التبغ الفاخر.. تبادل السخرية بين السوريين والنظام

سوريا - اللاذقية مسؤولون رسميون يتفقدون معملا لصناعةالمعسل والتبغ
عودة العمل بمصانع التبغ أحيطت بزخم رسمي كبير في سوريا (الجزيرة نت)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

ربما من حيث لا يحتسب أوقع النظام السوري نفسه في حرج كبير عندما أعلن عودة العمل في مصانع التبغ بـاللاذقية، مما أثار سخرية المعارضين والموالين على حد سواء.

ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بدا أن صناعة التبغ الفاخر هي آخر ما يفكر فيه السوريون في هذا الوقت، حيث يعيش البلد حربا طاحنة تتسع رقعتها يوما بعد يوم.

وكانت وسائل إعلام النظام السوري ركزت لأكثر من أسبوع على أهمية تصنيع السيجار و"المعسل", ووصفت الخطوة بأنها إنجاز كبير في ظروف صعبة.

وردا على الدعاية الرسمية امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بعبارات الاستهزاء بهذا "الإنجاز العظيم".

الكاتب ماهر شرف علق على هذه الخطوة بالقول "توزيع كروزات المعسل على أهالي شهداء النظام، هيك بيصروا يأكلوا على روح الشهيد".

‪جانب من العمل في أحد مصانع التبغ بمدينة اللاذقية السورية‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من العمل في أحد مصانع التبغ بمدينة اللاذقية السورية‬ (الجزيرة نت)

إصابة الأهداف
وكتب المدون محمد الإدلبي على صفحته الشخصية مستهزئا "على النظام أن يوزع المعسل الذي صنعه على جنوده في جبهات القتال لعله يحقق نصرا بعد أربع سنوات من الهزائم".

أما الناشط الحلبي أبو عبدو فكتب "إذا دخن الطيار السيجار السوري بدل الكوبي فسيتمكن من إصابة أهدافه بدقة أكبر، فيقتل بدل الطفل أطفالا، وبدل الأطفال سكان حي بأكمله في الطلعة الواحدة".

وتروي الناشطة مي الأبية -وهي من سكان اللاذقية- أن موظفات معمل التبغ يتعرضن للسخرية عند خروجهن من المؤسسة، حيث يطالبهن عابرو الشارع بتصنيع الحشيش المخدر ليكتمل لديهن غياب العقل تماما.

وعلى صفحته الشخصية بالفيسبوك كتب الناشط المعارض أبو عبيدة "النظام يضحي بشباب الطائفة العلوية البسطاء، لكنه لا يقصر بتوفير وسائل الرفاهية لضباطه من متة ومعسل وسيجار".

‪الخبز يغيب في سوريا في حين يتوفر التبغ الفاخر‬ (الجزيرة نت)
‪الخبز يغيب في سوريا في حين يتوفر التبغ الفاخر‬ (الجزيرة نت)

التبغ والخبز
أما وحيدة -التي تعمل في أحد مصانع التبغ باللاذقية- فتتساءل: ماذا يفعل بنا هذا النظام الذي قدمنا الكثير من أجله خلال السنوات الأربع الماضية؟

وتستغرب من تصنيع أفخر أنواع التبغ في حين "أننا لا نجد خبزا نأكله"، قائلة إنها فقدت ابنها في معارك بصرى قبل شهر.

ويقول أمين -وهو محلل اقتصادي من جامعة تشرين- إن النظام يحاول جذب انتباه السوريين إلى إنجازات وهمية، مقللا من قيمة الإعلان عن عودة إنتاج التبغ.

لكن جعفر -وهو أحد موظفي معمل للتبغ باللاذقية- يرى أن هذه الخطوة تؤشر على قوة الاقتصاد السوري، وقدرته على الصمود والتطور "رغم الحصار الاقتصادي والحرب الكونية".

يذكر أن التبغ يزرع حصرا في الساحل السوري، "وهو المحصول الوحيد الذي يستطيع النظام التحكم بإنتاجه وتصنيعه وتسويقه".

وسبق للنظام أن أنتج الماركات العالمية من السجائر "لكن الشركات سحبت تراخيصها لأن الإنتاج كان دون المواصفات التي جرى الاتفاق عليها".

المصدر : الجزيرة