من هذه البراميل وخاصة بين جزر النهر.

ولأن الحياة لا يمكن أن تتوقف على ضفتي نهر تاريخي كالفرات، فإن السوريين استعاضوا عن تلك الجسور بقوارب مختلفة الأحجام وبدائية الصنع لنقل مختلف الاحتياجات ابتداء من البشر مرورا بالبضائع والأكل.

كما ازدهرت حركة النقل عبر هذه الأدوات، فهناك النقل الخاص والجماعي يأخذك إلى الضفة التي تريد بمبلغ لا يتجاوز ثلاثمئة ليرة سورية (نحو نصف دولار).

رحلات محفوفة بالمخاطر يخوضها سكان دير الزور للتنقل بين ضفاف النهر (ناشطون)
رحلات محفوفة بالمخاطر يخوضها سكان دير الزور للتنقل بين ضفاف النهر (ناشطون)

حاملة سيارات
لم يقتصر النقل المائي الذي لجأ إليه السوريون على نقل الناس والبضائع، بل تجاوزه لنقل السيارات عبر قوارب معدنية بدائية الصنع.

ويشير محمد -وهو أحد ملاك هذه القوارب- إلى أن معظم وسائل النقل النهري موجودة منذ زمن بعيد، لكن قل استعمالها لوجود الجسور، مضيفا أن هذه القوارب مكلفة نوعا ما، وفيها مخاطرة أحيانا فقد تنقلب وتغرق المركبات التي تحملها.

ولتفادي حدوث كارثة مثل هذه، يلجأ أصحاب هذه السفن إلى ربطها بكيبل معدني بين الضفتين تشده محركات أو سيارات مخصصة لهذا العمل.

ويتابع محمد أنه لا غنى عن الجسور، إذ إن القوارب تحل جزءا من المشكلة، لكنها مكلفة أكثر، خاصة الشاحنات الكبيرة التي يتطلب نقلها مراحل تبدأ بتفريغها من حمولتها في قوارب أو معديات، ومن ثم تحميلها في سيارات أخرى، الأمر الذي يحتاج إلى جهد ووقت وتكلفة ليست قليلة.

حلول مجدية
أما رائد -الذي يسكن في قرية على ضفة الفرات الشمالية لكن عمله في الضفة المقابلة- فقد شعر بالعزلة بعد أن تهدمت الجسور الواصلة بين الضفة التي يعيش بها والشامية في الضفة الأخرى التي تعد امتدادا لبادية الشام.

وبات الذهاب إلى العمل والعودة منه يستغرق وقتا أطول وكلفة مادية أكثر، فضلا عن أن نقل بعض الأغراض أصبح مشكلة، ويحتاج نقلها إلى حافلة، ومن ثم قارب، وحافلة أخرى على الضفة الثانية.

لكن رائد يرى أن هذه القوارب أبقت على عمله ومصدر رزقه، وإن طالت المسافة وارتفعت أسعار معظم المواد بعد تكسير الجسور.

ويسير نهر الفرات في سوريا نحو ستمئة كيلومتر، منها نحو 280 في دير الزور وحدها، وبتدمير هذه الجسور باتت ضفتا الفرات شبه معزولة عن بعضيهما من ناحية عبور السيارات الثقيلة، وجاء استهداف الجسور بحسب ناشطين بهدف قطع طرق إمداد تنظيم الدولة الإسلامية بين مناطق سيطرته شرقي سوريا.

وخلال خمسة أيام فقط، دمرت طائرات التحالف الدولي والطائرات الروسية أكثر من ستة جسور في ريف دير الزور (شرقي سوريا) الذي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية عليه بالكامل، وهناك اثنان من هذه الجسور فوق نهر الفرات، هما جسرا الميادين والعشارة اللذان دمرهما الطيران الروسي، وتعد من أهم جسور المنطقة، إضافة إلى جسر فوق نهر الخابور، وجسور أخرى فوق ممرات مائية تربط مناطق المحافظة ببعضها بعضا.

المصدر : الجزيرة