تفجير دمشق.. مواجهة جديدة بين حزب الله والنصرة
علي سعد-بيروت
تراقب الوالدة من بعيد بصمت وعيون دامعة عدسات الكاميرات كلما توجهت باتجاه فادي خير الدين -أحد المسؤولين في الحملة- بحثا عن خبر عن ابنتها وحفيدتها.
تقول الوالدة للجزيرة نت إن ابنتها ذهبت لزيارة مقام السيدة زينب للدعاء، وهنا تردد الوالدة الدعوات بأن تكونا قد نجتا من التفجير.
وإذا كانت والدة رندا قد اطمأنت عبر الهاتف أن ابنتها ليست من بين القتلى الستة الذين سقطوا في التفجير فحسن سلامة -الذي يقف على بعد أمتار منها- لا يستطيع أن يخفي قلقه على ابنه الذي بقي يهاتفه لأكثر من ساعتين دون أن يتلقى إجابة.
مقامات شيعية
وكان تفجير استهدف حافلة تابعة للحملة التي تنظم رحلات من الضاحية الجنوبية لزيارة الأماكن الدينية للشيعة في سوريا وتضم حوالي 52 لبنانيا كانوا متجهين من زيارة مقام السيدة رقية قرب سوق الحميدية في العاصمة السورية دمشق إلى مقام السيدة زينب.
وأدى التفجير إلى مقتل ستة أشخاص، فيما جرح 18 شخصا، وصل 16 منهم إلى الأراضي اللبنانية، فيما يتوقع أن يصل الجريحان الباقيان بعد إجراء عمليات جراحية لهما.
وتباينت الأنباء بشأن نوع التفجير الذي استهدف حافلة الزوار، ففيما قالت وكالة سانا السورية الرسمية وقناة المنار التابعة لحزب الله إن عبوة ناسفة زرعت في مقدمة الحافلة تبنت جبهة النصرة في بيان رسمي العملية، قائلة إن مقاتلا تابعا لها انغمس بين ركاب الحافلة وفجر نفسه "انتقاما للسنة في كل من سوريا ولبنان".
وبحسب مصادر تحدثت للجزيرة نت، فإن الانتحاري الذي فجر نفسه سعودي الجنسية ويدعى أبو العز الأنصاري وكان يحمل حزاما ناسفا.
وأدان حزب الله في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه العملية، معتبرا أنه "يخدم العدو الإسرائيلي ويحقق مشروعه التفتيتي لأمتنا وشعوبنا".
رحلات عشوائية
وكشفت مصادر في قطاع النقل السياحي بين لبنان وسوريا للجزيرة نت أن حزب الله ومنذ اختطاف الزوار الشيعة واحتجازهم في منطقة إعزاز شمال سوريا قبل حوالي ثلاثة أعوام لا يحبذ الرحلات العشوائية إلى المقامات المقدسة عند الشيعة في سوريا.
غير أن هذه المصادر تشير إلى أن أعداد الزوار الشيعة "تزداد، وأن الرحلات إلى الشام تضاعفت في الآونة الأخيرة".
ويرى محللون أن التفجير يشكل فصلا جديدا من المواجهة المفتوحة بين حزب الله الذي يقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، وجبهة النصرة التي خاضت مواجهات مباشرة مع الحزب في الأشهر الأخيرة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل أن الاستهداف "يأتي ضمن مناخ المواجهة والحرب المشتعلة في المنطقة والتي تتوسع أكثر فأكثر على أساس مذهبي لم يعد خافيا على أحد، وهو ردة فعل غير مشروعة من عناصر متطرفة رافضة ما يحصل ضد أهل السنة في المنطقة".
وأضاف أبو فاضل أن ما حصل هو حتما جزء من تصفية الحسابات وعمليات الانتقام بين جبهة النصرة وحزب الله لقتاله أهل السنة في سوريا، ومن خلفه الطائفة الشيعية التي أصبحت في الواجهة، وذلك بالطريقة التي تراها المجموعات المسلحة مناسبة لها.