مخاوف من إشراك الحشد الشعبي بمعركة الأنبار

صورة للحشد الشعبي
الحشد الشعبي اتهم بالقيام بانتهاكات في مناطق سنية بعد طرد تنظيم الدولة منها (الجزيرة)

أحمد الأنباري-الأنبار

أعرب مراقبون عن مخاوفهم وتوجسهم من المعركة المرتقبة في الأنبار، محذرين من احتمال نشوب حرب أهلية في حال تم إشراك مليشيات الحشد الشعبي في المعركة التي تستهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدن ومناطق يسيطر عليها بالمحافظة.

ويصرّ أهالي المحافظة على إشراك الجيش وأبناء عشائر المحافظة فقط في المعركة وتسليحهم بأسرع وقت، علما بأنه في الأيام الماضية توالت الاتهامات من منظمات دولية للحشد الشعبي الشيعي، إضافة إلى شهادات من المناطق التي دخلها الحشد، تؤكد أن عناصره قامت بحرق البيوت والبساتين والمساجد، وقتل الكثير من السكان في مناطق ديالى وصلاح الدين السنية.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الدفاع خالد العبيدي أعلنا أن "محافظة الأنبار ستكون المحطة التالية في الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية بعد محافظة صلاح الدين".

ويسيطر تنظيم الدولة على نحو 80% من أراضي الأنبار، كما يحاول السيطرة على مركز المحافظة (مدينة الرمادي) بالكامل، ويخوض منذ أيام معارك كبيرة في المدينة ويشن هجمات بسيارات مفخخة، بينما تحاول قوات الجيش مدعومة بالحشد الشعبي السيطرة على ناحية الكرمة (شمال شرقي الفلوجة).

‪الشيخ كامل الدليمي رفض مشاركة الحشد الشعبي‬ (الجزيرة)
‪الشيخ كامل الدليمي رفض مشاركة الحشد الشعبي‬ (الجزيرة)

اعتراض
ويؤكد أحد شيوخ عشائر الدليم في المحافظة، وهو النائب السابق كامل الدليمي أن "الاستعدادات مستمرة داخل المحافظة وخارجها لبدء معركة تحرير المحافظة من تنظيم الدولة، وفق خطط يتم وضعها لضمان حسم المعركة وتجنب وقوع خسائر بشرية".

وفي تصريح للجزير نت، اعترض الدليمي على تواجد الحشد الشعبي في هذه المعركة، معللا رفضه "بوجود أعداد كبيرة من المتطوعين الأنباريين بشكل تنتفي معه الحاجة للحشد".

وشدد على أن "قدرة العشائر والجيش العراقي على رد الهجمات الأخيرة للتنظيم على الرمادي وحديثة وعامرية الفلوجة والبغدادي هو دليل على قدرة هذه العشائر بوجود الجيش على إخراج التنظيم في حال توفرت الأسلحة والمعدات المطلوبة".

وطالب الدليمي بأن تقوم الحكومة العراقية بدورها الحقيقي في دعم العشائر وزيادة الدعم اللوجستي لهم للقضاء على التنظيم ومن يقف خلفه، محذرا من "قدرة التنظيم على قلب الموازين إذا لم يكن هناك عدد وعتاد يكفيان لقتاله في الأنبار".

من جهته، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد جبار أن "عملية تحرير الأنبار تم الشروع بها، وهناك معارك في ناحية الكرمة الواقعة بين بغداد والفلوجة"، متحدثا عن انتصارات متحققة في هذا الجانب.

ويضيف للجزيرة نت أن "البدء الفعلي الواسع في عملية تحرير الأنبار سيعلن عنه بعد الانتهاء من تحرير محافظة صلاح الدين، باعتبارها المرحلة التالية في المعركة ضد تنظيم الدولة".

غير موثوق بها
لكن جبار يرى أن "معظم شيوخ ووجهاء الأنبار يؤيدون مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة، لحاجتها إلى أكبر عدد ممكن من المقاتلين".

وأقر عضو لجنة الأمن والدفاع بضعف الدعم المقدم للعشائر في الأنبار، وعدم تسليح عدد كبير من مقاتليها، مبينا أن عملية التسليح تكون للعشائر التي قاومت تنظيم الدولة سابقا وليس حاليا، باعتبار أن الأخيرة عشائر غير موثوق بها، وهناك تخوف من وصول السلاح الذي يسلم لها إلى التنظيم أو تنظيمات أخرى".

ويؤكد الخبير الأمني أحمد الشريفي "ضرورة الاهتمام بتسليح العشائر في الأنبار والاعتماد عليها في المعركة، دون الحاجة إلى الجهد الوافد من خارج المحافظة المتمثل في الحشد الشعبي".

ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن دخول الحشد في معركة الأنبار ستكون له أضرار كبيرة حتى وإن قبلت عشائر الأنبار بتواجدهم، لأن مقاتل الحشد سيشتبك بجغرافيا غير معروفة له ولن يقدر على قراءتها بصورة صحيحة".

يشار إلى أن محافظة الأنبار تمتد على مساحات واسعة غرب العراق تصل إلى نحو 138.500 كيلومترا مربعا، ويسكنها نحو مليوني شخص من أبناء المكوّن السني، وهي معروفة بطابعها العشائري.

المصدر : الجزيرة