تحذير باليمن من انقسام المقاومة وبروز الانفصاليين

عناصر المقاومة تبتهج بالنصر في المعلا بعدن
المقاومة الشعبية بعدن تبتهج بالنصر الخميس 16 يوليو/تموز 2015 (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

أثار انتصار المقاومة الشعبية بعدن مشاعر الفرح والابتهاج في الشارع اليمني، بالمقابل سادت مشاعر الصدمة والإحباط قوى الانقلاب الحوثي وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح، بينما حذر محللون من انقسام قوى المقاومة في ظل سعي قوى انفصالية لاستثمار الحدث.

وبرغم أن المقاومة في عدن تتشكل بغالبيتها من التيار الإسلامي والقوى الوطنية، وواجهت ببسالة مليشيات الانقلابيين بمساندة من قوات الجيش الموالية للشرعية، وبدعم غير مسبوق من قوات التحالف العربي، فإن ثمة غصة بين اليمنيين من رفع عناصر بالحراك الانفصالي أعلام الدولة الجنوبية الشطرية، وليس علم اليمن الموحد.

ورأى مدير المرصد الديمقراطي، عبد الوهاب الشرفي -في حديث للجزيرة نت- أن الخلاف بين مكونات المقاومة في عدن أمر قائم بقوة نظرا لتعدد النظرة للقضية الجنوبية بين مكوناتها ولاختلاف الأيدولوجيات بينها.

وأشار إلى أن بوادر الانقسام بين قوى المقاومة مرشحة للتصاعد، ما لم يع الجميع أن الحل سواء مع طرف الحوثيين وصالح أو بين المكونات الجنوبية نفسها لن يكون إلا سياسيا.

‪الهدياني: النغمة المرتفعة للانفصال مزاج شعبي عمقته مليشيا الحوثي وصالح‬ (الجزيرة)
‪الهدياني: النغمة المرتفعة للانفصال مزاج شعبي عمقته مليشيا الحوثي وصالح‬ (الجزيرة)

صرخات ألم
من جانبه قال عبد الرقيب الهدياني -نائب رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الحكومية، في حديث للجزيرة نت- إن النغمة المرتفعة للانفصال هي عبارة عن مزاج شعبي وصرخات ألم ونزيف جرح لم يندمل، عمقته مليشيا الحوثي والمخلوع صالح باجتياحهم الجنوب وقتل وتشريد الآلاف خصوصا في عدن.

وأضاف أن مواجهة النزعات الانفصالية مرهونة بقدرة الرئاسة والحكومة على فعل أشياء تلبي تطلعات الناس في الجنوب، وأشار إلى أن دخول التحالف العربي بقيادة السعودية على خط المشكلة اليمنية بقوة قد يضع حلولا شافية ومرضية للجميع واحتواء القوى الجنوبية الانفصالية.

كما لفت إلى أن المقاومة في عدن تتكون من قوات الجيش الموالي للشرعية، وهي عبارة عن خمسة ألوية قوامها 12 ألف جندي جرى تشكيلها مؤخرا، إضافة إلى تشكيلات شعبية من تيار السلفيين والأحزاب السياسية والحراك الجنوبي الشعبي، جميعها تم احتواؤها تحت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة.

ضجيج إعلامي
واعتبر الباحث السياسي فيصل علي -في حديث للجزيرة نت- أن لتأخر دعم المقاومة في عدن لأكثر من ثلاثة أشهر أسبابا متعددة منها ما شكله الحراك الجنوبي الانفصالي من ضجيج إعلامي حولها، فهم يريدون انتصارا دون أن يكونوا صانعيه ولا يريدون مساعدة من مقاومة الشمال ولا من فصائل جنوبية موجودة على الواقع أكثر منهم.

ورأى أن الانتصارات الميدانية للمقاومة الشعبية تحتاج إلى تكاتف الجهود والصف الداخلي في عدن ومحيطها، وأيضا التزام الصمت من قبل قوى الحراك الجنوبي اليسارية الانفصالية التي مهدت لمليشيا الحوثي وإيران الدخول إلى عدن.

‪فيصل علي: انتصار عدن سيظل منقوصا لأن هناك من يروّج أنه انتصار جنوبي‬  (الجزيرة)
‪فيصل علي: انتصار عدن سيظل منقوصا لأن هناك من يروّج أنه انتصار جنوبي‬ (الجزيرة)

وقال إن انتصار عدن سيظل منقوصا لأن هناك من يروّج أنه انتصار جنوبي وليس انتصارا يمنيا لقوى الخير على قوى الشر، وأضاف أن الرئيس عبد ربه منصور هادي عانى من قوى الحراك الانفصالية التي تحدث ضجيجا أكثر من حجمها، كما عانت المقاومة الشعبية منها.

واستمر قائلا إذا أردنا انتصارا حقيقيا للمقاومة اليمنية، فإنه يجب على دول التحالف العربي دعم المقاومة في تعز، فهي الوجه الأكمل للمقاومة اليمنية، فتعز يمنية خالصة لا شمالية ولا جنوبية، ولا زيدية ولا شافعية، بل يمنية التاريخ والحاضر والمستقبل، فإذا تكبد الحوثي وصالح هزيمة ساحقة فيها فسينتهي حكمه على عدن وتعز تلقائيا.

وأشار إلى أن الموقع الإستراتيجي لمدينة تعز بالنسبة للخريطة اليمنية يساعد على هذا الطرح فهي في قلب البلد، أضف إلى ذلك أن الكثافة السكانية والتنوع الثقافي والبعد الحضاري القيمي فيها، سيسهّل خلق يمن مختلف وجديد ومتنوع.

وباعتقاد علي فإن عودة الشرعية إلى عدن مجرد تكتيك "لكن لو فرضنا عودتها إلى تعز بعد دعم المقاومة لتحريرها سيضمن التحالف العربي والمقاومة الشعبية وقوات الشرعية وجودا فعليا للدولة، والتفافا شعبيا يمنيا لا جهويا ولا مذهبيا، نفس الدولة فيه هو الأقوى، وبالعكس فإن العودة إلى عدن ليس إلا مجرد تلويح بالانفصال، هكذا يقرؤه الشارع اليمني برمته بما فيه الشارع الجنوبي والشارع العدني".

المصدر : الجزيرة