بيروت تغرق في النفايات

حسن الحاف-بيروت

 
ما كاد عيد الفطر ينتهي حتى غصّت شوارع العاصمة اللبنانية بيروت ومختلف مناطق جبل لبنان بآلاف الأطنان من النفايات التي فاضت عن الطاقة الاستيعابية للحاويات الموزّعة في مختلف الشوارع.

وقد انتهى العقد الموقع مع شركة "سوكلين" المكلفة بجمع ومعالجة النفايات في منطقة بيروت وجبل لبنان، ولم يتم تكليف شركة جديدة بالقيام بهذه المهمة.

ويتزامن هذا الوضع مع إقفال مطمر الناعمة من قبل الأهالي نظراً لمضاره الصحية والذي كان يستوعب نفايات بيروت والقسم الأكبر من جبل لبنان.

وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق أكد في تصريحات صحفية خلال اليومين الماضيين أنه استنفد كل الحلول الممكنة لمنع المشكلة من التفاقم، متوقعاً أن "يفرض موضوع النفايات نفسه على مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، من دون أن يعني ذلك بالضرورة التغطية على موضوع آلية عمل الحكومة".

وترفض البلديات خارج بيروت ما طرحه المشنوق كحل مؤقت والمتمثّل في فتح مطامر فيها لاستقبال نفايات العاصمة.

وحسب المشنوق فقد تم طرح مناقصة جديدة لبيروت لمدة 15 يوماً من أجل استدراج عروض لتكليف شركة جديدة -بدل سوكلين- بملف جمع ومعالجة النفايات، ولكن لم تتقدّم أي شركة لهذه المناقصة.

وتوضح مصادر شركة سوكلين للجزيرة نت أن عقدها مع الحكومة انتهى يوم 17 يوليو/تموز الجاري.

‪أكوام النفايات تملأ أغلب شوارع بيروت لليوم الثاني‬ (الجزيرة)
‪أكوام النفايات تملأ أغلب شوارع بيروت لليوم الثاني‬ (الجزيرة)

كنس الطرقات
وتضيف هذه المصادر أن الشركة واصلت كنس النفايات من الشوارع وجمعها من صباح الجمعة حتى ليل الأحد. كما واصلت الفرز في المعامل المخصصة لذلك في منطقتي العمروسية والكرنتينا، لكن من دون إرسالها إلى مطمر الناعمة المقفل.

وقد أدى هذا الوضع إلى امتلاء المعامل بالنفايات "مما اضطرّنا إلى إيقاف عملية الجمع والاكتفاء تالياً بكنس الطرقات".

وتوضح مصادر الشركة أن مسؤوليتها انتهت وأن ما تقوم به اليوم ينطلق من إحساسها بالمسؤولية تجاه بيروت، وتلفت إلى أنها "لم تبلغ حتى اليوم بأي تعليمات جديدة من الجهة الرسمية المكلفة التواصل معها وهي مجلس الإنماء والإعمار التابع لرئاسة الحكومة اللبنانية".

أما الناشط البيئي حبيب معلوف فيؤكد للجزيرة نت أن لبنان يعاني منذ سنوات طويلة من تعثّر في إدارة نفاياته المنزلية البالغة سبعة آلاف طن يومياً، خصوصاً في منطقة بيروت وضواحيها، مشيراً إلى أن "الرقم قياسيّ مقارنة بعدد السكان".

وبينما ينتقد معلوف الطرح القاضي بأن تحلّ كل منطقة مشكلة نفاياتها، يلفت إلى أن "بيروت وجبل لبنان ينتجان معاً حوالي ثلاثة آلاف طن من النفايات يومياً". وتحتاج هذه النفايات إلى مواقع للطمر والمعالجة مجهزة بأحدث التجهيزات الفنية.

‪معلوف: الأزمة مفتوحة على اللا حل‬ (الجزيرة نت)
‪معلوف: الأزمة مفتوحة على اللا حل‬ (الجزيرة نت)

مكبات عشوائية
وحول اقتراح وزير البيئة توزيع نفايات بيروت على المناطق، يقول معلوف "إن مكبّات المناطق عشوائية وغير مجهزة لامتصاص العصارة والغازات السامة مثل مطمر الناعمة، مما قد يتسبب بكوارث بيئية فيها".

ويختم معلوف بالقول إن الأزمة مفتوحة على اللا حل، وإن ما يطرح لا يعدو كونه علاجا مؤقتاً سيؤدي لاحقاً بسبب عشوائيته إلى مشاكل كبرى.

بدوره، يبدو رئيس بلدية بيروت بلال حمد متشائماً من إمكان إيجاد حلّ لمشكلة النفايات في جلسة مجلس الوزراء المزمع عقدها يوم الخميس المقبل.

ويقول للجزيرة نت إن بلدية بيروت تعمل على خط منفصل عن مسار مجلس الوزراء، ولكن بالتعاون مع رئاسة الحكومة ووزير البيئة ومجلس الإنماء والإعمار لتجنيب المدينة كارثة بيئية.

ووفق حمد، ستبدأ البلدية خلال 24 ساعة تطبيق خطة مؤقتة لتنظيف الشوارع ولكن في حدود بيروت الإدارية فقط، لأن صلاحياتها لا يمكن أن تتخطى هذه الحدود.

المصدر : الجزيرة