فوضى وتمرد على ترامب بين قيادات الحزب الجمهوري

Republican U.S. presidential nominee Donald Trump listens as Democratic nominee Hillary Clinton answers a question from the audience during their presidential town hall debate at Washington University in St. Louis, Missouri, U.S., October 9, 2016. REUTERS/Rick Wilking TPX IMAGES OF THE DAY
ترامب يتراجع أمام منافسته كلينتون قبل نحو شهر من انتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)
وجد وقفي-واشنطن
أثار التسجيل الصوتي لـدونالد ترامب (مرشح الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري) فوضى عارمة وموجة استنكار وإدانات من جانب الحلفاء قبل الخصوم، بسبب ما اعتبر أنه تحرش جنسي وسلوك مهين تجاه النساء من قِبل ترامب.

وفور تسرب الشريط الذي يرجع تاريخ تسجيله لعام 2005, توالت ردود فعل شخصيات جمهورية غاضبة تندد بنظرته للنساء. وسادت موجة تمرد عارمة على ترامب لدى قيادات بارزة أعلن بعضها التراجع عن تأييده، ومنهم كوندوليزا رايس المستشارة السابقة للأمن القومي، وكل من جون مكين ومت رومني آخر مرشحين للرئاسة قبل ترامب عامي 2008 و2012 على التوالي.

وحتى الآن، قال أكثر من ١٦٠ قياديا بالحزب الجمهوري إنهم لن يصوتوا لترامب، وتشمل هذه اللائحة وزراء سابقين وحكام ولايات ومشرعين بمجلسي الشيوخ والنواب، كما تشير التوقعات إلى انضمام أعضاء جدد للقائمة.

ووصلت حالة الفوضى والتخبط لدى الجمهوريين إلى حد المطالبة بانسحابه من السباق الرئاسي، الأمر الذي رفضه ترامب مؤكدا استحالة حدوثه -في تغريدة على تويتر أبدى فيها عدم رغبته بالانسحاب- لا بل اتهم نجوم الحزب الجمهوري الذين تنصلوا منه بالخونة.

الدبلوماسي السابق نبيل خوري يعتقد أنه رغم نجاح ترامب في تشتيت الانتباه عن فضيحته الأخلاقية خلال المناظرة الثانية مع منافسته كلينتون الأحد الماضي، فإنه نهاية المطاف سوف يدفع الثمن

خسارة مزدوجة
وقد يكون تصريح أمس الاثنين لـبول رايان رئيس مجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية أكبر صفعة في وجه ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث أعلن أنه لن يدافع عن ترامب ولن يرافقه إلى محطات حملته الانتخابية، وأن تركيز الحزب الجمهوري سوف ينصبّ الآن على الحفاظ على الأغلبية في الكونغرس.

هذا التخلي من قبل رئيس مجلس النواب عن المرشح الرئاسي للحزب غير معهود، ويشكل سقطة للحزب برمته تشي بانقسامات واسعة في صفوفه قد لا يتعافى منها بعد انتهاء الانتخابات.  

ويرجح مراقبون جمهوريون أن يساهم تخلي نجوم من الحزب عن ترامب في إلحاق الضرر بحظوظه في انتزاع البيت الأبيض من الديمقراطيين.

نبيل خوري -الدبلوماسي السابق خلال عهد بوش الابن- يعتقد أنه رغم نجاح ترامب في تشتيت الانتباه عن فضيحته الأخلاقية خلال المناظرة الرئاسية الثانية التي جمعته بمنافسته كلينتون الأحد الماضي، فإنه نهاية المطاف سوف يدفع ثمن هذه الفضيحة.

وأضاف خوري موضحا أن "قوة ترامب الانتخابية تكمن في اليمين الجمهوري المحافظ والمتدين عموما، ما يرجح أنه سيتأثر سلبا نظرا لطبيعة فضيحته الاخلاقية حتى لو أدى ذلك لخسارتهم السباق نحو البيت الأبيض. ويؤكد ذلك مثلا أن عائلة بوش برجالها ونسائها أعلنت أنها لن تصوت لترامب".

سبب آخر يفسر تمرد عدد كبير من الجمهوريين على ترامب -وفق ما يرى خوري- هو رغبتهم الجامحة للاحتفاظ بالأغلبية بالكونغرس، وهو ما يتطلب منهم النأي بأنفسهم عن ترامب لكي يتم انتخابهم مجددا في نفس يوم الاقتراع الرئاسي في ٨ نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي سيشهد أيضا انتخابات تشريعية تشمل مقاعد مجلس النواب الـ٤٣٥، إضافة لـ٣٤ مقعدا من أصل مئة بمجلس الشيوخ.

‪بليكمان: الجمهوريون يخشون انتقام الناخبين‬  (الجزيرة)
‪بليكمان: الجمهوريون يخشون انتقام الناخبين‬  (الجزيرة)

قفزة النجاة
ويرى الجمهوري برادلي بليكمان -وهو مستشار رئاسي سابق- أن الجمهوريين من أعضاء الكونغرس الذين صرحوا بأنهم لن يصوتوا لترامب قفزوا من سفينته لأنهم يريدون النجاة بأنفسهم، ويخشون أن يحاول الناخبون  الانتقام منهم خلال الانتخابات التشريعية إذا استمروا بتأييد ترامب.

وأضاف بليكمان "صحيح أن لدى الجمهوريين خشية كبيرة من مغبة خسارة البيت الأبيض، لكنهم أيضا لا يريدون خسارة الأغلبية بمجلس الشيوخ، في حين ترجح الاستطلاعات المحلية احتمال احتفاظهم بالأغلبية في مجلس النواب".

وتبقى الأيام المقبلة غاية في الأهمية من حيث تحديد وجهة الانتخابات، حيث سيعمد الجمهوريون لمراقبة استطلاعات الرأي المقبلة، وسيتم بناءً عليها تحديد مواقف عدد كبير منهم.

لكن المؤكد أن الحزب الجمهوري قد وصل لوضع مقلق، ففي تاريخ الذاكرة المعاصرة في الولايات المتحدة لم يسبق وأن نأى قياديون في حزب ما بأنفسهم عن مرشحهم للرئاسة لدرجة مطالبته بالانسحاب من السباق قبل أقل من شهر على يوم الاقتراع.

المصدر : الجزيرة