شتاء قارس يتهدد اللاجئين بالحدود السورية التركية

الخيام أقيمت بشكل متلاصق يهدد الصحة العامة
الخيام أقيمت بشكل متلاصق يهدد الصحة العامة (الجزيرة)

أحمد العكلة-الحدود السورية التركية

يعاني الآلاف من النازحين الهاربين من قصف الطائرات الروسية إلى الحدود السورية التركية وقاطني المخيمات أوضاعا إنسانية مأساوية في ظل شح الدعم الإغاثي ومستلزمات التدفئة، ولا سيما مع دخول فصل الشتاء وبدء موجات الصقيع، الأمر الذي دفع الأهالي إلى إطلاق نداءات استغاثة لمعالجة أوضاعهم واتخاذ التدابير اللازمة قبل وصول العواصف الثلجية والحيلولة دون وقوع الكارثة كالعام الماضي.   

وقد تعرضت المخيمات على الحدود السورية التركية -والتي تضم عشرات الآلاف من النازحين- لأمطار غزيرة وموجات من الصقيع، مما أدى إلى اقتلاع عدد من الخيام وغرق عدد آخر، حيث قام عناصر الدفاع المدني بمساعدة النازحين وإخراجهم من المخيم.

ويقول الشيخ إبراهيم -أحد قاطني مخيم الكرامة على الحدود السورية التركية- إن آلاف النازحين يفترشون الأرض في ظل ظروف قاسية، حيث تنعدم أبسط مستلزمات الحياة، ويعيش بعضهم في خيام مهترئة، بينما تعيش أكثر من عائلة في خيمة واحدة.

وأوضح الشيخ إبراهيم أن النازحين يعانون من برودة الطقس ونقص الأغطية ووسائل التدفئة، ويعيش بعضهم بين أشجار الزيتون في ظل النقص في الخيم، بسبب تدفق الآلاف من النازحين من ريف حماة الشمالي خوفا من القصف المكثف من قبل الطائرات الروسية.

الأمطار الغزيرة تتسبب في صعوبة التنقل (الجزيرة)
الأمطار الغزيرة تتسبب في صعوبة التنقل (الجزيرة)

وأكد الشيخ إبراهيم أن وفدا من المنظمات زار النازحين الجدد واطلع على أوضاعهم، ولكن الدعم اقتصر على بعض السلال الغذائية التي يتم توزيعها على كافة النازحين من دون النظر إلى دعمهم بوسائل التدفئة.

موجة نزوح
وفي نفس السياق، أكد ناشطون وعدة منظمات حقوقية أن أكثر من مئة ألف من سكان ريف حماة الشمالي نزحوا مع بدء الحملة الروسية الجوية على مناطقهم، حيث لجأ بعضهم إلى المخيمات الحدودية، وبعضهم ذهبوا للعيش في بلدات ريف إدلب الذي يعتبر أكثر أمنا، فيما اضطر قسم آخر للهرب إلى الأراضي الزراعية وحاول البعض الآخر الدخول إلى المخيمات في الأراضي التركية.

وأفاد أبو سمير -وهو نازح من بلدة كفر نبودة إلى المخيمات الحدودية- للجزيرة نت بأنه وعائلته نزحوا إلى بلدة كفر نبودة شمال حماة، واضطروا للنزوح مرة أخرى بعد الحملة البرية للنظام على البلدة بغطاء جوي روسي.

وأضاف أبو سمير أن ثمن استئجار أرضية للخيمة هو 12 ألف ليرة سورية (ثلاثون دولارا) يدفعها ساكن الخيمة، وثمن خزان المياه سعة برميلين ستمئة ليرة (دولاران) وهو لا يتوفر لكل الخيم بسبب سوء الطرقات، حيث تفتقر لأدنى أنواع الخدمات ولا توجد فيها طرقات ولا صرف صحي ولا مدارس ولا مساجد.

الأطفال يضطرون للعمل من أجل كسب المال (الجزيرة)
الأطفال يضطرون للعمل من أجل كسب المال (الجزيرة)

وأشار أبو سمير إلى أن الكثير من العائلات يعيشون في العراء، وهذا الأمر سيعرضهم إلى الأمراض والأخطار لأنه لا يوجد شيء يقي برد الشتاء وأمطاره، مؤكدا أن تأمين خيمة هو مطلب أساسي لجميع النازحين.

وتحاول الجمعيات الإغاثية في إدلب مساعدة النازحين من خلال تقديم المساعدات الغذائية وفرش وأغطية للنوم، وذلك عبر مؤسسات خيرية دعمت تلك المشاريع.

وقال أحد مسؤولي الجمعيات الإغاثية عبد الله نجار إنهم وزعوا المساعدات الغذائية على النازحين الذي قدموا مؤخرا من قرى سهل الغاب وريف حماة الشمالي، وتم تقديم بعض المساعدات الشتوية كالأغطية وملابس شتوية للأطفال.

وأضاف النجار أن نزوح عشرات الآلاف دفعة واحدة أدى إلى استحالة تسكين هؤلاء النازحين في وقت قصير، مما يتطلب تظافر جهود جميع المؤسسات والمنظمات الإغاثية وزيادة دعمها للعائلات النازحة.

المصدر : الجزيرة