كاتبان بأميركا: في الغرب لا يأبهون بحياة المسلمين

WASHINGTON, UNITED STATES - FEBRUARY 12: People hold a vigil at Dupont Circle in Washington on February 12, 2015 for three Muslim students who were shot dead in Chapel Hill, North Carolina. Muslim students Deah Barakat, 23, his wife Yusor Mohammad Abu-Salha, 21, and her sister Razan Mohammad Abu-Salha, 19, were shot dead at their home on Tuesday in Chapel Hill, North Carolina.
الكاتبان بيضون وندا: رغم الاحتجاجات المختلفة فإن الهوية الإسلامية لضحايا شابيل هيل طغت على هويتهم الأميركية (غيتي)

نشرت الجزيرة نت الإنجليزية مقالا للكاتبين خالد بيضون وندا الزين تونوفا بعنوان "لماذا لا يأبه الغرب بحياة المسلمين؟" أشارا فيه إلى أن ما جرى خلال فترة ما بعد مقتل الطلبة العرب الثلاثة بولاية كارولينا الشمالية مؤخرا يؤكد الحقيقة القاسية وهي أن حياة المسلمين لا قيمة لها في أميركا.

وقال الكاتبان إنه رغم الصيحات في المسيرات وما تحمله لافتات الاحتجاج ورسائل التواصل الاجتماعي، فإن الهوية الإسلامية لضحايا شابيل هيل الثلاث طغت على هويتهم الأميركية.

وذكر الكاتبان أن هوية القاتل كريغ ستيفن هيكس قد كُشف عنها بعد حوالي سبع ساعات من وقوع الجريمة. وأضافا أنه ورغم الكشف عن المعلومات الأساسية من التحقيق الرسمي عن القاتل وعن الدليل على أن القتل ربما يأتي ضمن جرائم الكراهية، ظلت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة صامتة.

وأشارا إلى أن شبكات سي أن أن، وفوكس نيوز، وأم إس أن بي سي الإعلامية بثت أخبار القتل بعد أكثر من 12 ساعة من وقوعها.  

وقالا أيضا إن التاريخ يؤكد أنه لو تم تبديل هويات الضحايا والقاتل -ضحايا بيض وقاتل غير أبيض- لأقامت وسائل الإعلام الدنيا ولم تقعدها على المستويين المحلي والعالمي. وأضاف المقال أن السياسات التي تتبناها السلطات الأميركية تجاه المسلمين الأميركيين تؤكد عدم فصل هذه السلطات بين الهوية الإسلامية و"الإرهاب".

تشجيع الكراهية
وأشار الكاتبان إلى أن السياسات المؤسسية المتمثلة في الرقابة على الأفراد وبرامج مكافحة "التطرف" تربط بين الهوية الإسلامية و"الإرهاب" و"التطرف"، الأمر الذي شجع أعمال العنف المدفوعة بالكراهية التي يرتكبها أفراد مثل القاتل هيكس.

وأضافا أن هذه السياسات رسخت المفاهيم السابقة القائمة على ما روّج له المستشرقون والعنصريون، كما عززت الصورة النمطية التي شكلتها تلك المفاهيم والأفكار القديمة.

وعقد الكاتبان مقارنة بين ما جرى بعد اغتيال العرب المسلمين الثلاثة بكارولينا الشمالية وبين حادث شارل إيبدو بفرنسا مطلع الشهر الماضي ليقولا إن حياة المسلمين تستحق اهتمام وسائل الإعلام الغربية فقط في حالة أن المسلمين يقفون خلف البندقية لا أمامها، مجرمين لا ضحايا.

وقالا إنه لا الجنسية الأميركية ولا المقاييس التقليدية بأميركا للنجاح والإنجاز قد شكلت حماية للضحايا من الكراهية التي تستحثها وتحرض عليها السياسات المذكورة ونشر الأخبار والمواد الإعلامية المنحازة والمتحاملة بالإضافة إلى الأفلام السينمائية.

المصدر : الجزيرة