إيقاف فيسبوك المجاني يجدد المخاوف بمصر

تصميم عن إغلاق السلطات المصرية الفيسبوك
موقع فيسبوك يرفض طلبات متكررة من الحكومة المصرية بالنفاذ لبيانات المستخدمين (الجزيرة)
الجزيرة نت-القاهرة
 
أعاد قرار وقف برنامج مجاني لخدمات فيسبوك، الأربعاء الماضي من 2015، للأذهان ما جرى صبيحة جمعة الغضب الأولى يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، حينما قطعت السلطات خدمات الاتصالات والإنترنت عن المصريين.
 
وكانت شركة "اتصالات مصر" للهاتف المحمول أعلنت عن وقف خدمات فيسبوك المجانية بشبكتها عقب حملة تسويقية ضخمة أطلقتها منذ شهرين للترويج للخدمة.

وتزامن ذلك مع حجب موقع العربي الجديد بمصر، في سابقة لم تحدث مع موقع إخباري من قبل، الأمر الذي أثار ردود فعل للنشطاء والمتابعين ربطت بين الحدثين وبين ذكرى ثورة يناير التي اقترب موعدها.

وذكر موقع "ذي فيرج" theverge، المتخصص في شؤون الاتصالات والتكنولوجيا العالمية، أن إدارة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أكدت أن مصر أوقفت برنامج توفير خدمات الإنترنت المجانية لأكثر من ثلاثة ملايين مصري.

وأعرب مسؤولو الموقع الاجتماعي الأشهر عن خيبة أملهم بسبب إغلاق البرنامج، وطالبوا بــ"تسوية الموقف قريبا" حتى يمكن استعادة عمله.

لا ضغوط سياسية
مصادر بوزارة الاتصالات قللت من الجدل الدائر حول انقطاع الخدمة، وأوضحت في تصريحات للجزيرة نت أن الخدمة تم تدشينها بموافقة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وليست على أية حال خدمة مفتوحة للأبد، لأنها تخل بمبدأ المنافسة المشروعة، وتمنح شركة أفضلية عن الأخريات.

ونفت تلك المصادر ذاتها وجود أية أبعاد سياسية في الموضوع، وقالت إن المنافسات التجارية الجارية بين الشركات تدفع غالبا إحداها للشكوى من عرض ما تقدمه منافستها، وهو ما يكون محل بحث مسؤولي جهاز الاتصالات، ومن ثم وقفه أو عدم التمديد له كما جرى في وقائع سابقة.

واستدلت تلك المصادر على صحة وجهة النظر الرسمية بما فعلته هيئة تنظيم الاتصالات الهندية، التي أرسلت أمرا بوقف خدمة الإنترنت المجاني التي تقدمها فيسبوك عبر شركة "ريليانس كومينكيشنز" للاتصالات رابع أكبر مشغل في الهند، وهو القرار الذي سيبقى قائما إلى حين التأكد من أن خدمة فيسبوك للإنترنت المجاني لا تنتهك خطة حياد الإنترنت.

الخبراء يشككون
الخبير التقني وعضو مجلس إدارة شعبة الحاسبات بالاتحاد العام للغرف التجارية سابقا، هشام عبد الغفار، أعرب عن قلقه من عدم منطقية التصريحات المتعلقة بهذا الشأن، وقال إنه إذا كانت إدارة موقع فيسبوك تعرف أن العرض محدد المدة لأجل شهرين فلماذا تشتكي من وقف الخدمة بمصر؟

مستخدمون سخروا من إيقاف السلطات المصرية خدمة فيسبوك المجانية
مستخدمون سخروا من إيقاف السلطات المصرية خدمة فيسبوك المجانية

وأضاف على صفحته بموقع فيسبوك "مبادرة freebasics.com هي أحد مكونات برنامج الإنترنت المجاني الذي يريد موقع فيسبوك توفيره للدول الفقيرة وحدد منها 37 بلدا منها مصر، فكيف تكون إدارة فيسبوك تسعى لإدخال الإنترنت المجاني لمصر بشكل دائم، وفي نفس الوقت توافق على عرض لمدة شهرين فقط ؟"

وأعرب عبد الغفار عن دهشته من قيام شركة كبرى كاتصالات مصر بالإنفاق الضخم على عرض لمدة شهرين فقط، مشيرا إلى أن الذي أوقف الخدمة بالهند هو جهاز تنظيم الاتصالات الهندي، وليس الشركة بسبب تفضيل القائمين على الخدمة هناك مواقع على أخرى، وهو ما يؤدي لانتهاك سياسة الحيادية التي تحرص عليها السلطات.

واختتم الخبير التقني تعليقه بقوله "واضح أن هناك مناخا للتضييق على الحريات في الوقت الراهن وواضح أن فيسبوك أصبح هدفا للتضييق".

شركة "اتصالات مصر" من جهتها، أصدرت بيانا يتوافق مع التصريحات الرسمية الصادرة في كون عرض فيسبوك المجاني مؤقتا وفق التصريح الذي حصلت عليه الشركة من الجهاز القومي للاتصالات، وهو ما أعلنته الشركة منذ البداية أنه سيتم بعدها دراسة البدائل المتاحة لتقديم عروض مميزه للمستخدمين.

واعتبر بعض مستعملي الخدمة أن سبب إيقاف البرنامج المجاني لخدمات فيسبوك يرجع لخلافات بين إدارة الموقع وبين الحكومة المصرية التي قدمت طلبا للموقع للنفاذ لبيانات المستخدمين، وهو ما رفضه موقع فيسبوك مرارا. وتباينت ردود ذلك الجمهور بين السخرية من القرار وبين قبوله إعلاء للمصلحة العليا للوطن، على حد قول بعضهم.

وعلق سامي زيد "أعتقد أنهم أوقفوا الخدمة من باب الاحتياط لحين فهم ماهية هذه الخدمة أصلا" بينما علق خالد حسين "فيسبوك موقع مشبوه مرتبط بوكالة المخابرات الأميركية، وهو لم يطلق هذه المبادرة من أجل عيون الفقراء فى مصر، ولكن من أجل أهداف أخرى مشبوهة، لذلك أغلقته كل من الهند ومصر".

المصدر : الجزيرة