أئمة مصر.. الملاحقة الأمنية في مواجهة المطالب

مشيخة الازهر
الآئمة وظفوا رمزية الأزهر في المطالبة برافع رواتبهم (الجزيرة نت)

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

"مطالبنا اجتماعية وليست سياسية، فلا يعقل على الإطلاق أن تكون رواتب أئمة المساجد في بلد الأزهر متدنية ولا تكفيهم لإعالة أسرهم".

بهذه الكلمات وصف الشيخ محمد مصطفى معاناة أئمة المساجد في مصر. وقال للجزيرة نت إنه تمت زيادة رواتب العاملين في القضاء والجيش والشرطة عدة مرات منذ ثورة 30 يونيو، "بينما تجاهلت الحكومة وعودها المتكررة بإصدار كادر مالي جديد لأئمة الأوقاف رغم مشاركتهم في المظاهرات المناهضة للإخوان المسلمين، وتحذير الناس من الانضمام لمسيراتهم على المنابر".

وناشد مصطفى -وهو إمام مسجد بالجزيرة- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التدخل العاجل لحل أزمة الأئمة الذين "يضطر معظمهم للعمل في وظائف أخرى من أجل إطعام أبنائهم".

وقال إنه ليس من المعقول أن تصرف الوزارة للإمام 38 جنيها شهريا بدل زي، و8 جنيهات فقط مقابل خطبة الجمعة.

وكانت نقابات وحركات مستقلة من أئمة المساجد حددت يوم 12 مايو/أيار الجاري لبدء ما سمته انتفاضة للمطالبة بحقوق مادية في كادر مالي جديد يساعد على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

وأكدت "رابطة أبناء الأزهر الأحرار" أن عددا كبيرا من الأئمة خرجوا في مظاهرات مناهضة لجماعة الإخوان بطلب من وزير الأوقاف مختار جمعة، "ودعما للرئيس عبد الفتاح السيسي في حربه ضد الإرهاب، أملا في الحصول على حقوقهم".

البوابة الإلكترونية: الوزير اتهم الأئمة  بالسعي لتهديد السلم العام وقلب نظام حكم السيسي

نتيجة مغايرة
لكن النتيجة كانت مغايرة حيث انخفضت رواتبهم بـ150 جنيها تخصم لصالح صندوق "تحيا مصر"، وفق الرابطة.

بدورها قالت النقابة المستقلة للأئمة في بيان اليوم الخميس، إنها تقدمت بطلب للداخلية للموافقة على تنظيم فعاليات الوقفة الاحتجاجية وفق قانون التظاهر.

وأشارت لرغبتهم في أن يصل صوتهم للإعلام، "ليعلم الرئيس بمأساتهم ويساهم في تحقيق مطالبهم العادلة".

بدورها كشفت صحيفة البوابة الإلكترونية "المقربة من أجهزة الأمن"، عن تقدم وزير الأوقاف بمذكرة لجهاز الأمن الوطني ضد عدد من الأئمة المشرفين على "وقفة الكادر" المقرر تنظيمها يوم 12 مايو/أيار الجاري.

وأكدت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية أن الوزير اتهم الأئمة الداعين إلى الوقفة بالسعي لتهديد السلم العام، وقلب نظام الحكم بتبني دعوات التظاهر ضد الرئيس السيسي، وبتنفيذ أجندات خاصة والانتماء لتنظيمات إرهابية.

وكان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أكد في تصريحات سابقة أنه يسعى لتحسين الأوضاع المالية للأئمة حتى يتفرغوا لمهمتهم، "لكن شح الموارد أدى لتأخير ذلك"، ودعاهم لمزيد من الصبر.

وحذر الوزير مما أسماه تغلغل قيادات إخوانية داخل مؤسسات الدولة، خاصة الدينية والثقافية والفكرية منها، مشددا على أنه لن يسمح لتلك العناصر بالوصول لأي منصب متصل بالدعوة حتى لا تساهم في اضطراب الأوضاع بالبلاد، وفق تقديره.

عوف: الحكومة استخدمت الأئمة في تضليل الجمهور وليست جادة في إنصافهم

صراع المناصب
في المقابل أكد عضو جبهة علماء الأزهر الشيخ محمد عوف أن الحكومة غير جادة في تحسين أوضاع الأئمة، لافتا إلى أن وزير الأوقاف وعد بإصدار كادر لهم "في الفترة التي اشتهرت بالوعود الكاذبة من حكومة الانقلاب، مثل جهاز الكفتة ومشروع المليون وحدة سكنية، وكان ذلك بهدف احتواء الجماهير".

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن وزير الأوقاف يسعى بشكل متواصل للإطاحة بشيخ الأزهر أحمد الطيب ليتولى منصبه من بعده.

وردا على هذه المساعي جاءت الدعوة للمظاهرات عبر عدد من الأئمة التابعين لشيخ الأزهر، مستغلا معاناة الدعاة في محاولة للضغط على الوزير، وفق عوف.

وتابع "بعيدا عن هذا الصراع، فإن مرتبات أئمة المساجد متدنية للغاية، ولا توجد دولة محترمة في العالم تتعامل مع رجال الدين الرسميين بهذه المهانة".

وشدد على أن الحكومة لم تقم بزيادة رواتب الأئمة الذين وقف عدد كبير منهم مع الانقلاب، "الذي استخدمهم في تضليل الناس عن طريق المنابر والعمائم، وليسوا شريكاً مثل القضاء والشرطة والجيش".

المصدر : الجزيرة