"الكفيل" شرط لدخول نازحي الرمادي بغداد

كبار بالسن يحملون على عربات ويمرون امام قوات الجيش على مدخل العاصمة بغداد- الجزيرة
كبار بالسن نقلوا بعربات حديدية حتى وصلوا مدخل بغداد حيث قضوا أياما بانتظار من يكفلهم لدخول العاصمة (الجزيرة)

علاء يوسف-بغداد

يواجه عشرات الآلاف من أهالي الأنبار، العالقين منذ أيام عند المدخل الغربي لبغداد، وضعا إنسانيا صعبا اضطرهم لافتراش الطرقات بعد أن منعتهم قوات الأمن من الدخول إلى العاصمة إلا إذا كلفهم أحد سكان بغداد.

ووفق لجنة الهجرة والمهجرين، فإن تعداد النازحين يقارب المائتي ألف شخص موزعين على أربعين ألف عائلة فروا من المعارك سيرا على الأقدام من مناطقهم إلى أن وصلوا المداخل الغربية للعاصمة بغداد.

يدفع خالد الدليمي والدته العجوز على عربة حديدية فوق جسر "بزيبز" غرب بغداد، آملا في الوصول إلى منطقة بعيدة عن الصراع المسلح في الرمادي، عقب انسحاب القوات العراقية ودخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى عدة أحياء داخل المدينة.

ويضيف الدليمي للجزيرة نت "هذا ما كسبناه من أكاذيب السياسيين وسارقي أموال الشعب والمتاجرين بأرواحنا ودمائنا، اليوم أنا أخرج من بيتي بعد معاناة أشهر من الجوع وضنك العيش وحصار من قبل المسلحين، واليوم أحمل أمي على ظهري وأسير بها على أقدامي إلى العاصمة بغداد هربا من الموت".

‪‬ معاناة وخوف يسيطران على النازحين من الأنبار العالقين على أبواب بغداد(الجزيرة)
‪‬ معاناة وخوف يسيطران على النازحين من الأنبار العالقين على أبواب بغداد(الجزيرة)

لا ثقة بالحكومة
في المقابل، يقول أبو عمر (البالغ أربعين عاما) عند مدخل العاصمة للجزيرة نت "أنتم الآن تشاهدون هذه الطوابير من البشر الذين يسيرون معنا هربا من الموت. كيف لنا أن نثق بحكومة لا تستطيع حتى توفير وسائل نقل لتنقذ مواطنيها من الموت، كيف لنا أن نثق بعد الآن أنهم سيدافعون عنا، وهم أصلاً عاجزون حتى عن توفير وسائل نقل لآلاف العائلات التي تركت منازلها".

أما غزوان العيثاوي من أهالي منطقة البوعيثة التي استولى عليها مسلحو تنظيم الدولة، فيقول "منذ أيام وأنا أفترش الأرض مع أطفالي وزوجتي ونتوسل بالقوات الأمنية من أجل السماح لنا بالخروج من المدينة والاتجاه شرقا صوب العاصمة بغداد، على الرغم من المخاوف التي نسمع عنها، يتهم البعض شبابنا بالانتماء لتنظيم الدولة، وفي بغداد يطلبون منا الحصول على كفيل من سكان العاصمة لدخولها".

من جهتها، تقول لقاء وردي، عضو لجنة الهجرة والمهجرين، إن "تردي الأوضاع الأمنية بمحافظة الأنبار أدى لنزوح جماعي، والنازحون تصل أعدادهم إلى ما يقارب مائتي ألف شخص موزعين على أربعين ألف عائلة" مشيرة إلى أن هروبهم كان سيرا على الأقدام وصولا إلى مداخل بغداد الغربية.

وأضافت وردي للجزيرة نت أن "هذه العوائل النازحة تتعرض أحيانا إلى إهانة من قبل عمليات بغداد، على الرغم من التوصيات التي خرج بها مجلس النواب والتي تؤكد رفع شرط الكفيل عن جميع النازحين".

لقاء وردي: لا يوجد مخيمات لإيواء النازحين من الأنبار لبغداد(الجزيرة)
لقاء وردي: لا يوجد مخيمات لإيواء النازحين من الأنبار لبغداد(الجزيرة)

المعاملة الإنسانية
وحثت النائبة عن الأنبار الأجهزة الأمنية على "التعامل مع النازحين بإنسانية، والالتزام بتوصيات مجلس النواب" مشيدة بقيادة عمليات بابل التي قالت إنها "تعاملت مع النازحين بإنسانية عالية وكبيرة وسمحت لبعض العوائل الدخول إلى قضاء المسيب".

وتابعت بالقول إن "بعض سائقي سيارات الأجرة تعاطفوا مع هذه العوائل التي تفترش الطرقات والعراء عند مداخل بغداد منذ أكثر من أسبوع، وقاموا بكفالة العديد من العوائل من أجل إدخالهم إلى المدينة".

وأكدت النائبة "وصول مساعدات غذائية من الوقف السني إلى النازحين بعد نقلهم من بعض المناطق" نافية وجود مخيمات لإيواء هؤلاء النازحين.

إلى ذلك، يقول النائب حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع "من خلال التوصيات التي خرج بها مجلس النواب، بعد الاجتماع الذي عقد بين أعضاء من لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ونواب من محافظة الأنبار، وضعنا توصية تنص على رفع مسألة الكفيل".

ويؤكد للجزيرة نت "إجراء اتصال بقائد عمليات بغداد لرفع شرط الكفيل أمام دخول العوائل النازحة من الأنبار إلى بغداد، باستثناء الشباب الذين سيخضعون إلى التدقيق بهوياتهم ووثائقهم الشخصية".

وأشار الزاملي إلى "وجود مخاوف من استغلال عناصر تنظيم الدولة دخول النازحين إلى بغداد للدخول معهم".

المصدر : الجزيرة