النظام السوري يقدم منازل مؤيديه بالساحل للروس

جندي روسي يقف أماملوحة تحمل صورة بشار الأسد بطرطوس
صورة يتداولها ناشطون لجندي روسي يقف أمام صورة بشار الأسد في طرطوس

بنان الحسن-اللاذقية 

بدأ بعض مؤيدي النظام السوري في اللاذقية التذمر من الانتشار الروسي المعلن بمنطقة الساحل، خاصة مع ورود تقارير تشير إلى بدء مناورات عسكرية روسية الأسبوع المقبل، حيث عمدت عناصر النظام إلى الاستيلاء على منازل بعض المؤيدين هناك ليسكن فيها الوافدون من الجنود والخبراء الروس.

وتزداد التكهنات عن ماهية الدور الروسي في المنطقة، حيث يبدو هذا الانتشار مزعجا للسيدة كريمة التي استولى النظام على بيتها في منطقة صلنفة دون سابق إنذار، من أجل إحلال عائلات روسية فيه.

وتقول كريمة إنها كانت تظن في بداية الثورة أن الساحل كله سيصبح ملكا للطائفة العلوية، حيث قالت لزميلتها في العمل (من الطائفة السنية) أنها ستحصل على بيتها الكائن في حي الصليبة باللاذقية، ولم تتصور يوما أن يؤخذ منها بيتها على يد النظام الذي قدمت له ولدها ليُقتل في إحدى المعارك ضد المعارضة.

ويشكو أبو حاتم من فقدان فندقه السياحي الواقع في مدينة صلنفة، ويقول إن عناصر النظام استولوا عليه لإسكان خبراء روس وصلوا حديثا مع معدات وآليات عسكرية وصواريخ، حيث يقول ناشطون إن حركة نقل هذه الأسلحة من مرفأ طرطوس إلى اللاذقية لم تتوقف في الأسبوع الحالي بعيد منتصف الليل، لعدم لفت النظر، على حد قولهم.

‪النظام يستولي على منازل بمنطقة صلنفة التي تتسم بالرفاهية والجاهزية التامة ليقدمها مباشرة للروس‬ (الجزيرة)
‪النظام يستولي على منازل بمنطقة صلنفة التي تتسم بالرفاهية والجاهزية التامة ليقدمها مباشرة للروس‬ (الجزيرة)

وجود مألوف
ولا يرى الناشط علاء أحمد في الوجود الروسي بمنطقة الساحل السوري أي غرابة، ويصفه بأنه قديم جدا ومألوف، حيث إنهم متواجدون كخبراء وعسكريين في أحياء المشروع السابع وبساتين الريحان وطريق الثورة، ولكنه يعتقد أن النظام السوري لن يجلب المزيد من الروس إلى مدينة اللاذقية التي "امتلأت" بالإيرانيين وعناصر حزب الله.

ويتوقع أن تكون للروس قواعدهم الخاصة في ريف اللاذقية وميناء طرطوس ومطار حميميم بجبلة، والذي يشهد حاليا أعمال توسعة وبناء مركز تنصت متطور، حسب قوله.

وللانتشار الروسي في الساحل دلالات إيجابية بحسب الخبير العسكري أحمد رحال، إذ يرى أنه إشارة إلى اقتناع روسيا بضعف النظام مما دفعها للسيطرة المباشرة على المنطقة الأهم إستراتيجيا لها على البحر المتوسط، خاصة أنها لم تسلم آلياتها لجيش النظام.

ويستنتج من ذلك قرب الوصول لمرحلة التسويات الأخيرة وتقسيم سوريا، أو العمل على تدريب جيش النظام وإعادة تأهليه بغطاء جوي متطور.

وبالرغم من عدم اعتراف روسيا بوجود قوات لها في سوريا، فإن رحال يؤكد تسلم روسيا ملف الدفاع عن الساحل السوري، ومن ثم فهي تعمل الآن بالاتفاق مع  النظام على الاستيطان في ريف اللاذقية، وذلك بالاستيلاء على بيوت مؤيدي النظام في منطقة صلنفة التي تتسم بيوتها بالرفاهية والجاهزية التامة.

المصدر : الجزيرة